اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > من تنتخب؟

من تنتخب؟

نشر في: 6 أكتوبر, 2009: 06:03 م

شاكر الانباريلم يبق على الانتخابات القادمة الا بضعة أشهر. اشهر تتسابق فيها الأحزاب والقوى السياسية على تنظيم نفسها استعدادا لمعركة الانتخابات. وهي معركة بحق، ولكن يفترض ان تكون معركة سلمية، لا تراق فيها الدماء. لقد تعب الشعب من الدم، وتعب من المعارك المسلحة التي ظلت تتوالى على رأسه منذ عقد الثمانينيات من القرن العشرين وحتى الآن. ومع ان الأحزاب عادة ما تخوض الانتخابات  ببرامجها التي ينبغي ان تجذب الناخب لكي يصوت لها،
الا ان احزابنا وائتلافاتنا وتكتلاتنا السياسية لم تطرح برامج واضحة للمواطن، ربما تمتلك برامجها الخاصة التي يعرفها اعضاؤها فقط، لكنها لم تصل الى المواطنين. وظلت تعتمد على كاريزمات اعضائها السابقين الذين ملأوا شاشات الفضائيات أربع سنوات خلت. وبعضهم جاءت كاريزماه من انتسابه الى قوى سياسية  امتلكت ميليشيات ومجاميع مسلحة ظلت بضع سنين تفتك بالعراقيين يمينا وشمالا. وبعد ان ضربت الميليشيات ومجاميع العنف وعصابات التكفير، احتفظت تلك الشخصيات بأمكنتها في البرلمان، والوزارات، وكأن شيئا لم يكن. وهي تريد، اذ لم تنل أي عقاب، لا قانوني ولا شعبي، أن تعود مرة اخرى الى البرلمان، معتقدة ان المواطنين نسوا مجازرهم، وسرقاتهم، وألفاظهم التي اسسوا بها للطائفية والعنف والتهجير والتكفير. راح الخطاب يختلف، وانتقل من الضفة الطائفية الى الضفة الوطنية، بجرة قلم كما يقال، أو بغفلة عن الزمن. صارت بعض تلك القوى تزايد على الجميع  في الوطنية، مع ان جلبابها الطائفي والميليشياوي والعنفي ما زال ماثلا في ارشيفات الفضائيات، وفي ذاكرة الناس القريبة التي لا تنسى ولن تنسى. الائتلافات التي ولدت، او التي ستولد، جميعها ترفع شعار الوطنية، وتعد الناخبين بوعود وردية، على صعيد الخدمات من كهرباء وماء، وعلى صعيد توفير فرص العمل واعادة الاعمار في المدن والقرى والصحاري والجبال، الى ان يتحول البلد الى قطعة من الاتحاد الأوربي، أو نمر من النمور الآسيوية. ورغم أن تلك الوعود تقال شفاها، وعلى الفضائيات، وفي الخطب، الا ان اللافت ان كل تلك الكتل والتحالفات لم تطرح برنامجا مكتوبا للشعب، عبر مهرجانات جماهيرية مثلا، او عبر الصحافة والاعلام المرئي والمسموع، او عبر منظمات المجتمع المدني. وهذا ما يثير الاستغراب. فكيف لحزب ديني متمذهب، على سبيل المثال لا الحصر، يفرض الحجاب في الناصرية على طفلات المدارس ان يعد المواطنين بالحريات الفردية والعامة من مأكل وملبس ومشرب، ومن فنون وسياحة وثقافة تتسامى على التمذهب والقوميات الضيقة وتبحر في قارب الانسانية الواسع؟ أو كيف يتم اقناع فرد ما باعادة الاعمار والنزاهة وتطبيق القانون، وذلك الحزب اخرج من بين قياداته كبار اللصوص الذين استجوبهم البرلمان، وأدانتهم الفضائح، ولكن لم يطلهم القانون لهذا السبب او ذاك؟ وأي عاقل يصدق أن قائدا من حزب أذاق الشارع الويل باحصاء الانفاس وفرض الحجاب وقتل الحلاقين واغلاق المنتديات ينادي بالديمقراطية ويدعو العامة الى التصويت لقائمته؟ تلك مفارقات لا يفهمها العراقي، وهذا كيل بمكيالين، وازدواجية لم تعد خافية على أحد. لسان حال العراقيين يصرخ بعدم اعطاء الصوت لكل كتلة سياسية، او حزب، او ائتلاف، تستر على قتلة الشعب عبر ميليشياته وارتباطاته الاقليمية والدولية. لن يعطي صوته لمن قمع حريات الناس ذات مرة في المأكل والمشرب والقراءة والمشاهدة والتعبير، ولا لمن سرق افراد من حزبه ملايين الدولارات  ثم خرج بكفالة خمسين الف دولار ثم غاب عن الواجهة. ولا لمن يفرح بقتل العراقيين عبر عمليات الابادة الجماعية المنفذة عبر التفخيخ والهاونات والقنابل اللاصقة. ولن يعيد الى البرلمان أربع سنوات قادمة من تكلم ممثلا لطائفة، متناسيا عن عمد، ان هناك بلدا جريحا اسمه العراق عانى ثلاثين سنة او تزيد من كل الأوبئة بما فيها الطائفية والتمييز العنصري والقمع وارهاب الدولة وشراء الذمم عبر المكرمات المليونية وهو بحاجة فائقة الى المواساة. الفرد لم يعد مغفلا، بعد تجربة اربع سنوات اشعلت رأسه شيبا من هولها، وهي أربع سنوات كان يقف وراءها عدد لا يستهان به من الموجودين حاليا، وكثير منهم محسوبون على قتلة أذكياء، وطائفيين، ومرتشين، هم شردوا، اضافة الى من شرد ايام النظام السابق، ملايين من الأبرياء!!!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

على قاعة الجواهري.. ادباء العراق يؤبنون الباحث التراثي الراحل باسم حمودي

بيت المدى ومعهد "غوتة" يستذكران عالم الاجتماع د.علي الوردي

تقرير: "تهيج العين" قد يكون من أعراض الإصابة بالسرطان

مهمة في واتسآب بأجهزة أندرويد

ملتقى الأطفال.. مساحة ثقافية تحتضن صغار الموصل لتنمية عقولهم

مقالات ذات صلة

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

متابعة/ المدى جاء العراق في المرتبة الثانية بعد مصر، باستيراد الشاي الهندي خلال الربع الاول من العام الحالي. ووفقاً لوزارة التجارة الهندية، فقد شهدت صادرات البلاد من الشاي ارتفاعاً ملحوظاً في الأشهر الأربعة الأولى...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram