بغداد/ المدى استؤنفت الملاحة التجارية في شط العرب بعد توقف دام أكثر من ثلاثة عقود بسبب الحرب الإيرانية العراقية، مع افتتاح مرفأٍ في البصرة أمس الثلاثاء لنقل المعدات الصلبة إلى حقل مجنون النفطي.وقام مسؤولون عراقيون وممثلون عن شركة شل البريطانية المكلفة بتطوير الحقل النفطي يتوسطهم مهندسون عراقيون
وبريطانيون بقص شريط التدشين عند المرفأ الواقع في منطقة النشوة على بعد حوالي سبعين كيلومترا شمال البصرة.وقال المدير العام لمشروع مجنون في شركة شل أولي ميكلستاد لوكالة فرانس برس "إنها المرة الأولى التي يفتتح فيها مرفأ لاستقبال السفن من حول العالم عبر هذا الممر النهري منذ 31 عاما".وأضاف "أنها المرة الأولى منذ عقود التي يفتتح فيها خط للنقل التجاري في هذا الممر".وأعرب ميكلستاد عن أمله في "ألاّ تعود السفن التي ستزور هذا المرفأ فارغة، بل محملة بالبضائع".فيما أكد انه لن يتم في المستقبل نقل أي شحنات من النفط عبر هذا المرفأ الذي يبلغ طوله بين 20 و30 مترا، أوضح إن هناك إمكانية "لتصدير التمر العراقي من هذا المرسى كما كان يحدث في هذه المنطقة خلال فترة السبعينات".وذكر أن "سفينة أبحرت من دبي في 25 كانون الأول ورست في المرفأ هذا في الخامس من كانون الثاني، هي أول من افرغ حمولتها في هذا المرسى، وقد نقلنا المعدات بعد ذلك إلى قلب الحقل النفطي".من جهته قال رئيس لجنة الإدارة المشتركة لتطوير حقل مجنون النفطي مهدي بادع حسين في تصريح لفرانس برس إن "شط العرب يعود اليوم من جديد بعد إغلاق دام 31 عاما".وتابع "هذه المرة الأولى التي ينجح فيها العراق في تثبيت شط العرب كممر ملاحي".ويفتتح مرسى السفن هذا خطا للنقل في شط العرب بعد توقف الملاحة فيه مع اندلاع الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) التي كان النزاع على هذا الممر نفسه احد ابرز أسبابها.والحقل المكتشف عام 1975 والذي يعتبر احد اكبر خمسة حقول نفطية في العالم، سمي "مجنون" نظرا لكمية النفط الكبيرة فيه والتي تترافق مع مستويات ضغط عالية.وقال المهندس العراقي ضياء خليل وهو عضو اللجنة المشتركة بين شل والسلطات العراقية، ان "عمل المرفأ سيتركز على نقل المعدات اللازمة لتطوير حقل مجنون" الذي يدر حاليا مئات ملايين الدولارات.وذكر انه سيكون على السفن المحملة بهذه المعدات أن تدفع رسوما في ميناء ام قصر في البصرة، ثم تتجه عبر الفاو أقصى نقطة في جنوب العراق، نحو الممر المائي لشطة العرب والذي يبلغ طوله حوالي 80 كلم.وأشار خليل إلى أن المرفأ يتسع لسفينة صغيرة واحدة، مضيفا أن عمق المياه في هذا الممر تتراوح بين أربعة وسبعة أمتار.وقال نائب مدير شركة نفط الجنوب خلف وادي لفرانس برس إن "العمل على بناء المرفأ بدأ في أيار". وتابع أن شركة شل "تحملت تكاليف المشروع وحدها"، رافضا الكشف عن القيمة الفعلية للمشروع.
عودة الحياة إلى شط العرب باستئناف الملاحة التجارية
نشر في: 7 فبراير, 2012: 11:24 م