 ميسان / رعد شاكر أرملة في الستينيات من عمرها، أم لستة أولاد ومثلهم من البنات، تعيش مع ما تبقى من صغارها على هامش الحياة في إحدى العشوائيات خارج مدينة العمارة، وبالرغم من أن هذه صنفت على أنها أغنى محافظة في العالم، إلا أن عائلة أم جواد وغيرها الآلاف يسحقهم العوز والجوع.
الأرملة أم جواد، اضطرت مقابل مليون دينار إلى بيع ابنتها القاصر فاطمة ذات الثلاثة عشر ربيعا، تحت مسمى الزواج من رجل في عقده السادس من العمر والمتزوج من امرأتين، لسداد المبلغ المذكور الذي اقترضته من احد المرابين لإقامة مجلس عزاء لزوجها المتوفى.غير أن العوز اضطر الأم المنكوبة إلى بيع ابنتها الأخرى زينب (11 عاما) بمبلغ 800 ألف دينار لبناء غرفة تحتمي بها مع صغارها من صقيع الشتاء ولهيب الصيف، وأيضا باسم الزواج من احد أقاربها.وغير عائلة أم جواد الكثير من العوائل التي التقت بها "المدى"، فثمة أرملة في ذلك الحي العشوائي الغارق في البؤس، أنهكها الجوع والمرض هي وابنتها المطلقة وأحفادها، وليس بعيدا عنها والدان طاعنان في السن يتهددهما الجوع والمرض.وفيما يتبرع البسطاء من الناس ومنظمات المجتمع المدني بما تجود به أيديهم من مبالغ بسيطة أو أطعمة أو أفرشة وأغطية، وأحيانا جهود بدنية لبناء غرفة لهذه العائلة أو تلك، يبدو أن المسؤولين المحليين والجهات الحكومية في غفلة عمّا يدور بالقرب منهم.  التفاصيل ص6