الموصل / نوزت شمدينست ساعات من الكهرباء الوطنية، هذا أفضل رقم يحصل عليه المواطنون في نينوى طوال أربع وعشرين ساعة، تأتيهم على ثلاث دفعات بمعدل ساعتين لكل مرة، في وقت يزداد الطلب على الكهرباء بسبب انخفاض درجات الحرارة الى ما تحت الصفر المئوي، مقابل ارتفاع كبير في أسعار النفط الأبيض الذي وصل سعر البرميل منه الى 200 ألف دينار في السوق السوداء.
وبحسب مصدر مطلع في شركة توزيع كهرباء نينوى، فأن معدل تجهيز الطاقة خلال الأيام الماضية تراوح بين 570 _ 591 ميغاواط، وبساعات تجهيز تراوحت بين 6-7 ساعات يومياً، مؤكداً ان المحافظة تحتاج الى 1200 _ 1400 ميكا واط يومياً لتغطي حاجتها من الكهرباء.وأشار في حديث لـ"المدى" الى ان الفترة الحالية تشهد ارتفاعاً كبيراً في الاحمال بسبب اعتماد المواطنين على الكهرباء الوطنية في التدفئة، لندرة الوقود، وتعثر توزيع النفط الابيض وارتفاع أسعاره، ما تسبب بانخفاض ساعات التجهيز في مناطق عدة من المحافظة.الكمية التي تصل نينوى، تؤشر تحسناً طفيفاً بمعدل ساعتي تجهيز تقريبا مقارنةً بالشهر الأخير من العام الماضي، إذ كان الأمر يقتصر على أربعة ساعات بمعدل تجهيز بلغ 430 ميكاواط فقط. وفي حينها أعلن مدير كهرباء المنطقة الشمالية صالح صفو أن حصة محافظة نينوى من الكهرباء ستزداد خلال الأسابيع المقبلة بعد أن تم التعاقد مع شركة (هونداي) الكورية لتأهيل محطات توليد الكهرباء في المحافظة، ومع ذلك فأن التجهيز لم يرتفع أبداً عن ساعتين مقابل ستة ساعات ونصف إطفاء.الخيار الوحيد المتاح أمام المواطنين للتعويض كما هو الحال في باقي المحافظات العراقية عدا إقليم كردستان، هي المولدات الأهلية، وحتى هذه قلصت ساعات تشغيلها ساعة واحدة قياسا بالعام الماضي بسبب تقليص حصصها من الوقود، ليبدأ التشغيل من الساعة الثانية ظهراً حتى الثانية عشر ليلاً، مع ساعة إطفاء واحدة مقابل كل ثلاثة ساعات تشغيل، وبسعر 7000 دينار للأمبير الواحد.كل هذا والحديث عن مشاريع كهرباء يجري تنفيذها وأخرى يتم التعاقد بشأنها جار باستمرار، وقد أكد زهير حازم الجبوري رئيس لجنة الطاقة والخدمات في مجلس قضاء الموصل في حديث لـ"المدى"، أن مشروعاً لتوليد الكهرباء يجري تنفيذه من قبل شركات تركية في ناحية القيارة جنوب مدينة الموصل، وان مراحل إنجازه متقدمة، ومن المقرر الانتهاء منه نهاية العام الحالي أو مطلع العام 2013.وبين أن طاقة المشروع الكلية تبلغ 750 ميكا واط، وسيتم ربطه بالشبكة المركزية ولن يكون خاصاً بمحافظة نينوى فقط.وتحدث زهير الجبوري عن مشروع آخر في منطقة الكسك غرب الموصل، بقدرة إنتاجية تصل إلى 250 ميكا واط، وقد بوشر العمل به مؤخراً، وسيخصص إنتاج المحطة من الكهرباء إلى محافظة نينوى حصراً ولا يتم ربطها بالشبكة المركزية.وشرح رئيس لجنة الطاقة والخدمات آلية توزيع الكهرباء، موضحا أن نينوى مقسمة إلى 12 مجموعة، إضافة إلى مجموعة منفردة في قضاء الحمدانية شرق الموصل، وكذلك في أقضية تلعفر وسنجار غرباً، ونواحي الشورة والمحلبية وبعشيقة والقيارة وحمام العليل وغيرها.وأضاف أن مهندسي السيطرة يقومون بتوزيع الحصص بحسب الجدول لتلك المجاميع، مع الأخذ بنظر الاعتبار ما يستقطع من الحصة الذي هو بحدود 145 – 170 ميكا واط وتسمى "الطوارئ" تخصص لمشاريع المياه والمستشفيات والمنشآت النفطية.وتابع بالقول: انه في فصل الصيف المقبل يمكن إعادة ساعات التجهيز بالكهرباء إلى 3 ساعات أو 5 ساعات ونصف الساعة وحتى أربع ساعات، عازيا ذلك إلى أن الاستهلاك في الصيف يتركز فقط على المكيفات والإنارة، بخلاف فصل الشتاء الذي يتضاعف فيه الاستهلاك، لاعتماد المواطنين على الكهرباء في تسخين المياه والتدفئة إضافة إلى الإنارة.وأفاد بأن دائرة السيطرة في موسم الشتاء الحالي مجبرة على عدم إعادة الكهرباء لأكثر من مجموعتين، اي ساعتين لكل مجموعتين، مستدركا "هذا اذا لم يحدث أي توقف في المحطات وتكون الحالة مستقرة، أما إذا خرجت وحدات توليدية عن العمل فسوف تقل الحصة بطبيعة الحال، وتزداد ساعات القطع".المواطنون بدورهم يقابلون تطمينات المسؤولين بعدم الاكتراث، بسبب خبرة متراكمة قوامها عشرون عاما مع مشكلة الكهرباء، ودعا مهندس الكهرباء صفوان علي خالد من خلال "المدى" إلى أن يتولى القطاع الخاص ملف الكهرباء، "بعد ان أثبتت الحكومات المتلاحقة فشلها الذريع في ذلك"، بحسب تعبيره.ولفت الى انه كما وجد الأهالي حلاً في الاعتماد على المولدات الأهلية، "فمن المؤكد أن هنالك شركات تملك حلاً يمكن الركون اليه، بدلاً من رائحة الفساد التي تفوح من المشاريع الحكومية التي لم تفلح في إضافة ساعة كهرباء واحدة طوال السنوات الماضية".
مواطنو نينوى يطالبون بتسليم ملف الكهرباء إلى القطاع الخاص

نشر في: 8 فبراير, 2012: 09:19 م