ترجمة عبد الخالق عليبعد اقل من شهرين على مغادرة القوات الاميركية العراق، تتهيأ وزارة الخارجية الأميركية لتقليص بعثتها الدبلوماسية الى النصف في اشارة الى تراجع النفوذ الاميركي في العراق. ويقول المسؤولون في كلا البلدين ان السفير جيمس جيفري وغيره من كبار مسؤولي الخارجية اعادوا النظر بحجم ونطاق السفارة
التي تضخّم كادرها حتى وصل الى ستة عشر الفا معظمهم من المتعاقدين.كانت العملية الدبلوماسية الموسعة ومبنى السفارة الذي كلف 750 مليون دولارا – الاكبر من نوعها في العالم – تعتبر ضرورية لتعزيز الديمقراطية في عراق ما بعد الحرب ولتأسيس علاقات طبيعية بين البلدين، الا ان الاميركان شعروا بالاحباط من عرقلة العراقيين لهذا المشروع، وهم اليوم محصورون في مبنى السفارة بسبب الاضطرابات الامنية ولا يستطيعون الاحتكاك بالمواطنين العراقيين. ان ادراك بعض كبار المسؤولين الاميركان فشل البنية الدبلوماسية يمثّل محورا بارزا بالنسبة لوزارة الخارجية حيث ان المسؤولين قضوا اكثر من عام وهم يخططون لتوسيع النشاط الدبلوماسي. قال ميشيل مكليلان، الناطق باسم السفارة " على مدى العام الماضي وبداية هذا العام كانت وزارة الخارجية والسفارة في بغداد تنظران في وسائل تقليص حجم البعثة الدبلوماسية في العراق عن طريق تقليص عدد المتعاقدين الذين تحتاجهم السفارة لدعم عملياتها "، واضاف الناطق بان عدد الدبلوماسيين – البالغ حوالي الفين حاليا – " خضع ايضا للتعديل "، ومن اجل التقليص قال الناطق ان " السفارة بدأت تستأجر كادرا عراقيا ". بعد مغادرة القوات الاميركية في كانون الاول، اصبحت الحياة في العراق اكثر صعوبة بالنسبة لآلآف الدبلوماسيين والمتعاقدين الذين بقوا في البلاد، كما ان قوافل الطعام التي يرافقها الجيش الاميركي من الكويت باتت تتأخر عند الحدود بسبب مطالبة السلطات العراقية لها بالوثائق التي تثبت ان الاميركان هم من المجهزين، لذلك وخلال ايام نفدت من السفارة بعض انواع الاطعمة والتوابل وما شابه. يقول الاميركان ان الحكومة العراقية تتدخل احيانا بنشاطات البعثة الدبلوماسية، كما ان مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي – واحيانا رئيس الوزراء نفسه – يجب ان يوافق على تأشيرات دخول الاميركان مما يسبب الكثير من التأخير، وان الدبلوماسيين الاميركان يعانون من متاعب ترتيب لقاءات مع المسؤولين العراقيين. من جانبهم، يقول العراقيون انهم يفرضون قوانينهم ويحمون سيادتهم مع عدم وجود اية اتفاقية مع الاميركان حول السفارة. تقول ناهدة الدايني، النائبة عن القائمة العراقية "القضية الرئيسية بين العراقيين والسفارة الاميركية هي اننا لم نر او نعلم بشأن اية اتفاقية بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة"، وتضيف معبرة عن مشاعر العراقيين " هناك شيء في بال الاميركان عندما قرروا جعل السفارة بهذا الحجم، ربما يريدون ادارة الشرق الاوسط من العراق وان السفارة ستكون قاعدتهم هنا ". هذه الشكوك بنيت على حادثتين، احداهما تتعلق باعتقال اربعة من الاميركان المسلحين في شوارع بغداد يعتقد المسؤولون العراقيون انهم من ناشطي وكالة المخابرات المركزية، والحادثة الاخرى عندما اضطرت مروحية اميركية الى الهبوط الاضطراري بسبب عطل ميكانيكي في ضواحي العاصمة على شاطىء نهر دجلة. يقول السيد عمار الحكيم، رئيس المجلس الاسلامي العراقي الاعلى "المروحية التي تعطلت اثارت الكثير من الاسئلة عن دور الاميركان هنا، اذن ما هي العلاقة؟ لازلنا ننتظر المزيد من المعلومات". وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في تصريحات صحافية، إن "الحكومة الأميركية تخطط لخفض حجم سفارتها في العراق"، مؤكدة أن "هذا القرار يهدف إلى خفض التكاليف الإجمالية للبعثة التي تضم نحو 2000 دبلوماسي و14 ألف متعاقد أجنبي يعملون في جميع الميادين من توفير الأمن إلى إدارة المطابخ".وأضافت نولاند أنه "لا وجود لأي خطط لخفض عدد الدبلوماسيين بمقدار النصف"، مشيرة إلى أنه "لا يمكن التنبؤ بحجم الخفض المحتمل في أعداد المتعاقدين حتى الآن".وتابعت نولاند "ندرس حالياً كيف يمكننا ترشيد حجم سفارتنا في العراق وعلى الأخص كيف يمكننا تحقيق المزيد لتلك البعثة من خلال استخدام موظفين محليين بدلاً من الاضطرار إلى الاعتماد كما كنا من قبل على المتعاقدين الذين تكون تكلفة توظيفهم مرتفعة للغاية". يشار إلى أن السفارة الأميركية في بغداد هي أضخم سفارة للولايات المتحدة في العالم، بسبب ضخامة المساحة المقامة عليها وحرمها الأمني المحيط بها ومبانيها. عن: نيويورك تايمز
بسبب تراجع نفوذها..الولايـات المتحدة تقلص سفارتها في بغداد

نشر في: 8 فبراير, 2012: 09:33 م









