TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نقطتين شارحة:المؤتمر الوطني: العـرش ثـم النقــش

نقطتين شارحة:المؤتمر الوطني: العـرش ثـم النقــش

نشر في: 8 فبراير, 2012: 09:34 م

 مازن الزيديمستشار رئيس الوزراء يتحدث عن اجماع زعماء الكتل على تبديل اسم "المؤتمر الوطني" الى "الاجتماع الوطني" لكنه يؤكد "ضرورة الخروج بحلول لانهاء الازمة". نائب يشدد على ضرورة ان يكون اتفاق اربيل "قاعدة التفاهمات" القادمة، الا ان كتلة اخرى تعتبر ورقة اربيل جزءا من الماضي. هذا هو المشهد باختصار.
ازمة الهاشمي، التي فجرت سلسلة ازمات غير مسبوقة، تدخل شهرها الثاني لكن ساستنا ما زلوا منشغلين باجتماعات تحضيرية، تؤجل يوما بعد آخر، لاختيار اسم "مناسب" لهذا اللقاء السحري الذي سيتخذ قرارا مصيريا في تحديد موعد وورقة اعمال هذه القمة الوطنية المرتقبة.استرخاء تام يشعر به الفريق الحكومي وهو يضع شروطا ومقاسات عجيبة وغريبة لهذا المؤتمر او الاجتماع، سموه ما شئتم، تفرغه من مضمونه وتنفي الحاجة لاقامته اصلا. فمستشارو السيد رئيس الوزراء وبعض اطراف التحالف الوطني رفضوا بشكل قاطع، منذ بداية الحديث عن القمة السياسية، مناقشة ملف الهاشمي والمطلك واصرارا على عودة العراقية عن قرار مقاطعة الحكومة والبرلمان. اذن ما الفائدة من المؤتمر؟ وعلى ماذا ترهق الكتل نفسها في اجتماعات تحضيرية لتلك القمة "الامل"؟الموالاة تريد من المؤتمر الوطني معالجة ازماتنا المزمنة لكنها تدخل في "تفاصيل الشيطان" بشكل لا يدع مجالا للتفاؤل بنتائجه على الاطلاق، متكأة بذلك على "الانتصارات" التي حققتها مؤخرا ضد خصومها. تتعمد اطالة مراثون الاجتماعات التحضيرية واللجان الفرعية لارهاق الفرقاء وحملهم على القبول بـ "الارنب" حتى وان ارادوا حصة الاسد!بالمقابل فإن المعارضة، التي لازالت تشعر بـ "حرج" عودتها من زعلها، لا تملك اجندة واضحة للقمة السياسية مع زملائها، بل باتت تقدم التنازلات تلو الاخرى لغرض لملمة وضعها الداخلي الذي يعاني تشظيا مستمرا قد يأتي عليها بدعم وتشجيع "المتربصين" بها.في هذه الاثناء  تبدوالوساطات الوطنية، التي يقودها مام جلال في موقف لا يحسد عليه وهو يتوسط اطرافا بعضها يريد "الجمل بما حمل" ويؤمن بان "السياسة فن الاجهاز على الخصم" واطراف اخرى تريد الحضور لمجرد الحضور لتعود مرة اخرى الى مسلسل زعل وخصومة جديدين.لكن المراقب لهذا المشهد الفنطازي من حقه التساؤل بصوت عال عن جدوى هكذا ملتقيات سياسية، تستغرق شهورا من التحضير، في ظل وجود برلمان تقاتل الجميع من اجل ان يحظوا بمقاعد للجلوس تحت قبته؟هل بات مجلس النواب مشلولا لهذا الحد الذي يعجز معه عن ادارة حوار يتخذ شكل قوانين وتشريعات يتم طرحها للمناقشة تتضمن ما تريده الكتل من بعضها البعض الاخر؟ اذن ما فائدة برلمان لا يسمن ولا يغني من جوع؟تحدث بعض النواب مرارا وتكرارا عن وصاية يفرضها قادة كتلهم تمنعهم من تمثيل الشعب، ابدوا انزعاجهم، في اكثر من مناسبة، من احتكار زعمائهم للقرارات التي تمنعهم من تحريك مياه البرلمان الراكدة. اذن ما الحل؟الكثير منا يشعر باحباط من اي مؤتمر او قمة سياسية يعقدها الكبار لانها وبكل بساطة لن تخرج بجديد ولن تخرق السائد والمتوقع منهم ما لم يعترف الجميع بفشلهم في ادارة الدولة اولا وابداء نوايا حقيقية في اصلاح ذلك ابتداء من المادة 93 في الدستور التي تحدد الكتلة الاكبر في البرلمان وليس انتهاء بتحييد القضاء عن سوق الخصومات، واتخاذ قرارات جريئة لمغادرة الماضي بكل اسقاطاته والتوجه لبناء بلد انهكته الحروب والنزعات، هل سيطول انتظارنا لذلك؟ هل سيكذب حكامنا احباطاتنا انها مسألة وقت قد يطول اشهر قليلة اخرى!مستشار رئيس الوزراء كشف لنا مدى انشغال الكتل بحل الازمة السياسية المستعرة بعد توصلهم للاسم المفضل الذي سيتم اطلاقه على القمة المرتقبة، انشغلوا طيلة الشهرين الماضيين بالنقش وتناسوا العرش. هل يؤمن زعماؤنا بان الاسم "ثريا النص" كما يقول النقاد؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram