بغداد/ نورا خالد تصوير/مهدي الخالدي لفؤاد شاكر بصمة واضحة في فن الفوتوغراف، فالصورة عنده تتكلم، وتعلن انتماءها له، سواء أكانت صورة شخصية أم صورة لمشهد ما، وهذه الصفة تمنحه التفرد بين زملائه المصورين. يقول فؤاد شاكر عن بداياته: حينما كنا نسكن في حي شعبي (كمب الارمن) وهو مكان ولادتي، والعب مع أصدقائي (الدعبل) -اذ لم تكن هناك العاب غيرها في ذلك الوقت-
كنت انظر من خلاله الى ضوء الشمس فتظهر الوان مختلفة وجميلة. بعدها بحثت عن العدسة فوجدتها في الكاميرا، لذلك كنت اقوم بتأجير الكاميرا وأصور بها كل ما يعجبني، وكان لانتقال عائلتي الى مناطق أخرى مثل باب الشيخ وأبو سيفين وفضوة عرب، الاثر الكبير في ترسيخ قيم اجتماعية كثيرة وتعاليم دينية بقيت راسخة في ذهني حتى الآن، ومازلت ابحث عن ترجمة لتلك الرواسخ لأقوم بتصويرها.* ما أول صورة التقطتها في حياتك؟- أول صورة كانت في المشخاب عن الطبيعة عام 1963 فتلك الطبيعة عظمت الحب في نفسي للبيئة والناس وتعاظم هذا الحب بمرور الزمن.وفي بداياتي كنت اصور الطبيعة والواقع الاجتماعي، وحينما تقدم بي العمر بدأت أصور الأحداث التي تخص الناس، وكنت اقرأ كثيراً لتشيخوف والبرتومورافيا وهذه القراءات افادتني كثيراً في صياغة المشهد وعملت وفق أسلوب السرد الواقعي لكن هناك مدارس أخرى مثل المحاكاة والتأويل.اما عن معرضه الاول فتحدث شاكر قائلاً: أقمت معرضي الشخصي الاول عام 1974 وكان عن الواقع والناس.* من مثلك الأعلى في التصوير؟- كنت من اشد المعجبين بالمصور ناظم رمزي ومراد الداغستاني ونزار السامرائي وانا من المؤمنين بأن في كل 25 سنة تولد موهبة مميزة تتطور لتحتل مساحتها على الساحة الفنية كل حسب زمانه، فأنا انظر الى اعمال الرواد بإعجاب ومهابة كبيرين.اما عن المواهب الجديدة فقال شاكر:هناك مصورون ينتظرهم مستقبل جيد مثل (آرا سمسون، ملك غسان) وما ميز هاتين الموهبتين انهما عملا وفق كاميرا الفلم وحينما جاءت كاميرا الديجيتل قاما بدراستها ثم عملا وفقها.* أهم الأسماء المميزة التي ظهرت معك؟- ظهر معي المصور عبد علي مناحي وجاسم الزبيدي وسامي النصراوي ومجيد الخالدي الذي كان مصوراً ناجحاً لماحاً عاش بين المتسولين ليعمل ويصور وانا انظر لهم باعتزاز ولا اعتقد انهم يتكررون مستقبلاً.ويضيف شاكر قائلاً: عشت في امريكا 4 سنوات بصفة لاجئ سياسي ولكنني عدت الى بغداد عام 2002 لانني لا احتمل العيش بعيداً عن المدينة التي اعشقها، فكنت أصور في أمريكا مناظر الأشجار المقتلعة وكنت اشعر انها مثلي اذ اقتلعت انا من جذوري حينما تركت بغداد.* ما الذي أضافه فؤاد شاكر ما بين معرضه الأول والأخير؟- بغداد المدينة التي طالما أحببتها أكثر من أمي وبناتي الثلاث والذي يحزنني ان بغداد التي كانت تسمى سابقا حاضرة الأمراء والملوك تتعرض الآن الى التدمير والخراب فوثقت ما بين المعرضين الخراب، كما وثقت سابقا الجمال فأنا أتابع المشهد الثقافي والاجتماعي وحتى السياسي، كما ان النماذج المقهورة هم أبطال مشهدي الفني مثل غائب طعمة فرمان.* أخيراً ماذا يتمنى فؤاد شاكر؟- أتمنى ان يظهر فوتوغرافي يعرف خصائص آّلته وبمجرد ان ينظر الى المشهد يختار موضوعه ليصوره.
فؤاد شاكر: النماذج المقهورة هم أبطال مشهدي
نشر في: 6 أكتوبر, 2009: 06:15 م