علاء حسن في احتفالية نظمتها رئاسة مجلس النواب يوم الاثنين الماضي لمناسبة المولد النبوي بإحدى قاعات المجلس بمبنى البرلمان، وضعت سلة كبيرة تحوي أكياسا صغيرة فيها ما يعادل ربع كيلو غرام من الكرزات والحامض حلو لتكون بمتناول المشاركين في الاحتفالية من أعضاء مجلس النواب وعناصر حماياتهم، فضلا عن الموظفين وبقية العاملين في المجلس، خطوة رئاسة المجلس بتوزيع "الكرزات" أشبه ما تكون تقليدا سائدا لدى معظم النساء العراقيات عندما يوزعن الكرزات بين الجيران والمعارف بصحون صغيرة تعرف باسم "حلال المشاكل".
خطوة مجلس النواب تستحق الإشادة والتقدير من قبل الناخبين، لأنها بنظرهم فأل حسن لتجاوز الأزمة السياسية و"حل المشاكل" في الساحة العراقية، لتتفرغ الحكومة لبذل جهودها لعقد مؤتمر القمة العربية، ثم تسوية الملفات العالقة بين جميع دول الجوار بدءا من ترسيم الحدود مع إيران والكويت وميناء مبارك، وإطلاق سراح معتقلين عراقيين في إيران، ومعالجة توتر العلاقة بين بغداد وأنقرة، والتحرك نحو المجتمع الدولي لخروج العراق من طائلة البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وبعد انجاز كل هذه المهمات سيكون أمام حكومة الشراكة الوطنية تحسين الأداء التنفيذي وبما يحقق مطالب جميع العراقيين، الذين عبروا عن ندمهم يوم خروجهم في الخامس والعشرين من شباط من العام الماضي، احتجاجا على سوء الأداء الحكومي. يبدو أن "كرزات" البرلمان بحل المشاكل، سبقت التوقعات واستشرفت النتائج بنجاح المؤتمر الوطني وخروجه بتوصيات ستحسم وبشكل نهائي مظاهر الخلاف بين الأطراف المشاركة في الحكومة بطريقة الدعاء لتنقية القلوب والنفوس، وبعد الحصول على المراد والاستجابة للدعاء ستكون الحكومة وأطرافها ملزمة بتوزيع الكرزات "حلال المشاكل" بين العراقيين بموجب البطاقة التموينية أو عن طريق المجالس البلدية، ليتناولوا الحمص والفستق عبيد وأبو العظم واللوز أثناء متابعة نشرات أخبار الفضائيات المحلية في الساعة الثامنة مساء، الخالية من أنباء الخلاف والنزاع السياسي، والتلويح بتدويل المشكلة العراقية. تعرف النساء ونتيجة خبرة مكتسبة أن توزيع "حلال المشاكل" لا يتم بالدعاء فقط، وإنما يتطلب القيام بأنواع من الصلوات وتقديم النذور، وحل الأزمة أو المشكلة السياسية في العراق لا يتم عبر توزيع أكياس صغيرة تحتوي على ربع كيلو غرام من الكرزات، وإنما من خلال إجراءات أخرى تجهلها النساء، ولكنها تتعلق بالتأكيد بتوحيد المواقف تجاه الكثير من القضايا، وخصوصا في الفهم المشترك لمبدأ الشراكة، والوقوف على خط شروع واحد لمواجهة التحديات التي تعترض استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد، والوصفة معروفة ولا تحتاج إلى تعريف وتتمثل بتوحيد الدعاء وبذل المزيد من الجهود لخدمة الشعب العراقي بحل مشاكله عن طريق الالتزام بشعارات أعلنتها الكتل النيابية أيام الانتخابات التشريعية، وبأصوات الناخبين حصلت على مقاعدها في مجلس النواب، فتشكلت حكومة منتخبة، تحتاج الآن إلى أطنان من "الكرزات" لحل مشاكلها بسبب الخلاف السياسي وليس عن طريق ربع كيلو غرام من فستق العبيد وأبو العظم في صحن أو كيس "حلال المشاكل".
نص ردن: حــلال المشــاكـل
نشر في: 10 فبراير, 2012: 09:01 م