TOP

جريدة المدى > محليات > فـي ميسان اللغم بخمسة آلاف وإزالته بربع مليون دينار

فـي ميسان اللغم بخمسة آلاف وإزالته بربع مليون دينار

نشر في: 10 فبراير, 2012: 09:49 م

 بغداد / المدى من المفارقات الساخرة في عراق اليوم، أن يسعى المواطنون في مدينة العمارة إلى تنظيم سفرات سياحية بالقرب من حقول الألغام في مناطق الفكة والطيب، حيث كانت مسرحاً لمعارك دامية خلال ثمانية أعوام من عمر الحرب بين العراق وإيران.
ويذكر العديد من اهالي ميسان انهم حين يذهبون في سفرات سياحية، حيث يستمتع الجميع بأجواء مشمسة مع وجود عينين من الماء الصافي، التي تستخدم في علاج بعض التقرحات، في تلك المناطق، ويستطيع المشاهد أن يرى بالعين المجردة عشرات الآلاف من القطع الحربية والمتفجرات غير المنفلقة هنا وهناك، تلهو العوائل من حولها.ويقول المواطنون أنهم يذهبون إلى هذه المناطق طمعاً بساعة من الحرية لعدم توفر مثل هذه الفسحة في مدينة العمارة.وشاهد المواطنون في هذه الرحلة عدداً من رعاة الأغنام الذين قطعت أطرافهم، فيما لم تسلم الحيوانات والكلاب السائبة من العوق نتيجة انفجار لغم هنا أو هناك.مدير قسم التوعية البيئية في دائرة شؤون الألغام، إحدى تشكيلات وزارة البيئة، رياض ناصر قال في بيان صحفي تلقت "المدى" نسخة منه: إن "هناك تصرفات خاطئة يقوم بها بعض الأفراد من خلال جمع السكراب الملوث أو المتاجرة بالمخلفات الحربية بسبب الأوضاع الاقتصادية أو بسبب الجهل واستغلال الأراضي الملوثة أو التعايش مع الخطر".وأضاف ان لدى دائرة شؤون الألغام إحصائيات عن الذين تعرضوا لخطر المخلفات الحربية سواء من أودت بحياتهم أو بترت اطرافهم أو اصيب بتشوهات جراء الانفجارات، مؤكدا في الوقت نفسه أن الدائرة وبالتعاون مع الجهات ذات العلاقة كوزارة الداخلية ومديرية الدفاع المدني والمنظمات غير الحكومية مستمرة في إزالة الاف الأطنان من هذه المخلفات.وتابع بالقول: إن دائرة شؤون الألغام قامت بالتعاقد مع شركات عالمية لإزالة المخلفات الحربية "وهي مكلفة جدا حيث إن صناعة اللغم تكلف ثلاثة دولارات بينما إزالته تكلف 300 دولار، وهناك مساحات شاسعة ملوثة بهذه المخلفات"، مبينا ان هناك أساليب متنوعة لإزالة اللغم "ميكانيكية ويدوية اضافة الى كاسحات الألغام وهي دقيقة جدا ومكلفة وخطرة في الوقت نفسه".من جهتها، بدأت محافظة البصرة بتدشين حملة كبرى لإزالة المخلفات الحربية، ويسعى المشروع لتطهير البصرة التي يقول بعض الخبراء إنها تعاني أسوأ مشكلة ألغام في العالم، لتمهيد الطريق أمام الشركات الدولية للاستثمار في المحافظة التي يوجد فيها المركز الرئيس لإنتاج وتصدير النفط.وتشير التقديرات إلى أن العراق فيه نحو 25 مليون لغم أرضي وملايين أخرى من القذائف التي لم تنفجر وان هذه الالغام والقذائف غير المنفلقة تعطل مشاريع التنمية والبنى التحتية والمجمعات السكنية والمناطق التجارية والصناعية، فضلا عن عرقلة تطوير حقول النفط.وتتولى عمليات إزالة الألغام المنظمة العراقية لإزالة الألغام والمقذوفات غير المنفلقة ومعظم العاملين فيها عراقيون وتستعين بعدد من الخبراء من لبنان وكرواتيا.وتمكنت المنظمة خلال فترة زمنية قصيرة من إزالة آلاف الألغام من منطقة شط العرب بمحافظة البصرة التي كانت أحد ميادين القتال الرئيسة خلال الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات.من جهته، ذكر المسؤول عن عمليات ازالة الالغام في فرع المنظمة في البصرة عباس جاسم خميس، أن الألغام والقذائف غير المنفلقة أصبحت مدفونة على أعماق تزيد على متر بعد السنوات الطويلة التي ظلت خلالها في الأرض.وقال: "ان هذه المنطقة هي امتداد لمخلفات حرب ثماني سنوات بين العراق وإيران، حيث نعثر على الذخائر بعمق متر وأكثر من متر"، مؤكدا ان أي مشروع استثماري يكون في المنطقة من الصعب المباشرة بتنفيذه إن لم تكن المنطقة مطهرة، لافتا الى ان 70 % من أرض محافظة البصرة ملوثة بالألغام وبالذخائر غير المنفلقة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

موجة مطرية تستقبل شهر رمضان
محليات

موجة مطرية تستقبل شهر رمضان

بغداد/ المدى رجح المتنبئ الجوي صادق عطية، هطول الامطار خلال الاسبوع الاول من شهر رمضان. وقال عطية، إن «الموجة القطبية التي يمر بها العراق بلغت درجة الذروة ابتداء من يومي الثلاثاء والاربعاء»، مبينا ان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram