الناصرية - بابل / حسين العامل - اقبال محمد حمل مصدر مسؤول في محافظة ذي قار الحكومة الاتحادية والشُعَب الزراعية في المحافظة مسؤولية تراجع انتاج محصول الشلب، فيما عزا مختصون اسباب ذلك الى شحة المياه وتخلف منظومات الري وارتفاع اسعار المستلزمات الزراعية. وكشفت البيانات الرسمية عن تراجع هائل في كميات الحبوب المسوقة من محصول الشلب خلال العام الحالي،
لتؤشر حجم المشاكل التي تواجه القطاع الزراعي في ذي قار والمتمثلة بشح المياه وتزايد ملوحة التربة وارتفاع اسعار البذور والاسمدة والوقود والمستلزمات الزراعية الاخرى.ويقول مدير فرع شركة تجارة الحبوب في ذي قار المهندس محمد جعفر: إن مركز التسويق في سايلو الناصرية أنهى عمليات استلام محصول الشلب، الا ان الكميات المسوقة كانت مخيبة للآمال اذ بلغت 20 طنا فقط، في حين كانت التقديرات والتوقعات ضمن الخطة الزراعية تتحدث عن تسويق 900 طن. وعزا جعفر في تصريحات صحفية أسباب تراجع الكميات المسوقة إلى انحسار المساحات المزروعة بألف دونم بدلا من سبعة آلاف دونم كانت مقررة لزراعتها بمحصول الشلب، فضلا عن تلكؤ الحكومة الاتحادية في تحديد أسعار المحصول، وتهاون الشعب الزراعية بمتابعة الخطط الزراعية في المحافظة.فيما يرى المعنيون بالشأن الزراعي اسبابا وعوامل اخرى ادت الى تراجع الانتاج، ابرزها شحة وتذبذب مناسيب المياه وارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية وتخلف منظومات الري التي ما تزال تتسبب بهدر 60% من مياه السقي في المحافظة. اذ يشير رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في ذي قار مقداد الياسري في تصريح لـ"المدى" إلى أن الخطط الزراعية في العام الحالي والأعوام السابقة تقلصت بشكل كبير وأصبحت تقتصر على مساحات تتراوح ما بين 300 – 500 ألف دونم من أصل 800 ألف دونم جاهزة للزراعة، وذلك نتيجة شحة المياه وانخفاض مناسيب نهري دجلة والفرات.ودعا في الوقت نفسه الى تنظيم الموارد المائية وإدخال تقنيات الري الحديثة لمواجهة شحة المياه التي أخذت تحول دون زراعة أكثر من نصف مساحة الأراضي الصالحة للزراعة.وطالب الياسري بإعادة النظر في السياسة السعرية عبر تفعيل مبدأ حماية المنتج الوطني، مشيرا الى ان الفلاح أصبح لا يمتلك القدرة على منافسة المحاصيل الزراعية المستوردة من دول الجوار إذ تدعم تلك البلدان فلاحيها ومنتجاتهم، وهو ما أدى إلى عزوف الكثير من الفلاحين عن الزراعة وترك أراضيهم بسبب ما تكبدوه من خسائر فادحة. وزاد: ان ما فاقم من حجم المشكلة هو ارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية المتمثلة بالمكننة الزراعية والأسمدة الكيماوية والبذور فضلا عن الوقود. واكد الياسري على تفعيل دور وزارة الزراعة وجعله داعما للعملية الإنتاجية عوضا عن اقتصاره على المجالات البحثية والإرشادية فقط، لافتا إلى أن تراجع دور الوزارة تسبب بتردي القطاع الزراعي في عموم العراق.ولفت رئيس اتحاد الجميعات الفلاحية الى ضرورة توسيع مشاريع استصلاح الأراضي الزراعية لتشمل المزيد من المساحات التي تواجه مخاطر ارتفاع معدلات ملوحة التربة حيث لا تشكل المساحة الزراعية المستصلحة في محافظة ذي قار إلا 10% من مجمل الأراضي الزراعية. وكانت محافظة ذي قار قد شهدت خلال الأعوام الأخيرة انخفاضا غير مسبوق بمناسيب نهري الفرات والغراف المنحدر من نهر دجلة، نجم عنه جفاف العديد من الأنهر الفرعية التي كانت تتغذى منهما.وعلى صعيد متصل، عقدت مديرية زراعة بابل مؤتمرا هو الاول من نوعه لتشجيع الاستثمار الزراعي في المحافظة، فيما اكدت استكمال قاعدة البيانات الخاصة بالمشاريع الزراعية المتوقفة والمعطلة. وقال مدير زراعة بابل حسين حسوني لـ"المدى": ان المؤتمر اقيم لطرح كل المشاكل التي تعيق عمل المستثمرين في قطاع الزراعة بغية تفعيل الاستثمار وتذليل العقبات.ودعا جميع المستثمرين الى الافادة من قطاع الزراعة لما فيه من فرص نجاح واسعة، مشيرا الى ان المديرية اكملت قاعدة البيانات الخاصة بالمشاريع الزراعية المتوقفة والمعطلة، لافتا الى ضرورة التنسيق بين المستثمرين وهيئة الاستثمار لانجاح المشاريع.من جانبه، وصف مدير اعلام الاستثمار بوزارة الزراعة الدكتور صباح الدرع، هذا المؤتمر بانه خطوة اولى في طريق جذب الاستثمار للقطاع الزراعي، مبينا ان الوزارة وضعت خطة متكاملة لتذليل العقبات كافة امام المستثمرين.
مصدر في ذي قار يحمّل الحكومة الاتحادية مسؤولية تراجع الإنتاج الزراعي

نشر في: 10 فبراير, 2012: 09:50 م