TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > أحاديث شفوية:أمانة يا دنيا أمانة!

أحاديث شفوية:أمانة يا دنيا أمانة!

نشر في: 10 فبراير, 2012: 10:41 م

 احمد المهنا أبشروا! طبقتنا السياسية الوردة على وشك أن ترفع شعار: " أمانة يا دنيا أمانة تاخذينة للفرح أمانة وتخلي الحزن بعيد عنا " وقيل ان حديثا يجري في بعض أوساطها مفاده انها تسعى لجعل هذه الكلمات، أو ما يشبهها، مادة للنشيد الوطني. وحسب بعض روايات فإن العديد من رجال السياسة في بلادنا صاروا يسهرون ويرقصون ليليا على وقع ألحان هذه الأغنية الخالدة.
واستنادا الى مصادر موثوقة فان بعض المحافظين منهم لا يشارك زملاءه في هذه السهرات، ولكنه يدعمها في السر دعما معنويا وماديا. وتضيف المصادر نفسها ان هؤلاء المحافظين انفسهم يدندنون بكلام او لحن الأغنية احيانا في مكاتبهم وغالبا في حماماتهم.ولعل هذا الخبر الأخير كان سيسعد الأديب الراحل نجيب المانع، لأن " الدندنة" برأيه مقياس وجود أذن موسيقية. وكان رحمه الله يبتهج وكأنه ربح اليانصيب كلما اكتشف اذنا موسيقية في مخلوق.وذكر سامع أذان ان بعض الوزراء الذين يسهون عن انفسهم تخرج منهم احيانا همسات " أمانة" حتى خلال اجتماعات الحكومة الاسبوعية. وحسب سامع الصوت ذاته فان احدى هذه الهمسات شقت طريقها الى مسامع رئيس الحكومة، فعلت وجه الأخير ابتسامة لفتت انتباه عدة وزراء. حتى ان احدهم استفسر من دولة الرئيس بلطف عن مغزى الابتسامة. فرد عليه بالتي هي ألطف قائلا:* نحاول يا صديقي تمثل حكمة مونتاني القائلة:" للفضيلة وجه باسم".وكما تعرفون فانه حتى ايام قليلة ماضية، كان مثل هذا الرد سينزل على مجلس الوزراء نزول الصاعقة. فلم يعهدوا في الرجل ولا في انفسهم، بل ولا حتى في شعبهم، نهج الابتسامة ولا درب الدعابة. ونقل بعض الحمايات المطلعة ان قلقا يعم بيوت الكثير من الساسة. ذلك ان الحريم تخشى على انفسها هذا التحول المفاجىء في أبعالهن، من مذهب الحزن الى مذهب الفرح. وهن يتساءلن راجفات عما اذا كان في الأمر مشروع زوجة ثالثة! فالمعروف ان أغلبهم، بعد العز، " ثنى".ان كل هذه التحولات لم تترجم الى اليوم في صياغة نظرية. ولكن المراقبين يلاحظون وجودها في صيغ عملية، منها اختفاء علامات قيام الساعة في السيطرات ومراكز الشرطة والأمن والمخابرات، وتراجع الشدة وظهور الأريحية في تصريحات الساسة، وتسريح الشعراء الشعبيين من الخدمة السياسية، وتقليص نسبة اغاني الحزن والنكد في الاذاعات والتلفزيونات، مقابل زيادة اغاني الفرح والمرح.واكثر من ذلك يلاحظ مراقبون ان القضايا الحقيقية، وعلى رأسها الرفاهية والحرية، بدأت تحتل الأولوية في اهتمامات الحكام والساسة، بدل المناقرات والكونات الكلامية. ويقول " محلل سياسي" ان الحكومة تمتنع عمدا عن صياغة هذه المستجدات في عقيدة، لأن ذلك سيؤدي الى ظهور عقيدة مضادة، وسيكون لها أتباع، فتسعى هذه الطائفة الى ان تشرب من دم الطائفة الأخرى، حسب ديدن العراقيين المعروفين بالانشقاقية والمحاربة. وفسر اسباب هذا التحول من مذهب التعاسة الى مذهب السعادة باجتياح دافع الثأر لديهم من أوجاع الدولة العثمانية وتوابعها، التي جعلت حياة العراق سباية طوال قرون، تماما كما ثأر الشيخ زايد رحمه الله من الصحراء بتحويل بلاده الى خضراء.وأمانة يا دنيا أمانةتاخذينة للفرح أمانة!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram