صفاء العبد هل يمتلك منتخبنا الوطني فعلا فرصة التأهل الى مونديال البرازيل ؟! الإجابة ليست سهلة طبعا ، خصوصا بعد الذي حدث في دورة العرب بالدوحة ، فلو كان هذا السؤال قد ُطرح قبل رحلة الدوحة تلك لكانت إجابتي نعم وبثقة كبيرة ، لأنني في الحقيقة أرى ان النخبة الحالية من لاعبي منتخبنا جديرة فعلاً في ان تحقق للعراق حلم التأهل الى نهائيات كأس العالم لكرة القدم للمرة الثانية بعد الاولى في المكسيك عام 1986..
فكل ما يحتاجه منتخبنا هو شيء من الانضباط والالتزام فقط لا غير ، على اعتبار ان النخبة هذه التي سبق وان تـُوجت بلقب أمم آسيا 2007 تمتلك كل مقومات التميز التي يمكن ان ترجح كفتها في رحلة التصفيات القارية هذه والتي ستدخل مرحلتها الرابعة والاخيرة بدءاً من السادس والعشرين من آذار المقبل. ولا اخفيكم انني كنت ارى في المدرب البرازيلي زيكو على انه هو المطلوب فعلا لمثل هذه المهمة .. فقد سبق وأن عرفت الرجل لاعبا في اعلى درجات الانضباط والالتزام يوم كان يلعب في صفوف فلامنغو وكذلك مع منتخب البرازيل .. ولي معه حكاية يوم حضر الى بغداد بصحبة فلامنغو للقاء منتخبنا تجريبيا بعد تأهلنا لمونديال المكسيك .. فبعد جهد جهيد استطعت يومها ان اصل الى غرفته التي كان يشغلها مع زميله الراحل سقراط في فندق المنصور ميليا وذلك لإجراء لقاء صحفي .. حينها تجاوب زيكو مع رغبتي وسط إلحاح المترجم الذي كان يرافقهم من البرازيل .. اما الذي حدث بعد نصف ساعة تقريبا فكان موقفا لن انساه ابدا عندما دخل علينا احد اداريي الفريق وراح يتحدث مع اللاعبين الكبيرين بانفعال شديد وبطريقة " الضابط والجنود " لم يرفع زيكو ولا سقراط عينيهما نحوه ، وبدا وكأنهما يعتذران له ، اما السببب فهو انهما فرطا بوقت مخصص للراحة عندما قبلا بإجراء لقاء صحفي! هكذا عرفت زيكو لاعبا في اعلى درجات الانضباط ، وهكذا هو مدربا ايضا وفقا لما كنت اسمع عن طريقة تعامله مع اللاعبين منذ كان في اليابان .. لذلك كنت ارى فيه مدربا مناسبا جدا لمنتخبنا الذي يمتلك كل مقومات التألق لكنه بحاجة الى ضبط وربط. ومن هذا المنطلق باركت التعاقد معه ، وذهبت الى ابعد من ذلك عندما قلت ان زيكو هو من سيحقق حلمنا في التأهل بهذه المجموعة المتميزة الى مونديال البرازيل .. ثم ازدادت قناعتي به بعد ان نجح في اجتياز المرحلة الثالثة بنجاح ولكن ، هل انتهت الحكاية؟ كلا بالطبع .. بل قل انها بدأت من هناك في الدوحة حيث اكتشفت ان زيكو ، وبعد اربعة اشهر من عمله مع منتخب العراق ، لا يعرف من لاعبي هذا المنتخب غير عدد محدود منهم ممن يشكلون اعمدته الاساسية .. اما عدا ذلك فليست سوى اسماء يجهلها تماما وهو ما قاله بـ"عظمة " لسانه بعد المباراة " الفضيحة " التي قاد فيها منتخبنا الى تلك الخسارة الثلاثية امام منتخب البحرين الشاب والمتجدد ، وهي اقسى خسارة للكرة العراقية امام البحرين منذ اول مباراة جمعت بينهما عام 1966 يوم فاز العراق بعشرة اهداف بالتمام والكمال.اما الأسوأ فهو اني رأيت في زيكو رجلا " متكابراً " على الكرة العراقية ، وربما يرى في نفسه " متفضلا "عليها لأنه قبل ان يكون مدربا لمنتخبها! والأكثر سوءاً انه لا يخجل من الحديث عن عدم درايته او معرفته بلاعبي المنتخب الذي يقوده باستثناء نجومه الاساسيين .. وهذا يعني انه لا يعرف شيئاً عن البدائل او عن الخيارات الاخرى التي قد يحتاجها لاحقاً والتي يمكن ان تتواجد على مقربة منه عند دكة الاحتياط ! وايضا فهو لا يتردد في المجاهرة بأنه " غير ملزم " بالتواجد دائما الى جوار منتخبه وأن عقده مع اتحاد الكرة لا يفرض عليه ذلك .لا أنوي مهاجمة الرجل .. ولست هنا بصدد تقييم عمله ، فما يزال في الوقت متسع ، وما زلت برغم كل ماحصل في الدوحة مراهناً عليه .. لكنني أردت ان اسجل هنا بعضا من الاحباط الذي اصابني فعلا وانا اتابع ما حصل لمنتخبنا في دورة العرب التي ودّعناها من اول مباراة بعد ان كنا نـُمنـّي النفس بأغلى ذهبية فيها.
رأيك وأنت حر :زيكو.. صورة مشوّهة!
نشر في: 11 فبراير, 2012: 08:33 م