 بغداد / المدىفيما ترتفع الأصوات مطالبة بوضع حد للانتهاكات والمضايقات التي تطال الاطباء أثناء ممارستهم لاعمالهم، يؤكد آخرون على أهمية متابعة السلوك المهني والأخلاقي للطبيب في عيادته الخاصة أو في المستشفيات، بعد ورود العديد من الشكاوى عن وجود "تعامل فوقي" وأخطاء في التشخيص، وعدم احترام وضع المرضى النفسي والاجتماعي.
ويبدو أن نقابة الأطباء أدركت ضرورة التحرك السريع لتنفيذ أجندة عمل منهجية باتفاق مع وزارة الصحة، ومنظمة الصحة العالمية، ومجلس النواب، بإشراف مباشر من نقابة الأطباء العراقيين.وعقدت النقابة عدة ورش عمل من اجل الوصول إلى برنامج منظم يخدم المهنة ذات البعد الإنساني المتعلق بكل شرائح المجتمع، وهو مثار جدل كبير الان في جميع الأوساط.ونقلت اذاعة "العراق الحر"، عن نقيب الأطباء الدكتور ناظم حميد قوله: انه تم انجاز وثيقة السلوك الطبي وآداب مهنة الطب بمشاركة أكثر من ثلاثين خبيرا وأكاديميا في مجال الطب، وبمساعدة منظمة الصحة العالمية، وحضور ومباركة لجنة الصحة في مجلس النواب.وبين ان البرنامج نفذ بعد اجتماعات مكثفة،و وضع فيه المبادئ الأساسية في الممارسة الطبية، وطبيعة مسؤولية التشخيص والعلاج، وضرورة مواكبة المستجدات وكسب ود المريض، اضافة الى أخلاقيات التعامل مع المريض وأهمية التوثيق وتدوين الملاحظات أثناء التشخيص.واضاف الدكتور حميد ان البرنامج اكد ايضا على مراعاة الجانب الإنساني والنفسي للمرضى والابتعاد على التهكم في التعامل.واشار الى ان البرنامج وضع ضمن كراس أنيق يوزع الان على جميع فروع النقابة في المحافظات، ومن بعد ذلك سيتم توزيعه بين الأطباء من اجل تحديد الأولويات المهنية، لافتا الى ان النقابة قامت بتشكيل لجان لمتابعة تطبيق الآليات ووضع عقوبات للأطباء المخالفين تصل حد سحب العضوية أو هوية النقابة.الأطباء من جانبهم رحبوا بهذا البرنامج، وبوثيقة السلوك الطبي، مشيرين إلى ضرورة أن يتضمن بنودا وإرشادات تتعلق بإدارات المستشفيات الحكومية والأهلية، مع التأكيد على عقد الندوات في المؤسسات الصحية، والدعوة إلى إصدار تعليمات تساعد إلى تنفيذ مثل هذا البرنامج.واوضح الطبيب الجراح غسان ابو نايلة، إن من المهم تضمين الوثيقة او البرنامج بنودا تتعلق بتثقيف المجتمع باحترام مهنة الطبيب، والإسراع بتضمين البرنامج وصايا وإرشادات لإدارات المستشفيات الأهلية والحكومية، التي تتعامل بشكل فوقي وغير مهني، وتطالب الطبيب الكثير من الأمور التعجيزية فيما يتعلق بالدوام الليلي يوميا.وتابع بالقول: إنه من المنطقي تكريس جهود النقابة لوضع البرنامج ووثيقة السلوك المهني في مناهج كلية الطب كمادة رئيسة، وليس مادة شكلية، ومراجعة آراء الأطباء والتعرف على همومهم ومتابعة نجاح او تطبيق هذه البرامج، وليس الاكتفاء بتوزيع الوثيقة دون متابعة ميدانية حريصة وتقييم الأطباء وفقا لذلك.