بغداد/ إياس حسام الساموكتستكمل الكتل السياسية اليوم لقاءات اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني، اذ من المتوقع ان تقدم الوفود المفاوضة أوراقها التي وضعتها من خلال اجتماعاتها الداخلية، ومن ثم جمعها في ورقة موحدة لطرحها كجدول عمل المؤتمر الوطني.
وكان الاجتماع الأول الذي عقد الأسبوع الماضي وحضرته الرئاسات الثلاث قد تم الاتفاق فيه على ضرورة التمسك بالدستور واتفاقيات اربيل.ويتوقع التحالف الوطني ان اللقاء المرتقب والذي تفصل عنه عدة اسابيع، من شأنه حل جميع مشاكل الكتل السياسية لا التي بين ائتلاف دولة القانون والعراقية فحسب، مجددا رفض إدراج ملف نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي المتهم بدعم جماعات مسلحة والخلافات بين رئيس الوزراء نوري المالكي ونائبه صالح المطلك.موقف اتفقت معه الى حد ما القائمة العراقية التي شددت على ضرورة حل الملفات العالقة من خلال الدستور والالتزام ببنوده دون انتقائية، هذا الامر اعتبره ائتلاف الكتل الكردستانية بمثابة رصاصة الرحمة على المجلس الوطني للسياسات العليا والذي يعتبر احد استحقاقات القائمة العراقية ضمن اتفاقية اربيل التي تشكلت بموجبها الحكومة عقب انتخابات 2010 ولكنه اكد امكانية استبداله بمجلس الخدمة الاتحادي المنصوص عليه دستوريا. وقال عضو الوفد المفاوض للتحالف الوطني، رئيس الكتلة الصدرية في مجلس النواب بهاء الاعرجي "تم مسبقا في الاجتماع الاول الذي عقدته اللجنة التحضيرية بالرئاسات الثلاث، الاتفاق على عدم ادراج المسائل التي ترتبط بالقضاء، كملف اتهام نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي بدعمه لمجاميع مسلحة، حتى يبتعد القضاء عن السياسة وحتى لا تكون هناك ضغوطات من التحالف الوطني او القائمة العراقية".وفيما يتعلق بخلاف رئيس الوزراء نوري المالكي مع نائبه صالح المطلك قلل الاعرجي في مقابلة مع (المدى) امس، من اهميتها وبين "انها ليست بالمعضلة الكبيرة وبالامكان حلها بين الطرفين بعيدا عن المؤتمر الوطني".وينتظر التحالف الوطني أوراق الكتل السياسية في اجتماع اليوم من اجل دراستها جيدا، ويبين عضو الوفد المفاوض للتحالف الوطني "قدمنا مبكرا ورقتنا، وسنجمع بينها وما تقدمه باقي الكتل في قائمة واحدة، وفرز المشتركات عن النقاط الخلافية التي سيتم مناقشتها فيما بعد حتى نكون امام ورقة واحدة"، ويرى الاعرجي انه "ليس المعقول أن يكون هناك ثلاث أوراق يتم وضع الحلول لها سوية وبالتالي فإن الورقة المشتركة ستكون برنامجا لعمل المؤتمر الوطني العام الذي دعا اليه رئيس الجمهورية".وعقب اجتماع اليوم سيكون لقاء آخر يجمع اللجنة بالرئاسات الثلاث لمناقشة الورقة المشتركة، ويوضح الاعرجي "بعدها ستستحدث لجان فرعية تعمل على ايجاد صيغة معينة لايجاد الحلول للورقة الموحدة وتسلم هذه اللجان تخويلا الى الرئاسات الثلاث بإنهاء عملها ليحدد حينها موعد المؤتمر الوطني العام الذي سيحضره جميع ممثلي الكتل السياسية". وشدد الاعرجي على صعوبة الإجراءات التي تسبق المؤتمر الوطني وقال "سوف لن ينعقد دون مرور عدة اسابيع فالإجراءات قد تبدو معقدة ولكن يجب تجاوزها". وكشف رئيس الكتلة الصدرية في مجلس النواب عما تنطوي عليه ورقة التحالف الوطني وقال "قدمنا 3 أبواب؛ اولها يتعلق بالملف البرلماني والمشاكل التي تحوط به، كالنظام الداخلي للبرلمان الذي لم يكتمل حتى اللحظة، كما شمل وضع جدول زمني للقوانين المهمة لاسيما تلك التي نص عليها الدستور والتداخل مابين السلطة التشريعية والتنفيذية، والهيئات المستقلة ومرجعيتها".اما الباب الثاني، فأشار الاعرجي الى انه يتحدث عن السلطة التنفيذية، واردف "هذا الجانب فيه محوران، رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء، ومعرفة مدى قدرتهما على اداء مهامهما طوال الفترة الماضية بما يتفق مع الدستور، اما الحكومة فيجب البحث عما انجزته بالنسبة للقوانين التي ترتبط بها كالمادة 140 من الدستور المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها، ومشاكل  بغداد والإقليم من جهة، والمحافظات من جهة، وقانون النفط والغاز و الوزارات الامنية".في حين يتطرق الباب الثالث وعلى ما يقول الاعرجي الى السلطة القضائية، وتابع "هناك جملة من القوانين ذات علاقة مع القضاء، كتشريع المحكمة الاتحادية، ومجلس القضاء الأعلى".وعن إمكانية حل الأزمة السياسية من خلال المؤتمر الوطني، يرفض الاعرجي ان يقتصر اللقاء على تباحث أزمة دولة القانون والعراقية وقال "لدينا رؤية تختلف عن تلك التي ينطلق منها شركاؤنا، فلا نريد للمؤتمر حل خلافات العراقية ودولة القانون والحكومة، انما ايجاد صيغة لحل جميع المشاكل العالقة بين الأطراف السياسية دون استثناء، ونريد وضع ورقة عمل لعراق ما بعد الانسحاب، وبرغم الصعوبات فنحن متفائلون ولكننا ننتظر من خلال الاجتماعين المقبلين جدية الاطراف في التعاطي مع الازمة السياسية بحسن نية".القائمة العراقية، هي الاخرى استبعدت ادراج ملفي الهاشمي والمطلك على طاولة النقاش في المؤتمر الوطني او اجتماعات اللجان التحضيرية، لكنها المحت الى امكانية طرحه خلف الكواليس