 بابل / اقبال محمدطالب متقاعدون في محافظة بابل الحكومة الاتحادية ومجلس النواب بالإيفاء بوعودهم بزيادة الرواتب التقاعدية، مؤكدين أن ما يتقاضونه لا يغطي الاحتياجات الأساسية لعوائلهم.المتقاعد كاظم محمد في الستين من عمره، كان يقف أمام أحد مكاتب الصيرفة متوكئا على عصاه، قال في حديثه لـ"المدى": "أين وعود النواب والحكومة بزيادة الرواتب، انا متقاعد وراتبي لا يتجاوز 350 ألف دينار وهذا المبلغ لا يكفي لعائلتي".
وتابع بالقول: "أنا أسكن دارا مستأجرة وظروفي الصحية لا تساعدني على العمل، أبنائي يساعدونني ببعض المال كل شهر بالرغم من أن مدخولاتهم الشهرية لا تغطي نفقات عوائلهم"، مضيفا "أعتب كثيرا على كثيراً السياسيين الذين برعوا باستخدام معاناة المتقاعدين كورقة للوصول إلى ما هم عليه الآن"، بحسب تعبيره.وتساءل محمد "كيف وبأي قانون يحق لأعضاء المجالس المحلية التي تم حلها أن يتقاضوا رواتب تقاعدية تتجاوز 750 ألف دينار وتصرف لهم بأثر رجعي على الرغم من أنهم لم يقضوا في العمل أكثر من خمس سنوات، في حين أن موظفا يمضي عمرا طويلا يتجاوز الثلاثين عاما في الوظيفة ليتقاضى في النهاية تقاعدا زهيدا لا يتجاوز 350 ألف دينار".أما المتقاعد بلال رشيد فقد نبه إلى أنه من غير "المنصف النظر إلى المتقاعدين على أنهم معزولون من الخدمة والإنتاج، بل علينا أن ننظر إليهم كشريحة مهمة قدمت للوطن الشيء الكثير"، مضيفا "ليس من المعقول إن تعمد الحكومة إلى تهميش المتقاعدين ومصادرة حقوقهم بهذه الطريقة البائسة, لقد أصبحت وعود الحكومة والبرلمان ضحكا على الذقون".وأشار في حديثه لـ"المدى" إلى أن المتقاعدين بهذه الطريقة "معلقون إلى أجل غير مسمى، لماذا تكثر الحكومة من المواعيد دون تنفيذ ولا تهتم بالفقراء والبائسين، نحن وفي حال لم تتم تلبية مطالبنا سنلجأ إلى الاحتجاج عبر تظاهرات سلمية كبيرة".وطالب رشيد الحكومة الاتحادية بـ"الإسراع بإنجاز وعودها وأن تقول كلمتها وتنصف حوائج الناس ومطالبهم, فالمتقاعدون غبنوا في السابق واليوم الحكومة تصادر حقوقهم علنا وتبتزهم بهذه المواعيد التي هي أشبه بمواعيد عرقوب الكوميدية"، على حد قوله.من جانبها أكدت المتقاعدة ماجدة حسن لـ"المدى"، إن راتبها التقاعدي لا يكفيها فهو "راتب قليل جدا قياسا بالرواتب العالية التي يحصل عليها أعضاء مجلس النواب والدرجات الخاصة"، مشيرة إلى أنه "لا توجد عدالة في التوزيع والاستحقاق، كيف يمكن أن أقضي شهرا كاملا بمبلغ 400 ألف دينار والأسعار ترتفع يوما بعد آخر".ولفتت إلى أن أغلب المتقاعدين يعانون أمراضا مزمنة، "ونحن نسمع الكثير من الوعود من الحكومة ومجلس النواب بزيادة رواتبنا ونشاهدهم على شاشات التلفزيون وهم يتحدثون عن معاناتنا، ولكن للأسف لم نرشيئا على أرض الواقع".ومضت تقول: أن "الحكومة لم تخصص أي زيادة لرواتب المتقاعدين في موازنة العام 2012، وفي الوقت نفسه يصرح بعض النواب بأن هناك إمكانية في استقطاع بعض المبالغ لتحويلها إلى المتقاعدين، لكن لم يتحقق شيء، هل تريدنا الحكومة والبرلمان أن نتسول في الشوارع".المتقاعد هاشم سليم أكد ما ذكرته حسن، مبينا في حديثه لـ"المدى"، أنه يعاني السكري وارتفاع ضغط الدم منوها بأنه كان يتمنى على الحكومة أن تضع المتقاعدين نصب أعينها وأن توفر لهم ما يحتاجونه من زيادة في الرواتب بسبب الارتفاع في المستوى المعاشي وسواء للمواد الغذائية أو السكن وغير ذلك من متطلبات الحياة الأساسية.ووصف أوضاع المتقاعدين بالقول: "نحن نعيش حالة كارثية بائسة،أين نحن من التقاعد المخصص لأعضاء مجلس النواب والمستشارين والمجالس المحلية ومجالس الاقضية والنواحي، نحن قضينا سنين طوالاً في خدمة الوطن والمواطن حتى استهلكت صحتنا وقوانا وأصبحنا عاجزين عن تأمين قوت يومنا".ولفت سليم إلى أن "المتقاعدين يشكلون جمهورا ضخما، لذا أطالب الهيئات الخاصة بالمتقاعدين بأن يشكلوا خطا قويا وتنظيم تظاهرات واعتصامات للمطالبة بحقوقنا المشروعة". بدورها حذرت المتقاعدة سامية نعمة في حديثها لـ"المدى"، من أن المتقاعدين لن يواصلوا السكوت عن المطالبة بحقوقهم، موضحة أن "الراتب التقاعدي الذي أتقاضاه قليل جدا، وهو لا يغطي متطلبات المعيشة"، مردفة بالقول: "الحياة المعيشية في العراق أصبحت لا تطاق، وكنت على أمل أن ينظر مجلس النواب ووزارة المالية إلى معاناتنا لكن ما سمعناه عكس ذلك إذ لم تتضمن موازنة العام الحالي أي بند بزيادة الرواتب التقاعدية".إلى ذلك، قال رئيس الجمعية العراقية للمتقاعدين فرع بابل عبد الستار مهدي: أن الجمعية قدمت الكثير من المذكرات والمطالعات إلى الحكومة الاتحادية ومجلس النواب واللجنة المالية البرلمانية بخصوص شريحة المتقاعدين وزيادة رواتبهم، لكن ما يحدث أي تطور في الموضوع.وأضاف في تصريح لـ"المدى"، أن المتقاعدين بأمس الحاجة لزيادة رواتبهم لأن أغلبهم يعانون أمراضا مزمنة، متمنيا على مجلس النواب أن يتفهم الوضع الخاص للمتقاعدين وأن يعمل على تبني قرار بزيادة الرواتب التقاعدية بما يليق بهذه الشريحة. من جانبه، قال النائب عن محافظة بابل هيثم