أربيل ـ السليمانية/سالي جودت يتخذ العنف ضد النساء أشكالاً عديدة منها ختان البنات هذه العادة المقيتة التي يعتقد ويعمل بها بعض المجتمعات على وفق عرف اجتماعي منح تلك الممارسات صبغة شرعية إمعاناً في اضطهاد المرأة، وجحوداً لتضحياتها .
في ضوء ذلك ومع نسبة التخلف في بعض المجتمعات ممارسة هذا العرف الضار للمرأة من نواح عدة ، تكريساً لأبشع أنواع العنف ضد المرأة التي ظلت لعقود طويلة ضحية صامتة لمختلف أنواع القهر ومنه ختان الإناث الذي تضطر لمواجهته في طفولة مبكرة وتعيشه في ما بعد ألماً وحسرة على ما فقدته. وهكذا تتعرض الرضيعة والفتيات والنساء لمخاطر صحية تدوم العمر كله ولا علاج لها، إضافة إلى آثار أخرى.rnقانون غير مفعّل وقد استطلعت المدى آراء العديد بشأن هذه الظاهرة، وكان في مقدمة المتحدثين مسؤولة منظمة تمكين المرأة سوزان عارف التي قالت :هناك إحصائية واحدة قامت بها منظمة (وادي) التي تظهر أن الختان منتشر بنسبة أكثر من 60%، وأيضا أجرت منظمة اليونيسيف مسحا ميدانيا للفتيات اللواتي يتعرضن للختان وفي جميع محافظات الإقليم أيضا فكانت النسبة 70% ، وقد ولّّد إعلان هذه النسبة صراعاً بين السلطات والمنظمة حيث تصر السلطات على أن هذه النسبة مبالغ فيها ولا يمكن ان تصل الى هذا الحد وان الموضوع الآن لا يعدو أن يكون حالات فردية وليس ظاهرة، فيما تصر المنظمة على أن النسبة حقيقية وان الختان ظاهرة ما زالت موجودة في كردستان وتحتاج الى علاج سريع، وأضافت أن وزارة حقوق الإنسان وردا على ما جاء في هذه الإحصائيات أجرت مسحاً خاصاً بها ظهر من خلاله أن هناك 40% من النساء والفتيات يتعرضن للختان . وأشارت الى ان موضوعة ختان الإناث في كردستان مستمر ويؤدي إلى مشاكل نفسية وصحية واجتماعية وحالات وفاة، والسبب في الاستمرار غياب الموقف الديني الموحد، وقصور عمل السلطات، وضعف أداء منظمات المجتمع المدني. رغم وجود فقرة في قانون العنف الأسري تمنع وتعاقب من يقوم بهذا العمل الإجرامي إلا أن هذا القانون غير مفعل للتقليل من هذه النسب .صدمة مخية وعصبيةوقالت الطبيبة النسائية نغم يونس :يؤدي الختان إلى الإصابة بأضرار لا سبيل لإصلاحها، بل قد يفضي إلى الموت نتيجة حدوث نزيف حاد يتسبب في صدمة مخية وعصبية نتيجة الألم والجرح، وإلى انتشار التهابات خطيرة وتسمم في الدم، وهو ضار بصفة عامة، وتسبب هذه الظاهرة معاناة كثيرة عند الفتيات بسبب الألم الشديد والأذى النفسي والإجهاد من الصراخ. وتتضمن الآثار الضارة الأخرى عدم التئام الجرح، وتجمع خراج، وظهور أكياس دهنية، ونمو كثيف لأنسجة الندبات، والتهابات المسالك البولية، والجماع الجنسي المؤلم، وزيادة احتمال التعرض لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب(الإيدز)؛ والتهابات الكبد الوبائي وغيرها من الأمراض التي يحملها الدم؛ وأمراض التهابات الحوض، وانعدام الخصوبة، والآلام المصاحبة للحيض، وانسداد القناة البولية المزمن وحصى المثانة، وسلس البول، وعسر المخاض، وزيادة مخاطر حدوث نزيف والتهابات أثناء الوضع، لذا فلابد من توعية مجتمعية توضح مخاطر إجراء هذا الختان.آثار سلبية بيولوجية ونفسيةأما الناشطة الاجتماعية بلقيس موكرياني فقالت :ختان الفتيات له آثاره السلبية البيولوجية والنفسية رغم ذلك يصر البعض على إعطائه صيغاً دينية شرعية في حين أن الدين الذي يقدس الإنسان ويوصي بالمرأة بريء من هذه الجريمة بل إساءة لقيم الدين، مشيرة الى أن الاعتقاد الخاطئ بان ختان الإناث له علاقة بالدين من أهم العوامل المسببة لاستمرارها حيث أن الناس يعتقدون أنه واجب ديني، كما ان عدم وجود قانون صريح يجرم عملية الختان ويعاقب القائمين على فعله سبب آخر. وأضافت ان لجنة المرأة قدمت مشروع قانون لمناهضة الختان الى البرلمان منذ عام 2007، لكنه ما يزال في أروقته دون أن يقر. وأكدت أن هناك معارضة شديدة من بعض أعضائه ممن يصرون على أن الختان حالة بسيطة وليست ظاهرة ولا تحتاج إلى قانون. وآخرون يخجلون من مناقشة موضوع الختان في جلسات البرلمان، في حين أن تشريع قانون يعاقب صراحة على هذا الفعل يعد مهما، مع حملات توعية وتنسيق مع رجال الدين بشأن الموضوع .عادة فرعونيةالمحامي فرهاد عثمان يؤكد أن هذه العملية تعد من أبشع الجرائم التي يجب أن يحاسب عليها كل من يقترفها ويعمل على دعمها، ولابد من تشريع قانون خاص لهذه الجريمة ،كما يجب أيضا معاقبة من يفتي بتشريعها ، فلا دخل للدين الإسلامي ، إذ أن الختان عادة فرعونية، لصقها البعض بالشريعة زوراً وبهتاناً.ويقول الأستاذ الجامعي زيد حكمت : ظاهرة ختان الفتيات غير محبذة في جميع الأديان، وهي تعد شكلا من أشكال العنف ويجب القضاء عليها، فالمرأة كائن يجب أن يحترم ويقدر هي أم وزوجة وأخت وابنة يجب أن ينظر إليها بهذا الشكل.وكانت عضو في منظمة وادي الألمانية قد أعلنت، أن نسبة الختان بين الإناث في إقليم كردستان تبلغ نحو 60%. ونظمت منظمة وادي الألمانية بالتعاون مع منظمة (هيفوس) الهولندية نشاطات عدة في المقهى التراثي بالسليمانية تزامناً مع ال
دعوة لتفعيل القوانين التي تناهض العنف ضد المرأة
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 12 فبراير, 2012: 08:17 م