بغداد/ المدى نظرت اليه نظرات شفقة واسترحام وهي تطلب منه ان يعود اليها وان يرحم قلبها الذي ينبض حتى الان بحبه ويتمزق حزنا على هجره، حلفته بكل الايام واللحظات الجميلة التي جمعتهما، ذكرته بكل كلمات العشق والهيام التي يتبادلها معها وهما على الفراش الساخن،
وذكرته ايضا بالوعود التي قطعها على نفسه وهو يؤكد لها ان الموت وحده هو الذي سيفرق بينهما، ظل صامتا وهو يستمع لكلماتها المغموسة بدموعها، ثم قام وهو يؤكد لها انها لم تكن سوى نزوة في حياته، وان كل شيء انتهى بينهما، وان زوجته وابنته هي كل شيء في حياته، تركته (ع) وهي حائرة في الطريقة التي ستنتقم بها منه، واخيرا اهتدت الى خطة وضعتها في تفكيرها ويجب ان تنفذها للانتقام من عشيقها، ولم تكن طريقة مبتكرة لقتله والخلاص منه، فهذه الطريقة صعبة جدا عليها، لانها ستفشل في توجيه أي ضربة اليه، لكن الاسهل بالنسبة اليها هو الخيار الثاني، زوجته وابنته،وبدأت (ع) في الاعداد والتنفيذ، وفكرت بالاستعانة بشخص يساعدها على تنفيذ مخططها وفي نفس الوقت تأنس به وتستمد منه شجاعتها ووقع اختيارها على ابن شقيقتها، الطالب الفاشل في دراسته، ذكرت له ان احد الاشخاص غرر بها وخدعها باسم الزواج واغتصب عذريتها واكثر من ذلك انه صورها وهي عارية للانتقام منها، تشجع ابن اختها وتحمس لاعادة حق خالته فهي اقرب اقاربه اليه وانها شابة في مثل عمره فقط تكبره بخمس سنوات ومن ثم كانت صديقة له، وفي الموعد المحدد تقابل (ح) مع خالته في التاسعة صباحا امام احد الدور في منطقة السيدية حيث يسكن عشيقها مع زوجته وابنته الصغيرة، راجعت (ع) مع ابن اختها تفاصيل الخطة وهي تنبهه الى انها ربما تضطر لاستخدام العنف مع المرأة فيجب ان يكون على استعداد، واكد لها (ح) انه لن يتخلى عنها مهما اقتضى الامر حتى لو اضطر لقتلهما معا لكي تحصل على حقها، بعد دقائق دقت (ع) جرس الباب وهي متأكدة ان عشيقها السابق غير متواجد في بيته فهو يخرج صباحا الى محله في الكرادة، فتحت الزوجة الباب وهي ترحب بابتسامة فألقت عليها (ع) تحية الصباح واعقبتها قائلة بانها جاءت من مستوصف السيدية للقيام بتلقيح الاطفال مع زميلها المعاون الطبي، فاعادت الزوجة الترحيب بها ودعتهما للدخول، فدخلت (ع) ومعها ابن اختها الذي بدا مدهوشا مما تفعله خالته فالسيدة لا تعرفهما ولكن الحيلة كانت جيدة وفتحت لهم الزوجة الباب، بعدها وفجأة انقضت على الزوجة الشابة ولطمتها على وجهها وفي هجوم خاطف التقطت يدها (هاون) كانت ملقاة على الارض وهوت بها على رأسها مرة واحدة فسقطت الزوجة على الارض والدماء تتدفق من رأسها ثم بدأت تركلها بقدميها، تسمرت قدم (ح) في الارض فلم يفعل شيئا ولم ينطق بكلمة ويبدو ان (ع) قد انتبهت انه معها، فدخلت الى غرفة النوم واخذت تعبث بمحتوياتها وقامت بأخذ الحلي الذهبية الكثيرة واثناء خروجها فوجئت بالطفلة الصغيرة امامها فضربتها بقدميها ثم امسكت برأسها وضربتها عدة مرات في الجدار حتى سقطت الطفلة مغشيا عليها، في اثناء ذلك افاقت الزوجة وهرولت وهي تترنح لتلحق بـ (ع) فجذبها (ح) وامسك بها مدافعا عن خالته التي انقضت عليها مرة اخرى واخرج (ح) من جيبه ( كتر ) وقام بتقطيع شرايين يدها بينما التقطت خالته حبلا وقيدتها به ثم فرا هاربين مستقلين سيارة اجرة اقلتهما الى بيتها في البياع.تلقى ضابط شرطة مركز السيدية اخبارا من شرطة النجدة بالتوجه الى مستشفى اليرموك للتحقيق بقضية اصابة زوجة وطفلتها بجروح خطير، وعلى الفور توجه الضابط الى ردهة الطوارئ وعندما وصل وجد الزوجة فاقدة الوعي وابنتها لا تستطيع الكلام من شدة الصدمة، انتظر بعض الوقت ليفاجأ بمعلومات مهمة يوصلها اليه زوج المصابة حيث اقترب من الضابط وقال له، انا اعرف الجانية واسباب اعتدائها على زوجتي وطفلتنا ولكن ارجوا ان يكون هذا الامر سرا بيننا، وافق الضابط واخبر مديره بذلك، وعلى الفور توجهت مفرزة من مركز شرطة السيدية الى بيت المتهمة (ع) والقي القبض عليها مع ابن اختها الذي يسكن في حي الاعلام، وامام المحقق العدلي ايقنت (ع) ان كل شيء قد انتهى وانها اصبحت متهمة في جريمتي سرقة وشروع بالقتل، وعليها ان تدافع عن نفسها وتقدم مبرراتها لقاضي التحقيق عسى ان يجد من يتعاطف معها، وايضا وجدتها فرصة سانحة لتبكي وتفيض بالبكاء لتخرج ما في صدرها من غل وحقد ولم يعد شيء سرا تحتفظ به.اعترافات مثيرةجلست (ع) باسترخاء امام المحقق وعيناها تفيض بالدمع ثم راحت تعترف وتدلي باعترافات مثيرة وتفصيلية لقصة جريمتها، تقول (ع) تعرفت على (س) منذ عامين تقريبا فقد كان على علاقة باحدى صديقاتي المقربات لكنها تزوجت وارادت ان تقطع علاقتها به، لكنه كان يلح عليها ان تبقى لزوجها زوجة وله عشيقة لكنها رفضت هذه اللعبة القذرة وطلبت مني ان اتحدث معه بهذا الخصوص وان يبتعد عنها، فذهبت اليه وكان لقاؤنا في احدى مقاهي المسبح، اثناء حديثه كان يصر على عدم انهاء علاقته مع صديقتي واقنعته بانها اصبحت زوجة وتريد ان تحافظ على بيتها بدون مشاكل وان لا يتصل بها مطلقا خوفا من زوجها الحاد المزاج، اضافت للمحقق، اعجبت به من هذا اللقاء الاول فهو رجل وسيم وانيق وكلامه يسحر من شدة ع
خطية.. تستحي من عصافير النبكة!
نشر في: 12 فبراير, 2012: 09:52 م