احمد المهنا "ليلة امبارح مكاليش نوم"! فرحا أم حزنا؟ كلاهما. واليكم الحكاية: فتحت جريدة " المدى" على الانترنت، فوجدت عمودي يبدأ بالجملة التالية:" نشوة كبيرة تملكتني"! الله أكبر! من اين يا حسرة وانا في هذه السن المتقدمة من العمر؟ ثم هل فعلتها دون ادري وجعلت من عمودي حديثا شفويا فعليا، لا " اسميا" كما أفعل عادة من باب التشبه بصراحة اللسان في "مجالس الأمانات"؟
أضف لذلك ان اول كلمة في عنوان العمود هي " الأنثى". هل رأيتم؟ لقد التمت! ماذا سيقول " المطلعون" وهم يقرأون هذه المجموعة الطيبة من الكلمات؟ ولعلهم يعرفون ان وراء مثل هذه الكلمات أشياء تستحق الحديث عنها، خصوصا عندما تهن القوى، ويضعف القلب، ويهدأ الهوى. على الأقل من باب التعويض.ولكن وعهد الله يا جماعة، لم تبلغ الجرأة بي هذا المبلغ! أن أعوض بالكلمات عن خسارة المسرات، وأن أكشر عن أنياب حلم الشيخ في العودة الى صباه. وعلى الملأ؟ الله أكبر! لقد رضيت بكل مرحلة مررت بها من مراحل العمر، لم أحزن على ما فات، ولا طمعت في ما هو آت. وكنت ابن يومي على الدوام، على نهج السيد المسيح:" أعطنا خبزنا كفاف يومنا".ولكن خاطرا ما جعلني أفرح بجملة " نشوة كبيرة تملكتني". وكدت أشد معها على ساعدي، لتحسس عضلتي. ثم تذكرت أن عضلتي خائبة منذ خلقت، فلم تكن قوية في شباب ولا كهولة، وإنما ظلت لحمة لينة، لا شدتها رياضة، ولا نمتها مشقة.أكملت قراءة جمل اخرى من العمود، فظهر لي بوضوح أنها أكثر شبابا من أن تكون لي، ثم تبين لي انها عمود الأستاذ سرمد الطائي، المنشور في الصفحة الثالثة من نفس العدد، وقد زحف، العمود لا سرمد، واحتل مساحة هذا العمود خطأ.وهنا حزنت. فالكلمات لصاحبي، والإسم لي. الرجل انفعل وفكر وكتب، وأدى كل ما عليه، ثم وجد اسمي فوق كلماته. وهذا حرام بنظر كل الشرائع. لكن عزائي انه لن يسيء الظن بي. فهذه مسؤولية غيري، وليست مسؤوليتي، فإنما انا رجل يكتب ويرسل من بعيد الى البريد الألكتروني للأستاذ علي حسين.- ابو حسين شنو الموضوع؟ عمودي عنوانه " مذهب الحوار" فإذا به يتحول بقدرة قادر الى " الأنثى تطلق حوار العلمانية والإسلام".- مستحيل!هكذا رد ابو حسين بالهاتف على تساؤلي. استغرب الرجل استغرابا شديدا، كما هو متوقع. والدنيا منتصف ليل، وقد قدرت ان الإصلاح أمسى مستحيلا هو الآخر.أما وقد أمسى الخطأ أمرا واقعا، ولحسن الحظ في النت فقط، دون الصحيفة الورقية، فقد كان علي قراءة عمود الزميل، لأرى ما اذا كان قد جابلي شبهة، أو بلوة، مع ما عرف عنه من شدة في الكلام على الحكومة، و" أبو الحكومة"، فظهر أن الأمر يسير، ولله الحمد. وفيه ما يستحق الإشادة، لنصرته المرأة العراقية، التي قد لا يكون هناك مثلها على وجه الأرض، من يستحق المؤازرة والدعم. انها مأساة البلد كله وليس نصفه. وهذا موضوع آخر، يطول الحديث فيه، وليس هذا مقامه. وانما المقام اليوم لمقال " الخطأ المستحيل".. ثمرة حزب " تبا للمستحيل"!
أحاديث شفوية : تبــا للمستحـيل!
نشر في: 12 فبراير, 2012: 10:17 م