TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > عالم آخر :المالكي وكلمات "الذل والمهانة"

عالم آخر :المالكي وكلمات "الذل والمهانة"

نشر في: 12 فبراير, 2012: 10:23 م

 سرمد الطائي  قرب منزل والده في طويريج، كشف رئيس الحكومة ظهور منافسيه وراح يجلدهم بسوط الذكرى الخمسين لتأسيس حزب الدعوة، التي تزامنت مع الذكرى 33 لنجاح اية الله خميني في الاطاحة بشاه ايران. حديثه بدا مرتجلا جدا، وشهد استخدام مفردات تسخن الاجواء كثيرا عشية "لقاء الزعامات" خاصة استخدامه غير الموفق لكلمتي "الذل والمهانة" في وصف استقدام طارق الهاشمي لبغداد.
ذلك انه بدا بالغ الصراحة حد قرع طبول الحرب مع اكثر من طرف، فهو يستخدم بكثير من عدم المبالاة، مفردات تنزل بالسجال العراقي الى ادنى مستوياته، في التعبير عن المتهم طارق الهاشمي الذي لا يزال يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية.وقد بتنا نعلم ان المالكي يتعمد رفع نبرته كي يصل صوته الى ابعد من آذان زعماء العراقية، فهو يدشن "موسم ترويع وتخويف" للجميع، وحتى لمنافسيه الشيعة الذين خفتت اصواتهم كثيرا وتوقفوا عن الاعتراض على سياساته هذه الفترة. لقد شعر بأنه نجح في تخويفهم ولذلك فإنه سيزيد من جرعة "الترويع" كلما اقتربت انتخابات مجالس المحافظات المقررة مطلع العام المقبل. وقد يفكر المالكي هذه اللحظة بأنه سيمضي في ترويع الصدريين والمجلس الاعلى حتى يعلنوه الزعيم الاوحد للطائفة ويدخلوا الانتخابات تحت رايته المنصوبة في "قضاء الهندية"، ما سيجبر الجمهور على انتخاب قائمته برغم كل الفشل الذي منيت به في انجاز شيء لمحافظات الشيعة بكل تلك المليارات المهدورة.لكن خلاصة الرسالة التي بعثها لجمهور القائمة العراقية، تبدو مرعبة في هذا التوقيت، وتسخن ما يراد تهدئته خلال سنة عاصفة في دمشق القريبة. فهو يقول ان على "السنة" ألا يحلموا بأقاليم تتيح لهم شيئا من استقلالية القرار الخدمي او الاداري، وعليهم في الوقت نفسه ان يقدموا طارق الهاشمي لبغداد "بذل ومهانة" لأن التهمة بحقه "ثبتت بأدلة دامغة".وحسب الجريدة الرسمية قال المالكي ان "القرار الذي اتخذناه بشأن ملاحقة الهاشمي لن نتراجع عنه أبدا"، مؤكدا أن "من يرتكب جريمة بحق العراقيين لابد أن يمثل أمام القضاء ذليلا مهانا حتى يقام عليه الحق.. الأدلة بشأن تورط الهاشمي بما اتهم به دامغة".ولا ادري اي "مستشار رفيع" همس في اذنه بأن من المناسب اصدار حكم المحكمة في طويريج هذه اللحظة او استخدام تعبير "الذل والمهانة" بحق الهاشمي، وكأنه يقول له: اياك ان تأتي الى بغداد وإلا قمت بإذلالك واهانتك؟المالكي حذر اطرافا لم يسمها من افشال المؤتمر الوطني، لكنه نسي ان تعبير "الذل والمهانة"، يمكنه ان يفشل الف مؤتمر لانه خارج كل اللياقات التي نريدها ان تكفينا شر "تسخين الاجواء" في هذه السنة العاصفة.المالكي يقول ان الطامحين للفدرالية يريدون فتح بوابة "حرب بين المحافظات" لكنه يستخدم كلمات كانت على مر التاريخ بوابة مثالية "للاحتراب الاهلي"، وكأنه يريد تدعيم صورته "كرجل لا يخشى احدا" حتى لو كان ثمن الصورة شحن النفوس بما لا يتمناه انصار السلم الاهلي.وعدا ذلك فإن المالكي لم يبق شيئا للقضاء كما فهمت. ولو كنت قاضيا اعمل على ملف طارق الهاشمي، لما بقي لدي شيء كي اقوله. ففي اللحظة التي تشهد شكوكا حول استقلالية القضاء وحجم الضغوط التي تمارس عليه، كان على المالكي ان يكون حذرا في استخدام العبارات بحق غريمه الهاشمي، كأن يقول "ان المحققين يتحدثون عن ادلة قوية"، او "سمعنا تقييما من القضاء يفيد كذا"، لكنه فضل ان يستبق كل شيء ويصدر "قرارا تاريخيا" بحق الهاشمي من مسقط رأسه الواقع بين "باب ايل" و"كرب بلاء".ان مواصلة اختيار الكلمات بهذه الطريقة ستجعلنا امام كلمات اقسى نسمعها من الاطراف الاخرى للازمة، وهي اذ لم تبق شيئا للقضاء كي يقوله، فإنها تركت اشياء كثيرة نخشى ان يفعلها مسلحو كل الطوائف اذا استمر الساسة يتحدثون بلغة "الاذلال والمهانة"

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram