جبهة الاتحاد الوطني رأت أحزاب الحركة الوطنية التي أخذت تعمل سرا بعد صدور مرسوم إنهاء النشاط الحزبي عام 1955، أن توحد جهودها المعارضة لنظام الحكم، بعد اشتداد معركتها مع السلطة، ولاسيما بعد إلقاء القبض على كامل الجادرجي ومحاكمته وسجنه. وفي مثل هذا اليوم من عام 1957 تشكلت جبهة سياسية للأحزاب السرية باسم جبهة الاتحاد الوطني، ضمت أحزاب الوطني الديمقراطي والاستقلال والشيوعي العراقي والبعث وشخصيات وطنية مستقلة. والفت لجنة عليا قادة تلك الأحزاب، ولجنة تنفيذية تتفرع عنها لجان في معظم الألوية.
  حددت الجبهة أهدافها في بيانها الأول بما يلي: 1.تنحية وزارة نوري السعيد وحل المجلس النيابي. 2.الخروج من حلف بغداد.3.مقاومة التدخل الأجنبي بشتى أشكاله ومصادره وانتهاج سياسة الحياد.4.إطلاق الحريات العامة.5.إلغاء الإدارة العرفية وإطلاق سراح السجناء السياسيين وإعادة الموظفين المفصولين للأسباب نفسها.   وتوطدت صلة الجبهة بتنظيم الضباط الاحرار الهادف لإسقاط نظام الحكم، وقد علمت بعض اطراف الجبهة بساعة قيام ثورة 14 تموز 1958 ، فحشدت احزاب الجبهة جهودها لدعم الثورة والمشاركة في وزارتها الاولى.غير ان دورها تراجع بعد فترة قليلة ودب الخلاف بين احزابها، وتحول الى صراع سياسي مرير. ولم تنجح محاولات احيائها، لتفقد ثورة تموز ركيزة مهمة من ركائزها. ان جبهة الاتحاد الوطني صفحة ناصعة من تاريخنا الحديث ، ونقطة مهمة للحركة الوطنية العراقية التي شهدت فترة الخمسينيات اوج تألقها.                                                                     رفعة عبد الرزاق محمد