TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > رؤيا برلمانية

رؤيا برلمانية

نشر في: 13 فبراير, 2012: 08:32 م

ياسر السالم يرى بعض النواب ما لا يمكن لأحد غيرهم رؤيته، وبعض آخر يكاد ينافس قارئات خبايا الفناجين، وتوقع خفايا الأيام المقبلة! وهذه كرامة أخرى تضاف إلى عديد كراماتهم التي لا يملكها أي عضو في برلمانات هذه الدنيا.
أحد نوابنا رأى قبل فترة - والله أعلم - في تصريح لإحدى وكالات الأنباء أن العراق "يمكنه لعب دور وساطة كبير في المنطقة"، ويرى أيضاً أن "الظرف الآن مهيأ للعب هذا الدور، خاصة بعد انشغال عواصم الدول العربية الكبرى بمشاكلها الداخلية"، على حد قوله.ولكي يضفي هذا النائب شيئاً من الواقعية على رؤيته، أشار إلى ضرورة توحيد القرار السياسي العراقي من أجل القيام بهذه الخطوة الجبارة، مؤكداً وجود شخصيات في البلد تملك الخبرة في هذا المجال.ربما نسي السيد النائب أو تناسى أن العراق لا يزال وبفضل قياداته السياسية المتخاصمة قابعا تحت الوصاية الدولية وأحكام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.وتجاهل النائب أن دبلوماسية الدولة العراقية عاجزة حتى يومنا هذا عن معالجة مشكلات البلد العالقة مع دول الجوار.وأيضا .. ربما نسي السيد النائب أو تناسى أن رئيس البرلمان الحالي قد دعا في وقت سابق رؤساء برلمانات الدول الكبرى المجاورة (تركيا، إيران، السعودية) إلى عقد مؤتمر إقليمي. فبادر قادة تلك الدول إلى حقن هذه الدعوة جرعة قوية من الترحيب حتى ماتت سريرياً!!وأن رئيس الوزراء سعى قبل مدة ليست بعيدة إلى هذا الدور عبر الملف السوري، فاصطدم سعيه بالرفض وسوء الحظ، وأشياء أخرى أقرب للنحس.ليس هذا فحسب، بل أن ما يثير العجب والتعجب هو أن النائب وآخرين غيره يرون في ما يرون، أزمات داخلية منشغلة فيها العواصم العربية، ولا يرون أزمات عراقية داخلية يجب الانشغال في فك تعقيداتها!والمدهش أن الشخصيات التي يعول عليها حضرة النائب (وهم زعماء كتل وقادة في البلد)، هي ذاتها من تسبب بالأزمة العراقية المتفاقمة، ولا يزال يغذيها بين الحين والآخر.وأظن أن نائبنا هذا لا يعلم - والظن أثم هذه المرة - أن بعض سياسيينا لا يخطو خطوة دون وسيط إقليمي!فاصلةبكلام آخر، فإن الأحرى بنوابنا أن يتفادوا الدخول في اجتهادات حول مسألة تعتبر ثانوية نسبياً بالمقارنة مع أولوياتنا المفترضة، وأن يتوجهوا إلى الحديث عن مواضيع تشغل بال المواطنين والعمل لينال أبناء الشعب حقوقهم.وأدعوكم لمراقبة القمة العربية في بغداد، ومعاينة عدد الدول التي ستحضر ومستوى تمثيل المشاركين في القمة.فهذا الحدث إن وقع على ارض العاصمة (دون استجداء المشاركة) سيكشف لنا مستوى الحضور الذي سيكسبه العراق في المنطقة والدور المستقبلي الذي يمكن أن يعلبه في محيطه الإقليمي.وأخيراً لئلا يكون طرحي نسجاً من خيالي، فأنا أحتفظ باسم النائب المشار إليه ونص تصريحه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram