الرئيسية > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق :أحرمك طبّة النادي

سلاما ياعراق :أحرمك طبّة النادي

نشر في: 13 فبراير, 2012: 09:17 م

 هاشم العقابي سألت نفسي هذا الصباح عن أجمل ما تبقى في ذاكرتي من حياتي الجامعية، طالبا كنت أو أستاذا، فلم أجد أجمل من ذكريات النادي الطلابي. ورغم ان لي ذاكرة قوية يحسدني عليها بعض الأصدقاء، ويا ليتهم أعطبوها بحسدهم لأن ما فيها من الأوجاع يفوق ما بها من المسرات بما لا يعد، لكني، وبسبب غربتي الطويلة وتقدم العمر، نسيت أشكال وأسماء الكثير من أساتذتي وزملاء الدراسة، ألا  من كان منهم من "شلة" النادي.
لم يكن نادي الكلية، مجرد مطعم يقدم الأكلات اللذيذة والنظيفة بأسعار زهيدة وبنفس طيب، حسب، بل كان دخوله يشعر الطلبة بأنهم فعلا انتقلوا الى عالم جديد لم يعهدوه في ايام الدراسة المتوسطة أو الثانوية. عالم تشم فيه نسائم الحرية والتحضر تمتزج بصفاء وعفة مع همسات العشق واريج العطور الذي تنشره الطالبات المبتسمات بسخاء على الجالسين وكأنهن فراشات سلام لا ينشدن من وراء ذلك جزاءً ولا شكورا.لم تخل، في أيامنا، كلية من الكليات، من ناد خاص بالطلبة. ولم يكن نادي الكلية حكرا على طلبتها فقط. لذا تجدنا، نحن طلبة كلية التربية، مثلا، قد "نسيّر" يوما على نادي كلية الآداب. وفي يوم آخر على نادي أكاديمية الفنون ومن هناك نعرج على نادي كلية العلوم. وقد نسافر بعيدا صوب كلية الزراعة والطب البيطري في ابي غريب. لم نتنقل بين النوادي بحثا عن وجبة طعام أو جلسة لشرب الشاي، أو حتى للقاء بعض الأصدقاء بل لحضور أمسيات وجلسات شعرية وثقافية لأسماء مهمة في دنيا الشعر والثقافة، أو للإطلاع على آخر مستجدات أخبار العاشقين والعاشقات. وعلى ذكر كلية الزراعة والعاشقين والعاشقات، عادت بي الذاكرة الى  قصيدة حفظها الطلبة اكثر مما يحفظون دروسهم، وهي قصيدة "زغيرة وما تعرف اتحب". القصيدة لم يكتبها طالب بل كتبها أخوه، فشاعت باسم  فرات الشمري، الطالب في كلية الزراعة في ايامها،  بينما هي لأخيه صديقي الشاعر نائل الشمري. ليس هذا هو المهم، انما هو انها تكشف عن مدى تعلق الطلبة بالنادي وكأنه أهم من الشهادة. وبصراحة، قد تغيظ البعض، انا أعطيهم الحق بذلك لان كلية بدون ناد يجمع الطلاب والطالبات لا خير فيها لانها ستمنح شهادات بلا تحضر. قصة القصيدة هي ان الطالب احب زميلة له لكن استاذه "سرقها" منه. فلم "ينتخي" الطالب أمامه ليقصف عمر الأستاذ أو يفصله من وظيفته، بل انتخاه أن يحرمه من دخول النادي:يستادي .. اريد انخه علي الهادي .. يحرمك طبة النادي فعلا انها عقوبة قاسية، لأنها ستحرم الأستاذ، وهو الإنسان، من جنة النادي حيث الحرية والحياة. ولو لم يكن النادي كذلك لما وجدنا "أبطال" مجالس المحافظات، انطلاقا من بغداد مرورا بالحلة والبصرة شدوا كورهم وكور النوادي. وانهم ما كانوا ليفعلونها لو أنهم من عشاق الحرية والحياة.خوفي يا صديقي نائل انهم قد تعلموا من قصيدتك "أهمية" حرمان العراقيين من دخول النوادي. وان ثبت ذلك فاني بكل محبة سوف:اعلّكلك الف راية   وكلك هاي وحده وياك.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الأنواء الجوية: درجة الحرارة الصغرى في بغداد غدا الإثنين صفر مئوية

نتنياهو: جاهزون لاستئناف القتال في غزة "بأي لحظة"

تشكيلة منتخب قدامى العراق للقاء البحرين

محافظة عراقية تعطل المدارس غداً وتقلص الدوام ساعة واحدة

وزارة الصحة تحيل (6) مكاتب علمية لدعاية الأدوية إلى القضاء

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram