 بغداد/ احمد عبد الحسين أمس أعاد شباب بغداد لمدينتهم شبابها، ملأوها فرحاً وموسيقى ورقصاً وغناء، غسلوا قلبها بالحبّ في يوم الحبّ. اجتمعوا في منتدى المسرح على ضفة دجلة نهرنا الخالد، أضافوا إلى نسيمه عطراً، وإلى أمواجه بعضاً من أرواحهم الفتية، طلاقتهم واحتفالهم بالحياة والمحبة صنعا أملاً تستحقه مدينة الرشيد التي آن لها أن تنزع ثيابها السود.
مئات الشباب البغداديين، صبايا وفتيانا، بملابسهم التي تعلن لرائيها من بعيد ان هذا اليوم يوم عيد، التقوا هنا بعد أن عرضوا فكرة الاحتفال على مدير منتدى المسرح الفنان إبراهيم حنون الذي رحب بهم وجعل المكان ملكاً صرفاً لهم في هذا اليوم.الفنان حنون قال للمدى ان هذا الحفل أردناه لإعادة شريحة مهمة في مجتمعنا للاحتفاء بالحياة وبأنفسهم، وتأكيداً لحقيقة أن متع الحياة لا تنقضي، وان الحياة تستمر رغم كلّ ما يعترضها من عوائق، أنشطة مثل الموسيقى والرقص من شأنها إبراز قيم المحبة والتسامح واللاعنف، ومن المهمّ أن يتحوّل مكان ثقافيّ كمنتدى المسرح إلى محرّض للاحتفال بالحياة من خلال احتفائه بهؤلاء الشبان الرائعين.الشاب عمر القيسيّ وهو منظم الحفل رآني وانا أجري حواراً مع مدير المنتدى فبادرني بالقول: أرجو أن يصل صوتنا لكل العراقيين من خلال "المدى"، أريد أن يعرف الجميع ان لنا حقاً في الحياة كسائر شباب العالم، لسنا أقلّ شأناً منهم، وإذا كنا لا نستطيع أن نحيا كما نحبّ ونحن في شبابنا فمتى سنعيش الحياة؟الشابة صفا التي لفتت انتباه الجميع وأدارت إليها الأعناق ليس بسبب جمالها فقط أو زيّها المميز فحسب وإنما لغنائها وروحها المرحة، كانتْ فراشة الحفل التي تدور على الحاضرين، قالت أنا فرحة جداً، هذا اليوم من المرات النادرة التي أشعر ان في بغداد حياة تستحق أن نحياها، شكراً لفالنتاين الذي ذكرنا اننا بشر ولنا الحق في التمتع.