TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات :الحبّ والحريّة

كردستانيات :الحبّ والحريّة

نشر في: 15 فبراير, 2012: 08:46 م

 وديع غزوان كغيري من أبناء جيلنا لم آلف الاحتفال بعيد الحب ، وكنا ننظر إليه كأي يوم آخر ، رغم أننا جميعاً نعيش حالة عشق عامة ،إن صح التعبير، وبعضنا لديه تجارب حب خاصة مع قريبة أو بنت جيران  أو زميلة كلية أو دائرة، لكنه  كان حبا محفوفاً بالمخاطر ومحاطاً بخوف وهلع من العواقب إذا ما انتشرت أخباره ..
 فكل أنواع الحب  كانت ممنوعة ، لأن أعداء الحياة يعدونه خطراً يجب محاربته. رغم ذلك فإن جيل الأربعينات والخمسينات انتزع لحظات حب خالدة لا يمكن نسيانها رغم قسوة الظروف، حيث كانت تجمع المحلة الواحدة بل البيت الواحد أطيافاً وانتماءات متنوعة تلتقي وتتفق وتتشاور على هدف كبير هو إنقاذ الوطن من الحالة التي كان يعيشها قبل تموز 1958. في ذلك الزمن كان شعار" حب الوطن من الإيمان " الذي تعلمناه في الابتدائية حقيقة يسعى الجميع لتحويلها إلى واقع ، الكردي والعربي والتركماني، الشيوعي والقومي وغيرهم  . كان أغلبنا  في ذلك الوقت يعيش لحظات العشق في البحث عن منشور حزبي ليوزعه على المواطنين فيبلغ غاية السعادة إذا ما أنجز مهمته بعيداً عن أعين الرقيب السري  ، ليشعر بعدها بأجمل لحظات النشوة وهو يرى انه يقترب  أكثر من يوم تحقيق الأهداف .  لكن -مع الأسف- صحا معظمنا بعد حين على صدمة مروعة وهو يتساءل عن سر تحول هذا الحب عند البعض إلى تصفيات ومذابح ومسالخ أجهزت أو كادت على كل شيء اسمه وطني ، عندما زيفت القيم وامتحنت المبادئ وقايض آخرون سنوات حبهم ونضالهم بامتيازات ومناصب ، فبقي العاشقون وحدهم يدافعون عن معشوقتهم الغالية العراق ويبحثون عن فرص تعيد لأهله طهر ونقاوة الغرام وقصصه الذي استباحه المستبدون ، حتى  كدنا ننسى ما كنا نحفظه من قصائد  لجميل  بثينة وكثير عزة ونزار قباني .في عيد " فالنتاين " لابد  من أن نقف إجلالا لنساء ورجال من جيل ضحى بالكثير من اجل الحب حتى يكاد ينطبق عليهم القول المأثور " ومن الحب ما قتل " فقدم البعض منهم حياته وهو يغني للعراق  على مقصلة الجلادين في كل زمان ومكان، في حين مات البعض كمداً وهو يرى أحلامه تتبدد فيحارب الحب بأسماء وثياب جديدة عما كانت عليه في الماضي ، لكنها لا تختلف كثيراً عما سبقها لأنها تلتقي على هدف واحد هو اضطهاد ملايين العاشقين ، ومن هم غيرالفقراء الصادقين المضحين من اجل الوطن الأوفياء له رغم كل ما أصابهم من حيف وظلم.اليوم وقد جاوز أغلبنا الستين نعيش مع جيل الشباب يوم الحب ، عسى أن نجدد من خلال المساهمة و المشاركة  ببعض فعالياته شيئاً من شبابنا ونستذكر فيه سنوات العشق الحقيقي للوطن والحبيبة معاً ، ولنعود مرة أخرى لساحة العمل لنعمل  بصيغ مختلفة على ترسيخ أسمى معاني الحب وأجملها و نؤمن بأن حرية الإنسان قيمة عليا بدونها لامعنى لأيّ حبّ .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

كتائب القسام تعلن "استشهاد" قائدها محمد الضيف

ترامب: لم ينج أحد من حادث اصطدام المروحية وطائرة الركاب قرب مطار ريغان

"الاتفاق غائب".. تعديل الموازنة يدفع الى انقسام نيابي

برشلونة يعلن رسميا تجديد عقد بيدري حتى 2030

مكتب السيستاني: يوم غد الجمعة هو الأول من شهر شعبان

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram