بغداد / احمد حسينلم يدر بخلد أم أيمن التي تعمل سكرتيرة في عيادة طبية خاصة لإحدى الطبيبات النسائية وسط بغداد، أن سيارة الأجرة (التاكسي) التي استأجرتها بعد انتهاء عملها في العيادة لتعود إلى البيت ستكون فخا لسلبها أموالها ومصوغاتها الذهبية وجهاز الموبايل والاعتداء عليها بالضرب المبرح.
النساء اللاتي تحدثن إلى "المدى" اشترطن عدم الكشف عن أسمائهن الصريحة أو أماكن أعمالهن ووظائفهن، كما أننا سمعنا منهن العديد من القصص المشابهة لنساء وقعن ضحايا في فخاخ هؤلاء المجرمين المتخفين تحت مهنة سائق أجرة، وتحدثن عن تعرض البعض إلى عمليات اغتصاب وقتل، لكن لم يتسن لـ"المدى" الوصول إلى أولئك النساء.أم أيمن أرملة في بدايات العقد الخامس من العمر، تعيل أسرة مكونة من خمس بنات وثلاثة أولاد، تزوج نصفهم والنصف الآخر طلبة في مختلف المراحل الدراسية، توفي زوجها إثر إصابته بسرطان الرئة الذي لم يمهله طويلا.وبالرغم من أنها كانت ترتدي نظارة سوداء كبيرة نوعا ما، لكن بانت على وجهها آثار ضرب وازرقاق داكن حول عينيها وجرح في حاجبها الأيسر.قالت في حديثها لـ"المدى": إنها وبعد انتهاء العمل في العيادة عند الساعة التاسعة مساء تقريبا الأسبوع الماضي، "استأجرت تاكسي لأعود إلى البيت، وفي الطريق انعطف السائق بسيارته في أحد الأزقة المظلمة وتوقف ووجه مسدسه نحوي وطالبني بتسليمه حقيبة اليد".وأضافت "ما إن صرخت حتى وجه لي لكمة على عيني اليسرى، فصرخت خوفا وألما ليوجه لي لكمة أخرى على العين نفسها، ثم سحب الحقيبة من يدي وكان فيها 400 ألف دينار إضافة إلى 300 دولار"، مشيرة إلى أنه وبعد أن سدد لها عدة لكمات أخرى اضطرت إلى نزع أساور وقلادة ذهبية وسلمتها له فضلا عن جهاز الموبايل الذي يبلغ سعره 450 ألف دينار.وتابعت بالقول: "بالرغم من أنه سلبني كل شيء، لم يكتف بذلك بل ترجل من السيارة وجاء إلى حيث أجلس وفتح الباب وانهال عليّ باللكمات والركل، ولم يجد صراخي نفعا وكأنني كنت في مقبرة لا أحد يسمع فيها، ومن ثم سحبني من شعري وألقى بيّ خارج السيارة وهرب".يشار إلى أن سيارات الأجرة في العديد من دول العالم وبضمنها الدول المجاورة للعراق، تضع بطاقة تعريف تتضمن معلومات عن السيارة وسائقها، كما لا يسمح لغير السائق الواردة معلوماته في البطاقة التعريفية بقيادة السيارة، في حين أن عددا ليس بقليل من سيارات الأجرة في العراق تسير في الشوارع وهي لا تحمل لوحة أرقام، وبعض سائقي سيارات الأجرة لا يحملون معهم أية مستمسكات ثبوتية خاصة بالسيارة.أم أيمن ليست الضحية الوحيدة، فثمة موظفة في الثانية والثلاثين من العمر، تعرضت لحادث مشابه في ليلة الاحتفال برأس السنة الحالية، وأوضحت أنها واستعدادا للاحتفال برأس السنة الميلادية 2012 أرادت أن تقيم حفلة عائلية بسيطة، فتوجهت إلى (مول) شهير في منطقة الوزيرية لشراء أنواع من المعجنات والعصائر والمكسرات، إلا أنها لم تهنأ لا هي ولا عائلتها بتلك الليلة التي لم تكن سعيدة أبدا.وبينت لـ"المدى" أنها وبعد أن اشترت ما تحتاجه لإقامة الحفلة المرتقبة استقلت سيارة أجرة عائدة إلى المنزل "وكان على السائق أن يستدير من تقاطع المغرب ليسلك الشارع الرئيس متوجها إلى حي القاهرة، لكنه واصل طريقه باتجاه الباب المعظم مبررا ذلك بأن قوات من الجيش قامت بغلق تقاطع جامع النداء وأنه سيتجه إلى ساحة الجامعة المستنصرية ليسلك طريق جامع الإمام الصادق ومنه إلى حي القاهرة".ومضت تقول: "لكنه وقبل أن نصل الباب المعظم انعطف في أحد شوارع منطقة الوزيرية وحين استفسرت منه عن السبب قال هذا طريق مختصر، ولكوني لست ضليعة بالطرق المختصرة لم أجادل، وما إن دخلنا في زقاق مظلم حتى توقف فجأة وشهر مسدسه بوجهي وقال لا تضطريني لقتلك سلميني مالك وذهبك وجهاز الموبايل ".الموظفة المرعوبة قالت: "الخوف شل تفكيري حتى إنني لم أصرخ، بل أنني اعطيته الحقيبة بما فيها وكذلك جميع ما أتزين به من مصوغات ذهبية وهي قرطان وستة أساور يد وقلادة زنة عشرة مثاقيل، بالإضافة إلى المعجنات والعصائر والكيك والتي كلفتني 63 ألف دينار".واختتمت حديثها بالقول: "ما أحزنني هو خوفي إذ بعد أن هرب السائق بما سرقه مني ومضيت عائدة إلى الشارع اكتشفت أن حمايات السفارة التركية لم يكونوا بعيدين عن موقع الحادث وربما لو أنني صرخت لكانوا سمعوني، لكن ما حصل حصل وأحمد الله أنني نجوت بحياتي".ومثل هكذا نوع من الجرائم التي تتعرض لها النساء في العراق معظمها يتم التكتم عليها من قبل المرأة أو العائلة خوفا من التبعات الاجتماعية، إذ تتحفظ معظم العوائل العراقية على دخول النساء إلى مراكز الشرطة لتسجيل الشكاوى وترى في ذلك أمرا يسيء إلى السمعة، بالرغم من أن هذا الأمر يتم استغلاله من قبل الخارجين على القانون، خاصة وإن بعض النساء تعرضن للاعتداء بالضرب المبرح إضافة إلى السرقة والبعض تعرضن للاغتصاب.زميلة في مهنة المتاعب، تعمل مراسلة في إحدى القنوات الفضائية العراقية، روت قصتها مع سائق تاكسي، إلا أنها قصة انتهت على خير وبلا أضرار جسدية أو مادية، إذ قالت لـ&quo
احذروا.. التاكسي سيارة ليست للأجرة فقط

نشر في: 15 فبراير, 2012: 08:58 م