 ميسان / رعد شاكرحمّل رئيس فرع مجلس السلم والتضامن العراقي في ميسان، صراع الأحزاب على المغانم وما أسماه بالفشل السياسي إضافة إلى الإرهاب، مسؤولية تشويه بناء الدولة المدنية الديمقراطية وتعطيل التنمية البشرية.
وقال رئيس الفرع نصير جاسم صياح في حديثه مع "المدى": ان الاحتقانات المتتالية في المشهد السياسي، وصراع غالبية الأحزاب والكتل السياسية على المغانم والمصالح الضيقة بسبب اعتماد المحاصصة كمنهج في إدارة الدولة، بالرغم من فشل هذا المنهج طيلة السنوات الماضية، إضافة إلى قوى الإرهاب والتطرف، كل ذلك أسهم في تشويه بناء الدولة المدنية الديمقراطية وانعدام الاستقرار وتعطيل التنمية.وأشار إلى أن هذه المداخلات أنتجت جيشا من الشباب العاطلين وحشودا من الفقراء والمعدمين في معظم مناطق البلاد، ومنها محافظة ميسان، مبينا أن هذا ما دفع فرع مجلس السلم والتضامن في المحافظة إلى انتهاج أسلوب تقديم الخدمات بشكل مباشر لهذه الشرائح، وخاصة النساء.وبين أن الفرع يقدم هذه الخدمات عبر مجموعة من برامج التأهيل والتدريب على الحرف والمهارات لتمكين المستهدفين من تأسيس المشاريع الصغيرة المدرة للدخل، أو الاشتراك في منافسات الحصول على فرصة عمل في القطاعين الخاص والعام بالرغم من ندرتها، على حد قوله.وعن الدور الأساس للمجلس في ترسيخ مفاهيم السلم الأهلي والتضامن المجتمعي، أكد صياح أن المجلس ومنذ تأسيسه استطاع من خلال نشاطاته أن يؤشر مخاطر المحاصصة الطائفية والمناطقية والسياسية التي اعتمدت كأسلوب لتشكيل الحكومات المتعاقبة، ومنهج لإدارة البلاد.وتابع بالقول: ان المجلس ساهم بدوره طيلة السنوات الماضية في إشاعة ثقافة السلم والتضامن ومفاهيم المواطنة واحترام حقوق الفرد وصيانة الحريات العامة، وأهمية بناء الدولة المدنية المعاصرة بعيدا عن التخندقات الطائفية أو العرقية أو المذهبية، مبينا أنه تم عقد العشرات من الندوات والورش لمختلف فئات المجتمع الميساني.ولفت صياح إلى أن مجلس السلم والتضامن ليس حزبا أو حركة سياسية بل هو جزء من المجتمع العراقي الباحث عن التعايش السلمي  والأمن والاستقرار، بحسب تعبيره.من جانبها، أفادت نائبة رئيس الفرع نادية علي قاسم التي تشغل في الوقت نفسه منصب رئيس منتدى المرأة في المجلس، بأن المنتدى ومنذ انطلاقه أسهم بشكل فاعل في النهوض بواقع النساء في المحافظة.أوضحت في حديثها لـ"المدى"، أن المنتدى تبنى حملة مدافعة لحقوق النساء وأصدر كراسا بهذا الشأن، إلى جانب عقد العديد من الورش والدورات الخاصة ببناء قدرات المرأة إضافة لورش عديدة لتدريب النساء على الحرف والمهارات كالخياطة والتطريز وتعلم الحاسوب وإدارة المشاريع الصغيرة.وذكرت قاسم أن المنتدى ومن خلال رصده لحالات العنف الأسري تجاه المرأة وتثقيف المجتمع ضد العنف طيلة الفترة الماضية، لاحظ انخفاضا كبيرا بهذا الخصوص وهو ما يؤشر نجاح دور المجلس وبقية منظمات المجتمع المدني في التصدي لهذه الظاهرة.واختتم حديثه بالقول: ان آخر نشاطات المجلس تمثلت بتنفيذ مشروع التثقيف الصحي لـ47 امرأة من العوائل المهجرة والنازحة فضلا عن نساء من المجتمع المضيف، موضحة أن المشروع تضمن دورات تعليمية بالتنسيق مع دائرة صحة ميسان ودائرة الهجرة والمهجرين ومحاضرات وتطبيقات عملية لأعدادهن كممرضات.