بدأ الإنتاج السينمائي في العراق في أواخر الأربعينات على خجل ، وبقي هذا الخجل إلى النهاية!! ، ولم تكن تلك المحاولات ترقى إلى التطور الفني في الإنتاج السينمائي العربي الذي كان له جمهوره العريض في العراق ، في الوقت نفسه الذي شهد افتتاح صالات عرض كثيرة في أنحاء متفرقة من العراق . غير أن بعض هذه   الأفلام القليلة حظي بالتقدير والتقييم ، مثل أفلام (عليا وعصام) و( سعيد أفندي ) و( من المسؤول ) وسواها من الأفلام العراقية . ولما أنشئت مصلحة السينما والمسرح التابعة للدولة ، لم يظهر من إنتاجها إلا بعد سنوات .
   وفي مثل هذا اليوم من عام  1962، بدأت إحدى دور العرض ببغداد عرض فيلم عراقي جديد باسم (أبو هيلة) للمخرج محمد شكري جميل ومساعده يوسف جرجيس ، كتبه ومثله الفنان القدير يوسف العاني عن مسرحيته ( تؤمر بيك ) ، وأنتجته شركة سومر السينمائية ، وتصوير ماجد كامل . وهو دراما اجتماعية تقوم على شخصية أبو هيلة ومفارقاته ، متزمت ويحاول فرض آرائه على الآخرين ويتخذ مواقف ساذجة . وقد شارك عدد من الفنانين العراقيين الأكفاء في هذا الفيلم أمثال زينب وهناء عبد القادرويعقوب الأمين ومحمد القيسي ومهدي الصفار .وعلى الرغم من عدم نجاح الفيلم ماديا إلا انه يعد من الأفلام المهمة في تاريخنا الفني .رفعة عبد الرزاق محمد