حازم مبيضينمثلما نقف ضد كل طلقة أياً كان مطلقها ضد أبناء الشعب السوري, فإن واجبنا الأخلاقي والوطني, يدعونا للوقوف بحزم وصلابة, ضد كل واحدة من طلقات الحقد الطائفي, التي يتخصص بإطلاقها العرعور الذي يسميه البعض شيخاً, وهو يفتي علناً بتكفير طوائف من المسلمين,
ويعتبر شرب الخمر خيراً من التحاور معهم, وينسى أو يتناسى الآية الكريمة, (وجادلهم بالتي هي أحسن), ويتبرأ من حقده الطائفي شيوخ سلفيون, رغم زعمه أنه واحد منهم, وينهون مريديهم وأتباعهم عن الاستماع إلى ما ينفثه من أحقاد, في جسد أبناء الوطن الواحد, إن لم نقل في جسد المسلمين, أينما كانوا وبغض النظر عن طوائفهم ومذاهبهم. قبل أن يسعى العرعور بما له وما عليه لتصدر المشهد, كانت الاتهامات بمحاولة إثارة النعرة الطائفية تنهال على النظام, باعتبار أن ذلك في مصلحته, وإلى حد الترويج أنه سيقبل في نهاية المطاف بدويلة علوية على الساحل تضمن حقوق الطائفة, وجرى اتهام أعوان النظام, باختطاف الفتيات واغتصابهن أو قتلهن, وبالقتل على الهوية، غير أن العقلاء من كل الطوائف رفضوا التعامل مع هذه الاتهامات, التي كانت تنصب على أبناء الطائفة العلوية عموماً, وبغض النظر إن كانوا مع النظام أو مناوئين له, وبعث هؤلاء العقلاء من السنة والعلويين برسائل تطمين, لجميع الطوائف والمذاهب والاثنيات, بأن الهوية الوطنية السورية تتقدم على غيرها من الانتماءات, ولكن.. وبمقدار ما انساق بعض أبناء السنة وراء التحشيد الطائفي, فإن العديد من العلويين اقتنعوا بأنهم مستهدفون بسبب انتمائهم الطائفي, حتى لو كانوا يساريين حتى العظم, وبمعنى بعدهم عن النظام ومصالحه تنظيم القاعدة الإرهابي, دخل على الخط, مستغلاً أجواء الشحن الطائفي, فدعا إلى الجهاد في سورية, دعماً لانتفاضة شعبها, غير أن الناشطين ضد نظام البعث, أكدوا رفضهم القاطع والصريح لتدخل ذلك التنظيم, باعتبار أن أنهم شعب يناضل في سبيل حريته وكرامته, وبناء دولة وطنية ديمقراطية تساوي بين المواطنين جميعاً, وتدافع عن الحقوق الوطنية المشروعة, وليسوا بيادق يلعب بها الشيخ الظواهري, في معركته الكونية المحكومة بالهزيمة, وإن طال الزمن, وتفاقمت عمليات تنظيمه الإرهابية, حتى وهو يدعو أسود الشام إلى الجهاد وعدم الاعتماد على العرب والغرب وتركيا, وبمعنى أن يضعوا كل بيضهم في سلته, وبديهي أن النظام يرفض بشكل قاطع تدخل القاعدة, باعتبار أنها تنظيم طائفي بامتياز. بغض النظر عن الموقف من ما يجري في سورية من صراع, لن ترفع أجهزة الإعلام حجمه ولن تلغيه, فإن المعضلة الأولى التي يتوجب على الجميع معالجتها, هي الحفاظ على الهوية الوطنية كأولوية تتقدم على الحفاظ على الحكم, أو السعي إليه, وتلك مهمة قادرة وحدها على فتح صفحة بيضاء في التاريخ للمؤمنين بها, وبسورية وطناً لكل أبنائها, أما النافخون في كير الطائفية, ومن أي جهة كانوا, وبأي لغة تحدثوا, وعلى أي أسانيد استندوا, فان مصيرهم الأسود واضح وجلي ومعروف, وإن تسيدوا المشهد الراهن, الذي يصح القول إنه ما زال ضبابياً.
في الحدث: ضد العرعور وكل الطائفيين
نشر في: 15 فبراير, 2012: 09:40 م