TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > على هامش الصراحة: عن آثار الفساد

على هامش الصراحة: عن آثار الفساد

نشر في: 17 فبراير, 2012: 08:13 م

 إحسان شمران الياسريبعد أن استمعت إلى شكوى إحدى الفضائيات عن تخصيص قطعة أرض لفضائية أخرى وحرمانها هي، تذكرت حواراً في زمن آخر عن قضية الفساد وآثاره وحواضنه ووسائل مكافحته. كان الحوار يدور حول آثار الفساد وأساليب التعامل معها. وطرح سؤال محدد: "إن كان الفساد قد وقع فعلاً، وظهرت آثاره في أشكال شتى كإيجارات لأملاك الدولة وبيع أخرى، وتعيينات وامتيازات، كيف يمكن إزالة هذهِ الآثار وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه؟".
 كانت الإجابة الأسهل أن يُشرّع قانون يؤكد على حق الدولة في استعادة ما ضاع منها بسبب إجراءات يشوبها الفساد.. وكان الحل الآخر هو انتظار زوال مسببات الفساد ورموز الفساد والقوى التي تحميه.. غير أن ممارسات الفساد غالباً ما تُمارَس ضمن أغطية قانونية مناسبة يصعب الكشف عنها من ظاهرها.. خصوصاً عندما يتعلق الأمر بترتيبات مُحكمة تُغطي كل الثغرات في المحررات الرسمية والشكليات. ولا يظهر الفساد وشخوصه إلا في أعين الراصد والحريص ومن له إمكانية الاطلاع على خفايا الأمور.فالمواطن يستطيع استئجار ممتلكات الدولة، لأن القانون يضع إطاراً لهذا، ويضع إطاراً لبيع ممتلكاتها.. غير إن هذا المواطن لا يستطيع استئجار أحد أملاك الدولة في موقع حرج ذي ميزة عالية وبسعر زهيد إلا إذا كان جزءاً من منظومة فاسدة أو متنفذة. ولا يستطيع المواطن اختيار التوقيت الذي يستطيع فيه الشراء أو الاستئجار، أو الكيفية التي تتم فيها العملية إلا إذا كان جزءاً من تلك المنظومة.ومن أجل هذا، ستُعيد أمتنا إنتاج هذا التساؤل مليون مرة: (كيف يمكن إزالة آثار الفساد وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه؟). ففي عِلمِ كل واحد منّا ألف قصة ومُشاهدة ومعلومة نحزن بسببها ونخجل منها ونلوم أصابعنا البنفسجية يوم وقّعت للسيّد والحجي والدكتور والمُلاّ والخاتون والمُلاية وشيخ العشيرة ورجل القانون والمدير التنفيذي للحزب والمنظمة والنقابة.. ثم وجدناهم ينهبون في وضح النهار. إن قصص التشريع المؤجّل أو الأعرج هي الأخرى بحاجة إلى أسئلة أخرى..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

كتائب القسام تعلن "استشهاد" قائدها محمد الضيف

ترامب: لم ينج أحد من حادث اصطدام المروحية وطائرة الركاب قرب مطار ريغان

"الاتفاق غائب".. تعديل الموازنة يدفع الى انقسام نيابي

برشلونة يعلن رسميا تجديد عقد بيدري حتى 2030

مكتب السيستاني: يوم غد الجمعة هو الأول من شهر شعبان

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram