ديالى/ المدى حتى انسحاب آخر الجنود الأميركان، بقي أهالي ديالى ينظرون بعين القلق إلى مستقبل الأمن في مدينتهم، لاسيما أنها وقعت في المرتبة الأولى ضمن سلسلة استهدافات تنظيم القاعدة. ما يدعوهم إلى القلق أكثر، وجود حواضن عسكرية وفكرية للقاعدة في ديالى بعد أن تلاشت كثيراً في المناطق الأخرى، لكن نائب رئيس مجلس المحافظة صادق الحسيني يؤكد أن ما بقي من القاعدة هو الفكر فقط وهو ما يجب التصدي له ثقافيا.
ويُلفت الحسيني في حديثٍ لـ(المدى) أمس إلى أن المنطقة خلت من كافة الأشكال العسكرية للقاعدة تماماً، وقال الحسيني "إن محافظة ديالى طهرت بالكامل من التنظيم الإرهابي بجميع مداخلها، حتى في مناطق تلال حمرين وما حولها وقد تحولت تدريجياً من منطقة حاضنة للإرهاب إلى مستهدفة، ولم يبقَ من التنظيم إلا الفكر الإرهابي وهو ما علينا محاربته في خطوتنا المقبلة".وفي بيان نشره تنظيم القاعدة على موقع إلكتروني له كشف أنه يضطلع بتبنّيه، 93 عملية أسفرت عن مقتل وإصابة نحو 100 شخص معظمهم من عناصر الجيش والشرطة والصحوات في محافظتي الأنبار وديالى خلال الشهرين الماضيين، فيما أكد مسؤوليته عن تفجير عدد من العبوات والسيارات المفخخة، وتفخيخ عدد من المنازل. وقال التنظيم في بيانه إن مسلحيه كانوا وراء مقتل وإصابة عدد من قوات الجيش والصحوة في "هجوم بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة على نقاط تفتيش".ويشير نائب رئيس مجلس محافظة ديالى إلى أن تنظيم القاعدة لجأ بعد الانسحاب الأميركي إلى تغيير تكتيكه الهجومي من السيارات المفخّخة إلى اغتيالات فردية. ويضيف الحسيني "عدا بعض المفخّخات التي كان الغرض منها استهداف أكبر قدر ممكن من المواطنين الأبرياء، تحوّل هجوم القاعدة إلى اغتيالات بكواتم الصوت".وغالبا ما تطالب كتل سياسية بالإفراج عن المحتجزين الذين يتهمون بالمادة 4 إرهاب، غير أن نائب رئيس مجلس المحافظة دعا هذه الإطراف إلى عدم الخلط بين المنتمين إلى القاعدة والمشتبه بهم، وأوضح أن "ثمة فرقا بين الطرفين وعلى الجهات السياسية التي تنادي بضرورة إطلاق المعتقلين ألاّ تخلط الأوراق وعليها معرفة الصالح من الطالح".وتعد ديالى ضمن المناطق الأشد سخونة بعد انسحاب الجيش الأميركي ويتخوّف مراقبون عسكريون من اتساع الفجوات التي تركها الأميركان.وفي بيان آخر لما يسمّى بدولة العراق الإسلامية نشر في وقت قريب فأن "مفرزة أمنية (للتنظيم) قامت بتفخيخ نقطة تفتيش للجيش طريق السعدية-بعقوبة حيث أدى تفجيرها لمقتل وإصابة العديد منهم"، لافتا إلى "تفجير عبوة ناسفة على دورية للشرطة مما أدى لمقتل وإصابة عدد غير محدد منهم".وأشار البيان إلى "استهداف آمر الشرطة الاتّحادية بتفجير عبوة ناسفة على دوريته في منطقة التحرير بديالى مما أدى لتدمير عجلة وإصابته بجروح مع اثنين من مرافقيه.. ومقتل عنصر صحوة في منطقة التحرير ببعقوبة اثر تفجير عبوة لاصقة داخل محل عمله، كما تم تصفية مسؤول صحوة منطقة اللهيب في المقدادية خلال مداهمة منزله وأقامت حكم الله في أمثاله".
ديالى.. من حاضنة إلى مستهدَفة من الجماعات المسلحة
نشر في: 17 فبراير, 2012: 11:03 م