الناصرية: حيدر عبد الخضرضيفت كلية الاداب في جامعة ذي قار عالم الآثار الايطالي والباحث في جامعة روما الأستاذ (فرانكو) لتقديم محاضرة عن تاريخ وخصائص الحضارة السومرية،استهلت هذه الندوة بكلمة للدكتور حازم هاشم عضو اللجنة الثقافية الذي تحدث عن سياسة الحاكم المستبد التي أبعدت العراق لعقود طويلة عن ممارسة دوره الثقافي والحضاري في الانفتاح على الثقافات الأخرى والتي جعلت تاريخ ومنجز العراق منزويا في قاعات ميتة وكتب مهملة بصورة جعلت نخبنا الأكاديمية والثقافية عاجزة عن مواجهة الآخر المختلف والذي كان في نظرهم مجهولا...،
بعد ذلك تحدث الدكتور علي إسماعيل عبيد عن دور الحضارة السومرية في إغناء البشرية والتراث الإنساني عموما مرحبا بالباحث والآثاري فرانكو لكل الجهود التي بذلها وما زال يبذلها هو وفريقه التخصصي التي تصب في خدمة المحافظة أولاً والبلد ثانياً والمشروع والمنجز الحضاري ثالثاً مثمناً جهود اللجنة الثقافية ومراكز البحث المتخصصة في الجامعة على استضافة مثل هكذا ندوات تسهم في تطوير وعي الأساتذة والطلبة بأهمية وقيمة تاريخنا ومكتسباتنا الحضارية والإبداعية... بعد ذلك ابتدأت المحاضرة التي أدارها الأديب والمترجم أمير دوشي التي أشار إلى أن التعاون بين المؤسسة العلمية وفروع المعرفة هو عنوان لنضج العملية التعليمية مؤكدا أن العراق لم يحصل على فرص للتنقيب منذ عام 1990، وأن الفريق الذي يقوده فرانكو هو الفريق الثاني الذي جاء بعد عام 2003، وهو الآن ينقب في منطقة (أبو طبيرة) في منطقة تقارب مساحتها مساحة مدينة أور كما أشار إلى أن هنالك تعتيما مارسه النظام السابق على الحضارة السومرية ومحاولته لفبركة هوية ملفقة ومزيفة لسكان هذه المناطق التي لم ينقب منها لحد الآن أكثر من 10/ على الرغم من وجود ألف ومائتي موقع في المحافظة وحدها، بعد ذلك تحدث الباحث فرانكو عن مذكرة التعاون التي وقعها مع رئاسة الجامعة بشقيها العلمي والثقافي، موضحا بان جامعة روما ستنظم مؤتمرا خاصا عن الآثار العراقية وسيكون هناك ممثل للجامعة في هذا المؤتمر وهي فرصة للقاء المثقفين والأساتذة في الجامعتين وتبادل الخبرات والمشاريع مبيناً بأنه اشرف على عدة رسائل واطاريح جامعية اثارية وأن لديه أربعة كتب في المسماريات وبأنه جاء مع فريقه المتخصص للتنقيب في منطقة أبو طبيرة التي تقع على بعد 7 كيلو مترات جنوب الناصرية باتجاه البصرة وانه اكتشف أشياء مهمة تعود لمرحلة ما قبل التاريخ.. ثم تحدث عن أصل ونشوء الحضارة السومرية وعن فترة التحول من السلالات الأولى، ومرحلة توحد العراق القديم ودور نهري دجلة والفرات في التأثير الحضاري والمدني والاقتصادي، وعن تجربة الري في العراق مشبها مرحلة الاستيطان القديم بخصائصها ومميزاتها بالثورة الصناعية في بريطانيا في القرن الثامن عشر الميلادي ثم عرج في الحديث الى منطقة الأهوار، مشيرا الى مرجعياتها التاريخية وصورها المنقوشة في الأختام الاسطوانية القديمة، ثم تحدث عن التجربة الجينية ودورها في تحسين نوعية بعض المحاصيل واستقرار الإنسان، وكذلك عن دور ترسبات النهرين في صنع التربة وظهور أولى المستوطنات... الخ، بعد ذلك بدأت المداخلات وإثارة الأسئلة التي شارك فيها عدد من الأكاديميين والمثقفين والطلبة الذين حضروا هذه الندوة التي أقيمت على قاعة كلية الآداب في جامعة ذي قار..