ترجمة: عدوية الهلاليمع جنوده الاربعة الخارجين توا من الحرب العالميةالاولى، ينسج الكاتب جان فوتران ملحمته الروائية الجديدة (سنوات الهراء) ملاحقا الفترة التاريخية التي مروا بها...تضم مجموعة الجنود تلك العامل غي موبتي الذي يطلق عليه اسم (رامييه) وزارع العنب راوول مونيتش والرسام الروسي بوريس مالينووتش والنبيل ارنودي تينسري وايضا شخصيات اخرى تتفاعل مع بعضها بتوحش وشراسة...
سيستمتع قراء الرواية بمتابعة حياة اولئك الجنود الاربعة الاقوياء والشجعان وسيتابعون بتشوق الانقلابات التي ستطرأ على حياتهم بعد الحرب سيما وانهم يجتازون طريقهم بصعوبة من الموت المحتوم في جحيم الخنادق الى الحياة..انهم يسترجعون بألم ذكرياتهم المريرة مع الكولونيل الكريه ريموزا دي فوبريمو ويصبح عبئها ثقيلا عليهم بسبب حقدهم على شاربلييه –الجاسوس القديم للكولونيل والذي التقوه مصادفة بعد ان اصبح شرطيا ذا طموح كبير ومازال يحاول بأي ثمن اثبات تورط الجنود الاربعة في جريمة قتل الكولونيل الذي كان مكروها من الجميع خلال الحرب..وينجح قلم فوتران في رسم انفعالات ابطاله التي تتراوح بين الفشل والفرح والحزن ففي كل صفحة من صفحات كتابه نجد انفعالات مؤثرة ولايخلو أي سطر من سطور كتابه من اسلوبه المليء باصطلاحات لغوية مميزة اذ يدفع القارئ ليعيش مع الابطال في باريس المليئة بالناس وليشعر بانسانيتهم...هي رحلة سريعة اذن عبر الزمن والمشاعر..وهي انشودة للسلام ايضا، ذلك السلام الذي يوقف دوي المدافع وضجيج البنادق والذي يصعب الحصول عليه بالتاكيد رغم انه ينبغي ان يجد طريقه الى قلوب الجميع..انه وقبل كل شيء ذلك السعي الذي يصفه لنا الكاتب الفائز بجائزة غونكور لعام 1989عن كتابه (خطوة كبيرة نحو الله)..سعي اربعة جنود تم تسريحهم من الجيش ليبدأوا الصراع من اجل الاستقرار والعثور على السعادة بعد جحيم الحرب معتمدين على صداقتهم الوطيدة ورغم العقبات العديدة التي تعترض طريقهم..(سنوات الهراء) اذن هي ملحمة روائية عن اشباح وذكريات الحرب التي يمكن ان تاخذ صورا مختلفة من الشرير شاربلييه الى الطيار المسكين فيليسيان بازاياك الذي اصيب بشكل رهيب وتشوهت ملامحه بعد تحطم طائرته..مع ذلك ورغم الصعوبات والآلام، يبقى الامل حيا دائما فالكاتب يدعو الى التفاؤل وينبذ التعجرف كما يصف الاشياء والافعال بشكل حقيقي تماما وواقعي جدا..انه يترك قلمه يعبر عما يرغب بقوله بحرية كبيرة في روايته (سنوات الهراء) الصادرة مؤخرا عن دار روبير لافون للنشر في 458 صفحة...