اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > رفعة الجادرجي يتحدث للمدى:التصميم المعماري لي والنحتي لجواد سليم

رفعة الجادرجي يتحدث للمدى:التصميم المعماري لي والنحتي لجواد سليم

نشر في: 18 فبراير, 2012: 08:57 م

حوار أجرته: بلقيس شرارة     بمناسبة مرور نصف قرن على رحيل الفنان جواد سليم، أقامت مؤسسة المدى  للإعلام والثقافة و الفنون حفلاً فنياً، أحيته الفرقة السمفونية العراقية في ساحة 14 تموز "الحرية" و في ظلها.  ونظراً للعلاقة التي جمعت المعماري رفعة الجادرجي و جواد سليم  في خلق هذا المعلم التاريخي الرائع،
 فقد وجهت السيدة بلقيس شرارة جملة من الأسئلة إلى رفعة الجادرجي تتعلق بالنصب،  وقد أجاب عليها بما اختزنته الذاكرة.rn* من الشخص أو الجهة التي كلفتك بتصميم نصب 14 تموز، و هل كانت مسابقة بينك و بين معماريين آخرين؟ و ما هي ظروف التكليف؟- كنت على معرفة بقائد الفرقة الخامسة علي غالب عزيز، و التقيته في مناسبات عدة. فعندما اتصل بي تلفونياً لم تكن مفاجأة بالنسبة لي. كانت المخابرة عند الساعة الخامسة مساء في مكتبي الخاص، الواقع في شارع الملك فيصل الثاني، حيث كان الدوام اليومي من الساعة الخامسة حتى الثامنة مساء. أبلغني أن الزعيم عبد الكريم قاسم يطلب تصميم ثلاثة أنصبة و هي: الجندي المجهول، و نصب 14 تموز و نصب الحرية.قلت له: أنا مستعد، لكن متى يريد هذه التصاميم؟ أجابني: غداً، الساعة العاشرة صباحاً. لم يكن عندي مشكلة بالنسبة إلى نصب الجندي المجهول، فقد صممت السكيج خلال بضع دقائق، و السبب في ذلك، عندما كنت مدير هندسة الأوقاف و إدامة الجوامع قبل أربع سنوات من ذلك التاريخ، ُطلِب مني تصميم جامع جديد باسم جامع سراج الدين، و سعيت إلى تحديث شكل الجامع، فجاء تصميمه يتضمن قوساً متأثراً بقوس (طاق كسرى)، بدلاً من القبة المعتادة للجوامع، و التي يرجع شكلها إلى العمارة البيزنطية. ألغي بعدها المشروع و لم ينفذ. لذا صممت السكج الأولي للجندي المجهول، مسخّراً شكل القوس (الطاق) المشار إليه، مع إضافات تصميمية جديدة عليه. كان منها تسخير مبدأ الـ entasis ، و استحداث انحناءات لتلافي ضعف الشكل كما ينظر إليه من مسافة بعيدة نسبياً. و بهذا المعنى فقد جاء السطح الأعلى للقوس مرتفعاً في الوسط بمقدار عدة سنتيمترات لكي يظهر منخفض في وسطه حين النظر إليه من بعيد. كما برّزت اللوحة الوسطية عن القواعد الجانبية و في ذلك منظر مستقر،وجعلت القواعد الجانبية تميل و تتوسع في قاعدتها، مما يمنحها كذلك مظهر المتانة بسبب تحمل ثقل اللوحة. أما في ما يتعلق بنصب 14 تموز فلم يكن لديّ أدنى فكرة من أين أبدأ بالتصميم. كانت شوارع بغداد الرئيسية تزدحم بالتظاهرات، و أصوات المشاركين تبحّ من كثرة الهتافات. فقررت أن يكون التصميم عبارة عن لافتة كبيرة تعبّر عن ثورة 14 تموز، كنقلة رئيسية في تاريخ العراق، بدل تلك اللافتات الهزيلة و الزائلة. وضعت مبادئ التصميم، غير أنني لم أفكر في التصميم الثالث و هو نصب الحرية، باعتبار أن دوام المكتب سينتهي في الثامنة. ذهبت في اليوم الثاني إلى وزارة الدفاع، قبل العاشرة صباحاً، و قابلت عبد الكريم قاسم، و عرضت عليه التصميمين، فوافق عليهما من غير نقاش. كنت المخوَّل الوحيد للتصميم، و لم يسألني عن النصب الثالث، نصب الحرية. و لم يعرض التصميمين على أيّ لجنة.* من كلف جواد سليم أن يقوم بالمنحوتات الجدارية، و هل عرض الموضوع على فنانين آخرين؟- لم يعرض الموضوع على فنانين آخرين، و إنما بعد أن تركت وزارة الدفاع، قررت أن يكون جواد النحات لهذه المنحوتات. فاتصلت به تلفونياً، و زرته في داره. و أخبرته  أنني كُلفت من قبل عبد الكريم قاسم بتصميم نصب 14 تموز، الذي وافق على التصميم الذي عرضته عليه. و كلّفني بإجراء ما يلزم. فهنالك لوحة بـطول 50 متراً و بارتفاع 10 أمتار، يتعين أن تُملأ بتماثيل نحتية جداريه، تعبّر عن ثورة 14 تموز. * و ما كان انطباع جواد؟- اندهش جواد، قائلاً: لم يحدث مثل هذا التصميم منذ زمن الآشوريين. أجبته: فليحدث الآن. *  من كان مخوَّلاً بتخصيص المبالغ للأنصبة؟- بعد تكليفي من قبل عبد الكريم قاسم، بُلّغت من قبل وزارة الدفاع من أنه سيخصص مبلغاً لذلك. ففتحت حساباً مصرفياً في بنك الرافدين، فرع العلوية، باسم النصب التذكاري فرع العلوية. و طلبت من حسن رفعت أن يكون الموقّع الثاني على الصكوك. كان حسن رفعت آنذاك رئيس الهيئة الفنية في أمانة العاصمة، و هو شخص معروف باستقامته.*  هل بحثت كلفة الأنصبة؟ و من كان يدفع التكاليف الإنشائية و هل هناك لجنة و من هو المخوَّل؟- لم تبحث كلفة العمل من قبل أي جهة، لكن كلما كنت أحتاج إضافة إلى الرصيد، كنت أطلب من الجهة المتخصصة أن تحول المبلغ المطلوب إلى البنك. و لا أذكر من كانت الجهة التي تخصص و تدفع المبالغ، أمانة العاصمة، أم وزارة الدفاع. كانت كلفة نصب 14 تموز حوالي 120 ألف دينار عراقي. * هل عرض عليك جواد المبادىء العامة للمنحوتات و هل حصل نقاش بينك و بينه حول الموضوع؟  - خلال أيام قليلة هيّأ جواد مبادئ تصميم المنحوتات الجدارية، و عرضها عليّ. لم يحصل نقاش حولها، بل بحثنا موضوع موعد سفره إلى إيطاليا، وتهيئة مكان العمل (ستديو) لنحتها بمادة الطين، مع مساعدين له، و من ثم صب قوالب المنحوتات. و هيّأت المبالغ اللازمة و سافر إلى فلورنسا، والتقى هناك بالنحات محمد غني الذي كان طالباً آنذاك، و كان من بين مساعدين كث

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram