 بغداد/ طـه كمـر
أفاد إثنان من المدربين الوطنيين بأن المهمة المرتقبة لمنتخبنا الوطني بكرة القدم أمام ضيفه الاسترالي غداً الثلاثاء في ملعب النادي العربي بالدوحة ستضع لاعبينا امام مفترق طريق لا بــدَّ أن يحسبوا حسابه وهم يخوضون اللقاء تحت ضغط نفسي سلبي عقب خسارتهم الثقيلة أمام البرازيل بسداسية نظيفة قبل خمسة أيام في مالمو ، ولفتا الأنظار الى وجود قصور في النواحي التكتيكية أثرت على أداء المنتخب امام السليساو وقد تحرمه من مواصلة التنافس على البطاقة الثانية المؤهلة الى مونديال 2014 اذا لم يصحح المدير الفني زيكو تلك الأخطاء في الوحدات التدريبية الجارية حالياً.

كاظم الربيعي : لا يوجـد مستحيل في عالم الكـرة قال مدرب منتخبنا الوطني السابق والأكاديمي الدكتور كاظم الربيعي لـ(المدى) : إن المباراة التي خاضها منتخبنا الوطني امام البرازيل أشرت بعض السلبيات والايجابيات إلا إن الملاحظات السلبية كانت أكثر وأثرت على معنويات لاعبينا بسبب الخسارة الكبيرة التي تلقاها امام البرازيل بغض النظر عن هوية الفريق المنافس كونها خسارة ثقيلة , ولم يكن توقيتها سليماً ومناسباً ، بل أنها جاءت في وقت ضيق جدا قبيل المواجهة المرتقبة أمام منتخب استراليا. وأضاف : ان المدرب البرازيلي زيكو هو المسؤول المباشر عمّا حصل للكرة العراقية كونه مَن اختار هذه المباراة وتوقيتها غير المناسب , مبيناً ان زيكو فرض شخصيته على اعضاء الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم وتحكم بالمنتخب سلبياً من دون مراعاة مشاعر العراقيين التي تلاعب بها خلال تلك المباراة التي لم يقدم لاعبونا اية لمحة فنية او جملة تكتيكية ولم يحصل اي من لاعبينا على (فاول) فنـي او تكتيكي يُذكر ، بل كانوا أشباحاً ومهزوزين من اسم البرازيل ولاعبيه الذين تلاعبوا بقدرات لاعبينا كيفما شاؤواً! وأشار الربيعي الى ان هذه المباراة كانت بمثابة الفرصة للاعبي البرازيل لتقديم مباراة كبيرة توجوها بسداسية نظيفة من الاهداف فضلاً عن انها كانت وسيلة مباشرة لعودة اللاعب كاكا الى مستواه المعروف من خلال العرض الذي قدمه خلال المباراة والمستوى الفني العالي الذي ظهر به وتوَّجه بتسجيله هدفاً وصنع آخر ليشكل مع نيمار واوسكار وهالك رباعياً مرعباً للاعبي خط دفاع منتخبنا. واوضح ان التشكيلة التي خاضت المباراة لم تكن موفقة الى حد بعيد بحيث اثبتت انه ليس من المبرر ان يشرك زيكو المدافع سلام شاكر العائد من إصابة كسر عظم الترقوة في الوقت الذي لا يختلف عن مستوى ادائه في المركز ذاته اللاعب احمد ابراهيم لكن لا اعرف مبرراً واحداً لعناد هذا الرجل وإصراره على بعض الامور التي لم تصب بمصلحة منتخبنا الوطني. وتابع : برغم صعوبة المهمة المقبلة غــداً الثلاثاء عندما يواجه منتخبنا منتخب استراليا إلا انه ليس هناك مستحيل بكرة القدم فمن الممكن ان يستعيد لاعبونا عافيتهم ولياقتهم التي اُستنزفت خلال المباراة الماضية بتكاتف الجهود امام استراليا علما ان المنتخب الاسترالي اصبح كتاباً مقروءاً لنا منذ فترة فهو يعتمد دائما على الكرات الطوال والقوة الجسمانية وانهاء الهجمات بالرأس ، لذلك من الممكن السيطرة على مقوماته وفاعليته والحد من خطورته وتعطيل مفاتيحه الهجومية  وبالتالي تحقيق نتيجة طيبة تُرضي طموحاتنا.

نبيل زكي: الفرصة لا تزال قـائمة فيما قال المدرب نبيل زكي : ان صورة منتخبنا الوطني إهتزت بعض الشيء امام منتخب البرازيل لكن هذا لا يعني اننا لم نكن نتوقع تلك النتيجة ، بل اننا توقعنا ان يقدم لاعبونا مستوى افضل بكثير مما قدموه بعد ان كانوا بعيدين جداً عن المستوى الحقيقي لهم بحيث لم يظهروا بالصورة التي رسموها للمتابع من قبل . وأضاف : ان المنتخب البرازيلي حقق انتشاراً واسعاً في ارض الملعب وسيطر على كل المربعات ليستحوذ على الكرة بشكل مثالي مع تجريد لاعبينا من اية خطورة وأهمية بحيث جعلهم بعيدين كل البعد عن المناطق المؤثرة في ارض الملعب لينقل اللعب في ساحة منتخبنا من خلال ممارسته ضغطاً متواصلاً خلال شوطي المباراة توَّجه بسداسية من الاهداف كانت قابلة للزيادة لولا براعة الحارس نور صبري الذي كانت عودته الى مستواه الفني وظهوره بصورة مشرفة هي الحسنة الوحيدة التي جنيناها من هذه المباراة. وأشار زكي الى انه بامكان لاعبينا العودة الى مستواهم من خلال إلغاء نتيجة تلك المباراة من قاموسهم تماماً ونسيان احداثها وتفاصيلها مع التركيز العالي على المباراة المقبلة امام منتخب استراليا وكيفية تحقيق الفوز عليه للعودة الى أجواء المنافسة كون الفوز وحده  يجعلنا ننافس على خطف بطاقة التأهل الى نهائيات كأس العالم , لذلك ارى انه من الطبيعي جداً ان يدخل لاعبونا المباراة واضعين بحسبانهم مصير الملايين من العراقيين من الشمال الى الجنوب الذين يمنون انفسهم بتحقيق نتيجة ايجابية على اقل تقدير لمصالحة تلك الجماهير التي باتت قلقة جداً على مصير الكرة العراقية بعد الظهور البائس امام البرازيل الذي لم يكن توقيته ملائماً جداً، بل كان بالإمكان اللعب امام منتخب أوزبكستان الذي يُعد بمستوى اقرب بكثير لمنتخب استراليا والاستفادة من مواجهته تحضيراً للقاء استراليا خصوصاً ان مباراة البرازيل جرت في أجواء باردة جداً في الوقت الذي ستقام مباراة استراليا في اجواء حارة فهذه الامور جميعها يجب وضعها بنظر الحسبان حرصاً على مستقبل المنتخب والكرة العراقية. وأكد زكي إن الفرصة لا تزال قائمة للإجهاز على المنتخب الاسترالي برغم صعوبتها لكن كرة القدم تبقى مفتوحة الاحتمالات من خلال ما يؤديه لاعبونا خلال المباراة علماً بإمكاننا الفوز على المنتخب الاسترالي , وهذه الأمور تحتاج إلى حلول تكتيكية ووضع خطط مناسبة لها للخروج بنتيجة تعيدنا الى أجواء المنافسة.