إحسان شمران الياسري وجه السيد الساعدي القذافي نداءً إلى الشعب الليبي للانتفاض على حكّامه والعودة إلى زمن (ملك الملوك).. وقد قررت حكومة النيجر وضعه قيد الإقامة الجبرية وسحبت هاتفه النقّال لمنعه من الاتصال بالقنوات الفضائية. والساعدي القذافي أحد أبناء الرئيس الليبي الراحل الذي تمكن من الفرار من بلاده واللجوء إلى دولة مجاورة، فيما وقع أخوه سيف الإسلام
في قبضة الحكومة الليبية. ويبدو أن قدر الأمة الليبية لا يختلف كثيراً عن قدر الأمة العربية، رغم أن الزعيم الراحل أدار في السنوات العشر الأخيرة ظهره لهذهِ الأمة وتوجّه للأمة (الإفريقية) بهدف الحصول على زعامتها. وكل هذا بعيد عن مرمى هذهِ الأسطر التي تبحث في نداء الساعدي.. ففي جوقة الفضائيات التي تبحث عما هو مثير، يمكن أن تقول كل شيء، فأنت تطالب بحقوق الشعب الليبي التي أهدرتها الانتفاضة، مثلما تطالب بحقوق الشعب الفلسطيني التي أهدرتها قوات الاحتلال، وتطالب بحقوق الشعب العراقي التي أهدرتها قوات التحالف (آنئذٍ)، ثم أهدرتها حكومة الوحدة الوطنية، فالشراكة الوطنية ،فالمحاصصة الطائفية. وكل شيء جائز في عالم الفضائيات.ويوم لا يخجل رجل مُطارد مثل الساعدي من مخاطبة شعب ليبيا البطل الذي حرّر نفسه بالدم، فإن الخجل يصبح مفهوماً غريباً عن عالم السياسة والمزايدات العلنية والسرية. ويصبح ثمّة مستمع لكل ما يقال.. وقول لكل مستمع. وبدل الاعتذار المنتظر من آخر أبناء القذافي (الطلقاء)، نسمعه يتغنّى بمجدٍ زائل، وشعب مظلوم، وولاية ضائعة!
على هامش الصراحة:الساعدي القذافي
نشر في: 18 فبراير, 2012: 09:47 م