عبد الله السكوتي ذهب مدعو الى مأدبة طعام اقيمت بالقرب من داره،دخل والقى التحية واذا بـ (احميّد الفهد) بين المدعوين، فرح فرحاً كبيراً به وسره ما وجد من انتظام المجلس وهدوئه ،جلس بجنب صديقه وخاطبه:كنت انتظر على مضض مثل هذا (الديوان)
فأنا اعرف انك تحب هذه المجالس وقد نشأت عليها،ولذا عندما يطيب المجلس يطيب الكلام ماذا تقول بحكاية جديدة اسمعها مع الموجودين،تحرك(احميد الفهد)في مكانه وكأنه يستعيد ذكرياته القديمة واطلق للسانه العنان، هذه المرة سنحكي مثلاً بسيطاً عن الحياة المتخلفة التي كنا نحياها في الهور والمثل يقول(حديدة عن الطنطل) والحديدة قطعة حديد يزعم سكان الاهوار ان الطنطل وهو مخلوق خرافي يقطن في المياه النائية من الاهوار،وهو لا يقترب من شخص يحمل قطعة الحديد هذه.ولذلك عمد سكان الاهوار الى ان يضعوا تحت وسادة الاطفال سكيناً لطرد هذا الشرير والتوقي من آذاه ومخاوفه.وهذا المثل يضرب لوضع شيء عن العين وليس له فائدة ترجى،عابثته قليلاً وسألته ماذا اردت يا احميد الفهد بهذا المثل؟ فأجاب :(تسوي روحك غشيم؟شنهي نحجي حزورات)فضحكت من اجابته والححت عليه بالسؤال فقال:(بويه الحسبة مبينه عليش اتعبني)!فجعلت اكثر من الصبر عليه كي يقول ما عنده فقال:(اليوم سمعت مستجوبين ابو المفوضية مال الانتخابات وكبله ابو الكهرباء،شنهي هسّه ياله عرفوا الكهرباء صارفين عليها 12مليار دولار)ضحكت عالياً وقلت له(منين عرفت الدولار)فأجاب:(سمعت بيه صدك ما شايفة الهسه...آنه اعرف (العانة)والفلس والدينار وخمس فلوس ودرهم ومية فلس وربع دينار هايه افلوس جانت تحجي..يا دولار).ثم اردف احمّيد: (اكلك صدك نكدر نطي الجيرانه كهرباء  اذا صرفنا عليها(8) مليارات دولار،وشنهي اكلك هسّه عرفوا حبر الانتخابات مغشوش).انفض المجلس وكنت مجبراً على مفارقة احميد وقد علمت ما اراد(بحديدة عن الطنطل)،يريد ان يقول ان هؤلاء لا ينفعون ولكن ربما يضرون. لم يتبق شيء على الانتخابات النيابية المقبلة.وهم يحاولون جاهدين ان يجملوا صورهم امام الناس ولذا بدأوا بالبحث عن شيء يملؤون به اوقاتهم التي اكلتها(الصفنات)وانا سمعت ان احدهم في احدى الجلسات قد اخذته اغفاءة عميقة لم يستيقظ  منها حتى نغزه احدهم وقال :ماذا تقول فهرع بصوت عالٍ انتبه له الجمع(موافج).هذه مأساة الشعب حين يمثل ممثلو الشعب انفسهم فقط،ويفكرون بأمتيازاتهم بعيداً عن آلام الناس وآمالهم،اين كانوا من(12) مليار دولار ذهبت نهباً في جيوب تعلمت على اكل الاموال بالباطل،اين كانوا عن وزارة الكهرباء وقد طحنتنا الحرارة طحنا حتى اصبحنا ،كالظلال،نهرب من بيوتنا طمعا في ساعة برد تموزية نحياها ونبكي ايام زمان،اين كانوا من الانتخابات المزيفة ومن مفوضيتها المتهمة.اننا نملك قطعاً من الشطرنج لا تتحرك الا بفعل فاعل او بيد مسيطرة توجه جسدها المتخشب،وتنقلها من مربع الى آخر لتطلق عنانها وتصرخ اليد المسيطرة.(كش ملك)،وصدق احمّيد الفهد فالجماعة حديدة عن الطنطل.