 كربلاء / علي العلاوي على الرغم من أن فصل الشتاء شارف على الانتهاء إلا أن مادة النفط الأبيض لم تصل العديد من الأحياء السكنية في محافظة كربلاء، وهو ما أثار استغراب المواطنين الذين أكدوا ارتفاع سعر برميل النفط في السوق السوداء إلى أكثر من 100 ألف دينار، فيما عزا مسؤولون أسباب ذلك إلى توزيع كميات كبيرة من النفط خلال الزيارة الأربعينية الأخيرة.
وقال المواطن علي خضير، من أهالي حي القادسية غربي كربلاء، في حديثه لـ"المدى": إن الأهالي في منطقته لم يتسلموا حصصهم من النفط الأبيض منذ مدة على العكس من الأحياء الأخرى التي استلمت حصتين من النفط.وأشار إلى أن العوائل الفقيرة كانت الأكثر تضررا، كونهم لم يتمكنوا من شراء النفط من السوق السوداء التي وصل سعر برميل النفط فيها إلى 110 آلاف دينار، مؤكدا أن العديد من الأطفال وكبار السن أصيبوا بأمراض الأنفلونزا الحادة والربو ونزلات البرد والروماتيزم بسبب انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي خلال الأيام الماضية. في حين أفاد المواطن مالك عذاب في حديثه لـ"المدى" بأن العوائل في حي الانتفاضة لم تستلم حصصها من النفط الأبيض، مشيرا إلى ان عدة مئات من العوائل التي تقطن الحي وجميعهم من العوائل الفقيرة والمتجاوزة على أراضي الدولة كانوا عرضة للبرد.ولفت إلى ان درجات الحرارة ما زالت تنخفض في المساء إلى مستويات يصعب احتمالها خاصة لمن يسكنون دورا لا تقي من البرد. وفي ناحية الجدول الغربي، قال المواطن ماجد الياسري لـ"المدى": أن أغلب العوائل في الناحية لم تستلم مادة النفط الأبيض، وقسم منهم استلم حصة واحدة خلال فصل الصيف الماضي، مؤكدا إن العوائل طالبت المسؤولين في الناحية بضرورة تجهيزهم بالنفط "إلا ان الأمر لم يكن بيدهم حتى وصلت الأسعار إلى مستويات لم يكن أحد يتوقعها، أما الفقراء فهم لا يسألون عن سعر النفط لأنهم لن يشتروه"، على حد قوله. إلا ان المواطن سجاد محمد ذكر أن العديد من المواطنين تسلموا حصصهم من النفط الأبيض خلال فصل الصيف "لكن طمعا بالمال قاموا ببيعها للباعة المتجولين أو أصحاب الأفران والمخابز لقاء مبلغ 75 ألف دينار للبرميل الواحد، وكانوا يأملون أن يستلموا الوجبة الثانية خلال فصل الشتاء وهو ما أوقعهم في حيرة من أمرهم"، بحسب ما ذكر.لكن مسؤول لجنة الطاقة والوقود في مجلس ناحية الخيرات حسين موسى أوضح في حديثه لـ"المدى"، إن فرع كربلاء للمنتجات النفطية توقف عن تجهيز الناحية بمادة النفط الأبيض لنفاد الكمية في مخازن الفرع، مبينا أن ذلك أدى إلى عدم استلام نسبة كبيرة من الأهالي لحصصهم. وحمل موسى فرع المنتجات النفطية مسؤولية التلكؤ الذي جعلهم في موقف محرج أمام طلبات المواطنين وتذمرهم من عدم تجهيزهم في الوقت المحدد، مضيفا أن "ذلك التأخير لم يكن الأول وكان المجلس المحلي يعالج مثل تلك الحالات، ولكن بسبب موجة البرد التي اجتاحت البلاد أصبحنا في موقف بالغ الإحراج"، بحسب تعبيره. ونوه بأنه من الضروري معالجة هذا الخلل من قبل المنتجات النفطية بالسرعة الممكنة خدمة لأهالي الناحية والمصلحة العامة.من جهته، أوضح رئيس لجنة الطاقة والوقود في مجلس محافظة كربلاء زهير الدعمي لـ"المدى"، إن الانشغال في تغطية متطلبات الزيارة الأربعينية تسبب بتأخر توزيع النفط الابيض بين الأهالي، مبينا أن الحكومة المحلية تكفلت بتزويد النفط لأكثر من 6000 موكب طوال أيام الزيارة وبمعدل 220 لتر لكل موكب. ويؤيده في ذلك رئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس المحافظة طارق الخيكاني بأن بوادر هذه الأزمة ظهرت بعد الزيارة الأربعينية، التي استنفذت كل ما موجود في مستودعات كربلاء من النفط الابيض. وبين في حديثه لـ"المدى"، أن فرع المنتجات النفطية في كربلاء قام بتوزيع النفط الأبيض على المواكب والحسينيات لمدة 16 يوماً على التوالي، بالإضافة إلى موجة البرد التي شهدها البلد، مضيفا أن هناك أسبابا أخرى تداخلت مع قلة المنتج وهي تأخر تعويض النقص في مستودعات كربلاء وهبوط مستوى إنتاج مصفى الشعيبة في محافظة البصرة من سبعة ملايين برميل يومياً إلى مليونين و300 ألف برميل.