عالية طالب ممثلو الشعب تغافلوا وتناسوا واقع العراق المثقل بالميزانيات الكمالية الضخمة وضعف الميزانية الاستثمارية والخدمية التي تعود بالنفع على المجتمع الذي انتخبهم ووضعهم في قلب امتيازات الرواتب غير المبررة بارتفاعها والسفرات السياحية التي تجعلهم يغيبون عن جلسات المجلس حين يصوت على قرارات مهمة فيفتقد تحقيق النصاب القانوني بسبب النضال الترفيهي الذي تسبب بإهدار (72) مليارا و(800) مليون دينار
في الفصل التشريعي الذي انصرم وبواقع يشير إلى أن العراقية أهدرت بتغيب أعضائها (952) مليونا و(880) ألف دينار، فيما أهدر أعضاء كتلة دولة القانون (550) مليونا، والائتلاف الوطني (419) مليون دينار، وأن إياد علاوي لوحده تسبب بهدر أكثر من (189) مليون دينار.وأدار النواب الملوك ظهورهم لواقع بغداد المشوهة بمبانيها الآيلة إلى السقوط ومؤسسات الدولة الضاربة في تخلف إجراءاتها الخدمية والعمرانية والتطويرية، وضاعفوا من مصداقية بعدهم عن ملفات المواطن الشائكة والمتوغلة في البطالة والأمن المرتبك والحريات الورقية والتضخم المالي الذي يعيشه اقتصادنا والذي يبتلع أية مداخيل يجاهد مواطننا في الحصول عليها بساعات عمل تتجاوز ما تقره قوانين العمل المحلية والعالمية ، فقط ليؤمن لعائلته ما يحفظ ماء الوجه واليد من أن تمتد وتشحذ وتصطف مع طوابير المتسولين من الرجال والنساء الذين يصافحون وجوهنا ليل نهار في كل شوارع وأزقة العراق بكل محافظاته وعاصمته العتيدة .منبع التغافل جاء من مطالبة عدد من النواب عفوا " ملوك " بشراء سيارات مصفحة لهم وفرضها بالموازنة الاتحادية فضلا عن مطالبتهم بمنحهم مخصصات نشاط اجتماعي.فيما طالب عدد آخر منهم بتخصيص مبالغ لعلاجهم في أرقى المستشفيات العالمية ضمن الموازنة لأمراض بسيطة قد يتعرضون لها.ولم ينس ملوك المجلس أن يتظاهروا إعلاميا بضرورة إلغاء المنافع الاجتماعية للرئاسات الثلاث ودعم الفقراء والمساكين!!أي مجلس نواب لدينا؟ وكيف سيستلم المواطن المبتلى بسقوط أبنائه معاقين ومتضررين جراء الانفجارات التي اكتشفنا أن بعضها رئاسي ، كيف سيستلم رفض الجهات الصحية إرسال أولاده للعلاج خارج العراق لعدم توافر الإمكانيات الطبية المتطورة لإنقاذهم من الموت والغرق!! وكيف سيتعامل فقيرنا الذي يفترش الإشارات الضوئية مع فكرة المنافع الاجتماعية الهائلة التي يطلبها النواب !! وكيف سيقارن مواطننا موضوع أمنه وأمن أسرته التي تبدأ يومها بالبسملة وتنهيه بحمد الله بعد إن ينقضي دون أن يفقد قدما أو ذراعا أو رأسا أو روحا بسبب واقع أمني لا يوفر له أدنى الحمايات الحقيقية فيما يطالب أعضاء مجلس النواب بسيارات مصفحة قد يصل سعر البعض منها إلى مليون دولار !!وان كان هناك من هدد بالاستقالة من مجلس النواب إن تمت الموافقة على هذه المطالب السريالية ، فلنا أن نحمد الله على وجود فرد من مجموع 325 نائبا ما زال يدري بما يجري على المواطن والمجتمع وتلك مصيبة فما بالنا بالمصيبة الأكبر لمجموع 324 نائبا !!!
وقفة : ملوك مجلس النواب
نشر في: 18 فبراير, 2012: 09:59 م