يوسف فعلأن تنتظر قراراً عادلاً من حاكم لا يمتلك ما يسد رمق عائلته ولا يجد من يمد يد العون له ولا يقوى على مواجهة صعوبات الحياة بمختلف اتجاهاتها فانه ضرب من الخيال وأقرب الى تحقيق المستحيل في زمن انتهت فيه المعجزات.
هذه الصورة السريالية تشابه الى حد كبير واقع الحال حكام دوري النخبة الذين يمرون بظروف انسانية واجتماعية بائسة بعد ان اهملهم اتحاد الكرة وأدار لهم وجهه ولم يسهم بتلبية متطلباتهم المادية بعد ان وضعهم في قيد الانتظار المادي وتعامل مع قيادتهم للمباريات بنظام الدفع الآجل او التسقيط المريح او عن التسديد بالسلف في احسن الاحوال !ان تجاهل اتحاد الكرة الحكام جعل مركبهم المعيشي يغرق في بحر الازمات اليومية وأدى الى رسم صورة مشوشة عنهم في مخيلة ادارات الاندية والجماهير تطعن في نزاهتهم وتطاردهم اصابع الاتهام بالشك والريبة في اغلب المباريات التي يقودونها.وحكام الدوري الذين يعدون من اهم مفاصل استمرار تكملة مسيرته هم سفراء بلدهم في المباريات الدولية التي يكلفون بقيادتها لكنهم في الوسط الرياضي الحلقة الاضعف بمفهوم المنظومة الكروية ، والاكثر فقراً وبؤساً لعدم جدية الجهة الراعية في الاتحاد بانتزاع حقوقهم المادية والمعنوية التي تضمن لهم العيش الرغيد .عدم تنفيذ مطالب الحكام المادية حالة غير حضارية لانه تجاوز صارخ على حقوق الانسان حيث لا يعقل ان يقود حكم اكثر من 13 مباراة من دون أي مقابل مادي لان الحكم لديه عائلة تنتظر منه الكثير، اما ان يبقى تحت رحمة اعضاء الاتحاد ولجنته التي اعمى التنعم بالمغانم بصيرتها في الدفاع عن حقوق زملائه ، بينما يطالبونه بالعدالة وعدم ارتكاب الاخطاء في المباريات التي تقام في اجواء مشحونة من الغضب واللعب القوي وسط جمهور ثائر يبحث عن الفوز لا غير ، فضلا عن ان الحكام يتنقلون بين المحافظات متجاوزين المخاطر بشجاعة ونكران ذات في مسعى منهم للمساهمة في تطوير منافسات الدوري واكمال حلقات نجاحه، لكن كل تلك التضحيات التحكيمية لم تشفع للحكام لدى اسرة الاتحاد بنيل حقوقهم المشروعة لان الاعضاء غارقون في الايفادات وعدم الشعور بمعاناة الآخرين .الحكام باستطاعتهم ايقاف عجلة اللعبة واحداث دوي اعلامي هائل محلي وخارجي من خلال اتخاذ قرار بعدم قيادة المباريات إلا بعد تسديد مستحقاتهم واعلان حالة التوقف والتأزم ما يزد من قسوة الموقف على الاتحاد ويضعه في موقف محرج لا يحسد عليه، لكن الحكام مازلوا يضعون ذلك في حساباتهم الفكرية ولكن عندما تزداد معاناتهم المعيشية سيكون لابد من اتخاذ قرار الاعتصام امام ابواب الاتحاد مثلما لمح بذلك عدد غير قليل من الحكام الدوليين والشباب لان الفقر كافر لا يمكن تحمل ضغوطه !على اتحاد الكرة الاسراع بخطوات واثقة لفتح آفاق واسعة وانارة نجاحات الحكام وانهاء معاناتهم المادية ليسهموا بتقديم المستوى الافضل في قيادة دوري النخبة الى شواطىء الأمان والنجاح.
نبض الصراحة: اعتصام الحكام قادم!
نشر في: 19 فبراير, 2012: 07:27 م