بغداد/ المدى لا أحد يعرف كيف مات الطالب حتى الآن ؟ ... كل المعلومات أكدت في البداية أن التلميذ (ع) أطلق النار على نفسه داخل مزرعة والدة ومات على الفور... لكن تقرير الطب العدلي نفى أن يكون التلميذ مات منتحرا، وإنما ربما قصد اللعب بالمسدس فانطلقت رصاصة طائشة إلى رأسه!.. لكن سرعان ما عاد الغموض يلف هذه القضية من جديد عندما فجر الأب مفاجأة من العيار الثقيل ... وهي انه لا يملك مسدسا ... إذن فمن أين أتى التلميذ بالسلاح؟
هذه تفاصيل القضية التي حدثت في الراشدية.. تلقت شرطة الراشدية إخبارا بوجود جثة في المستشفى ادعى أشقاؤه حين نقلوه إليه انه سقط من السطح على الأرض وفارق الحياة ... لكن عند فحص الجثة من قبل طبيب الخفر أكد أن سبب الوفاة ليس سقوطه من فوق السطح وإنما هناك سبب آخر.. فقد لاحظ الطبيب وجود فتحة في الجزء الأيمن من الجمجمة ، مما أثار عنده العديد من التساؤلات وأمر بتشريح الجثة ونقلها الى الطب العدلي .. توجه ضابط التحقيق إلى أسرته التي كانت في حزن شديد وكانت المفاجأة التي سمعها من الأهالي الجالسين في (جادر) الفاتحة بأن (ع) أطلق الرصاص على نفسه في البستان الذي يملكه والده ... أشقاؤه كانوا في ذهول تام ... الأب ظل يردد عبارة (لا حول ولا قوة إلا بالله) ... اخبر الأب ضابط التحقيق ... بأنه لا يعلم شيئا عن المسدس الذي أتى به ابنه وأكد أنهم سمعوا صوت إطلاق رصاصة فقد كان احد أقارب المجني عليه موجودا في المزرعة ... وبعد سماع صوت الرصاصة أسرع إلى مصدر الإطلاق ليشاهد ما لم يشاهده من قبل ... الصغير (ع) غارقا في دمائه بينما يمسك المسدس بيده اليمنى.. وفي الوقت نفسه أسرعت أمه وشقيقته الكبرى إلى محل الحادث فتوقفتا أمام جثته وتسقط إلام مغشيا عليها !... تقرير الطب العدلي الذي وصل إلى المركز ... أكد ان الطلقة كانت قريبة جدا من الجمجمة مما يؤكد أن الواقعة لم تكن جريمة قتل ... وإنما هي انتحار فربما التلميذ عثر على المسدس في مكان ما ... وأخذ يلعب فيه ما تسبب في خروج العيار الناري من المسدس ليستقر في رأسه ويتسبب بالوفاة في الحال ... ولا احد يعلم هل هي مجرد لعبة – كما ظنها التلميذ – أم كان يقصد التخلص من حياته؟... لم نكتف بالأوراق التحقيقية لكشف الحقيقة للقارئ الكريم ... فتوجهت إلى بيت القتيل والتقيت مع والده المكلوم على فراق ابنه على تلك الصورة البشعة التي لا يتمناها أي إنسان لعزيز لديه ... وبهدوء استقبلنا الأب والتف حوله أبناؤه الخمسة الآخرون وبدأ الأب حديثه إلينا قائلا ... لدي من الأبناء ستة .. (ع) كان أصغرهم وأنا فلاح واملك هذه الأرض ... لم اهتم بتعليم أبنائي إلا (ع) فكان آخر العنقود والمدلل بينهم ... سعيت كثيرا من اجل تعليمه وعلى الرغم من أنه رسب في الخامس سنتين ولكني شجعته كثيرا على إكمال تعليمه ... في ذلك اليوم المشؤوم ... ذهبت إلى المزرعة لتوصيل الطعام إلى أبنائي حيث يعملون هناك وطلبت من (ع) أن يجلس بالبيت ليقرأ دروسه ... بعد أن طلب مني أن يذهب معي إلى المزرعة ... لكني رفضت أن يتوجه معي بسبب قرب الامتحانات النهائية ... حتى فوجئت بأحد الجيران يأتي إلى ويخبرني بأنه مصاب ونقلوه إلى المستشفى ... أسرعت الى هناك لأجده ميتا ! أنهى الأب حديثه ... لا اعترض على حكمة الله ... ولكني لم أتصور أن يموت ابني بتلك الصورة البشعة ... فقد كان طيب القلب، حنونا على والدته وأشقائه ... والوحيد الذي أكمل دراسته ... وكنت أراه في نظري شيئا كبيرا في المستقبل ... لكنه القدر!.. كان ذكيا جدا ... ولا نعلم من أين جاء بهذا المسدس ... فهناك الكثير من المزارع حولنا ومن المؤكد انه عثر عليه وسط المزارع !.. انتهى كلام الأب ... ولكن لم تنته المأساة التي سادت أركان منزل الأسرة .. وهزت أركان العوائل الأخرى المحبة للتلميذ (ع)!
حديث الناس : رصاصة واحدة تنهي حياة التلميذ
نشر في: 19 فبراير, 2012: 10:19 م