بغداد/ المدى قصة حب جمعت بين رجل يعمل في إحدى الدوائر الأمنية المهمة وفتاة جميلة .. تقدم الى أهلها لخطبتها ... رحب به الجميع وفي أسابيع معدودة جمعها عش الزوجية!.. العريس ضابط مهم .. هذه هي وظيفته التي تقدم بها لأهل عروسته ... ولكن بعد الزواج كشفت الحقيقة وألقت بظلال الشك والريبة في نفس الزوجة وأسرتها
... الحكاية بدأت من معهد النفط عندما التحقت (س) بالمعهد وكانت من أكثر الطالبات جمالا وتفاؤلا ... كان الجميع يحبها ويحترمها بسبب أخلاقها الحسنة ... مرت الشهور وفي احد الأيام وأثناء سيرها بالمعهد التقت برجل يبدو على ملامحه الوقار والهدوء وبابتسامة رقيقة سألها عن مكان العمادة واخبرها انه يريد أن يقدم للدراسات العليا وانه خريج سابق ... ردت (س) بهدوء وأجابته عن سؤاله وتبادلا أطراف الحديث لمدة قصيرة وانصرف ... وبعد عدة أيام تكرر اللقاء مرة ثانية بنفس المكان لكن في هذه المرة زادت مدة اللقاء وتعرف كلاهما على الآخر واخبرها (أ) بأنه ضابط مهم في أحد الأجهزة الامنية ... تعددت اللقاءات بينهما خلالها اعترف (أ) بحبه الشديد لـ(س) وطلب منها أن يقابل أهلها لكي يخطبها ... شعرت الفتاة بالانجذاب الى هذا الرجل بعدما أبدى حسن نيته وطلب خطبتها وأيضا لمستواه الوظيفي الراقي خاصة بعدما سألته عن استعداده للزواج فاخبرها بأنه يمتلك شقة في مجمع الصالحية ... وبعد تحديد الموعد ذهب (أ) مع والده وقابلا أسرة (س) ... طلب الأب يدها للزواج لابنه واخبرهم بأن ابنه ضابط كبير في احد الأجهزة الأمنية ... وافق أهل (س) بعد اسئلة عادية عنه وقد أحاط عنوانه بالسرية المطلقة ... ووسط فرحة الأهل والأصدقاء تمت الخطبة وبدأ (أ) متلهفا لإتمام الزواج بسرعة وبالفعل ذهبت (س) مع أبيها وأمها لمشاهدة الشقة الخاصة بخطيبها ، بعد ذلك تم عقد قرانهما وعاشت (س) خلال فترة عقد القرآن أجمل لحظات حياتها وبدأت ترسم الأحلام الجميلة بمخيلتها وكيف ستكون سعادتها بعد الزواج من هذا الرجل الذي أحبته ووثقت به !.. وبعد مرور عدة أسابيع اخبر (أ) خطيبته بأنه ذاهب خارج بغداد بمهمة رسمية وسرية بسبب ظروف عمله وسوف يزور الكثير من الأماكن متخفيا .. وعندما بدأ أهل (س) يسألون عن أسرة خطيب ابنتهم كان يخبرهم بأن والده ووالدته مريضان ولا يستطيعان مغادرة الفراش وهم الآن خارج العراق .. شعرت (س) بأن شيئا غامضا يحدث وأن خطيبها يخفي عنها شيئا ، لكنها حاولت أن تبعد هذه الأفكار عن مخيلتها حتى لا تتسبب في الحيرة لنفسها ... وحاول أن يتخلص من الشك الذي يدور في رأس خطيبته وأهلها فقامت والدته بالاتصال بالفتاة وأهلها واعتذرت لهم لعدم زيارتهم لأنهم في فترة النقاهة وكانت هذه المكالمة بمثابة مهدئ لـ(س) التي كان الشك يفتك بعقلها لعدم ظهور أي فرد من أسرته...وبعد أشهر تم تحديد موعد الزواج وان يكون شهر العسل في احد فنادق أربيل حتى تكتمل الشقة بالصبغ والتأثيث.. تم الزفاف وسط فرحة الجميع ... وودع الأهل العروسين حيث استقلا الطائرة من مطار بغداد بالاتجاه الى أربيل لكي يقضيا شهر العسل ... لم تصدق العروس نفسها من السعادة التي تعيشها ... مر الأسبوع الأول من الزواج بهدوء وسعادة لكن لم يستمر الحال كما تمنت ... اخبرها زوجها بأنه سوف يعود الى بغداد لان الجهة الأمنية التي يعمل فيها اتصلت به وطلبت قطع إجازته لأمور مهمة ... وافقت الزوجة المخدوعة وعادت معه إلى بغداد ... وسألته عن شقتها التي من المفترض أن تكون جاهزة ... وبدأ يتحجج لها بأن الشقة بها مشاكل في المياه الثقيلة وأنابيب المياه الأخرى ولكي يقنعها بكلامه قام بتزوير عقد تمليك لها وكتب لها الشقة باسمها ثم أجر شقة اخرى مفروشة وأدعى بأنها تابعة لجهة عمله ... بقيا بها أكثر من سنة ونصف ... رزقهما الله خلالها بطفلة صغيرة ... وبدأت المسؤوليات تزداد على عاتق الزوج المخادع الذي لم يجد أمامه سوى الهروب من ادعائه بأنه مسؤول امني مهم ! لذلك اخبرها بأنه قدم استقالته لدائرته لأنه أصبح مهدد من عدة عصابات إرهابية تطارده ... وسوف يتوجه الى العمل التجاري !... ازداد شك الزوجة بعد كلام زوجها عن تركه لعمله وبعد أسبوع من الشك طلبت (س) من والدها بان يتحرى عن أمر زوجها حيث أنها أصبحت شبه متأكدة من انه يكذب عليها في كثير من الأشياء ... توجه والدها إلى صديق له يعمل محامياً وكان يعمل سابقا في وزارة أمنية وبدأ يشرح له مخاوفه وشكوك ابنته ... على الفور قام المحامي بعمل اتصالاته وكانت الصدمة عندما علم أن هذا الرجل ليس مسؤولا امنيا ولا يحزنون وإنما هو شخص محتال ومحترف ومتهم في أكثر من سبع قضايا نصب واحتيال بل انه تم توقيفه عدة مرات في قضايا احتيال ... وتوالت المفاجآت الكثيرة التي كانت بمثابة قنبلة انفجرت في وجه الزوجة المسكينة التي سقطت فاقدة الوعي عندما علمت أن والدي هذا الزوج على قيد الحياة ولا يعلمان عنه شيئاً وانه قد اصطحب معه رجلا مزيفا ادعى انه والده عندما ذهب إلى منزل (س) لخطبتها !... توجهت الزوجة المسكينة إلى محكمة الأحوال الشخصية في الكرخ وقدمت طلبا للقاضي بالتفريق من زوجها المحتال والنصاب بعدما ألقت القبض عليه الشرطة واعترف بارتكابه عدة جرائم تزوير واحتيال وتزييف للعملة أيضا.
بعد سنة ونصف.. اكتشفت أن زوجها محتال!
نشر في: 19 فبراير, 2012: 10:22 م