علاء حسن مشروع قانون موازنة العام الحالي وبحسب أعضاء مجلس النواب في طريقه إلى التشريع، بعد مناقشات طويلة عريضة، كشفت وعلى حد وصف الزميلة عالية طالب عن ملوك المجلس، وأشارت إلى مسألة في غاية الأهمية عندما استعرضت بالارقام الهدر في أموال الدولة نتيجة إصرار "الملوك" على عدم حضور جلسات المجلس، على الرغم من فرض غرامات مالية باستقطاع مبلغ 500 ألف دينار غرامة التغيب عن الجلسة الواحدة.
بعد إقرار مشروع الموازنة سيتمتع أعضاء المجلس من "الملوك والرعية" بعطلة تشريعية اقرها الدستور، للتمتع براحة إجبارية للحصول على المزيد من الاسترخاء والابتعاد عن الأجواء السياسية المشحونة بمنغصات تعكر المزاج وخصوصا لدى بعض أعضاء المجلس الذين فشلوا في الحصول على امتيازات أخرى تضاف إلى جواز السفر الدبلوماسي والراتب الضخم ومخصصات الإيفاد، تتمثل في حيازة سيارة مدرعة بموديل حديث ومجرب ومن مناشئ معروفة عالميا، وهذه المطالب تدخل في باب "مستحبات الموازنة " وان كانت بنظر البعض من الواجبات، لأن أعضاء مجلس النواب السابق، والجمعية الوطنية ، وغيرهم من المسؤولين السابقين حصلوا على سيارات مدرعة، وبفضلها حفظوا أمنهم الشخصي، لكي يؤدوا رسالتهم في خدمة ناخبيهم من أبناء الشعب العراقي. من الإنصاف مراعاة المطالب بالحصول على السيارات المدرعة، لان حرمان النائب من هذا الامتياز سيعرضه إلى نوع من "المساءلة والعدالة"، وعندما يلتقي بقواعده الشعبية وخصوصا في المحافظات العراقية، ستنهال على رأسه الأسئلة، وعليه أن يجد الأجوبة المناسبة للرد على الاستفسارات حول حصول نائب ناحية الدواية على سيارة مدرعة ، وحرمان الاخرين من ممثلي محافظة ذي قار في مجلس النواب من ركوب المدرعة . وستنتقل الاستفسارات والاسئلة الى دوائر ضيقة اخرى ، وربما تصل الى داخل الاسرة ، فالزوجة هي الاخرى ستبادر بطرح السؤال على زوجها النائب ، وستحمله مسؤولية الإخفاق، لأنها تخشى التعرض لعمل إرهابي محتمل، وحاجتها للسيارة المدرعة ضرورية جدا و لا تدخل في اطار الوجاهة والتميز على نساء نواحي الدواية وهبهب في محافظة ديالى وبقية المدن العراقية المنسية الاخرى التي استعادت في "العراق الجديد" حضورها بفضل جهود ممثليها في مجلس النواب العراقي.بعد اتفاق اعضاء المجلس على تثبيت الواجبات في مشروع الموازنة، بإنصاف المحرومين وذوي الدخل المحدود، ومطالباتهم برفع رواتب المتقاعدين المغضوب عليهم، والاهتمام بمشاريع الاسكان لحل ازمة السكن المتوارثة من زمن النظام السابق، وتثمينا لكل هذه الجهود الجبارة المعبرة عن التلاحم المصيري بالقواعد الشعبية، لابد ان تتضمن الموازنة تخصيص مبالغ لشراء "السيارات المدرعة" ومنحها لأصحاب "المستحبات" أسوة بالآخرين من أعضاء المجلس السابقين ومجالس المحافظات، وبخلاف ذلك ستكون العطلة التشريعية لمن فشل في الحصول على المدرعة، عامل إزعاج وتعكير مزاج، وأيامها "سودة مصخمة" ستؤثر بالتأكيد في الأداء التشريعي والرقابي، في الفصل المقبل.
نص ردن :مستحبات الموازنة
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 19 فبراير, 2012: 10:39 م