TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نقطتين شارحة :اجتماع بحاجة لإجماع

نقطتين شارحة :اجتماع بحاجة لإجماع

نشر في: 19 فبراير, 2012: 10:55 م

 مازن الزيدي الأسبوع الماضي حمل معه قرارا اتخذته الكتل السياسية بالإجماع لتسمية قمتها المرتقبة بـ "الاجتماع الوطني"، وبرغم تواضع هذا المنجز، بعد نحو اجتماعين تمهيديين للجنة التحضيرية ومرور شهرين على ازمة الهاشمي والمطلك التي تتفاقم يوما بعد آخر، لكنه كان مؤشرا ايجابيا يدعو للتفاؤل بنجاح مساعي فرقاء لم يعهد أنهم اتفقوا على شيء منذ 2003.
اللجنة التحضيرية التي تعكف على إعداد جدول أعمال "الاجتماع الوطني" مازالت غارقة في مناقشة الأوراق المقدمة لها وهي في ازدياد يوما بعد آخر وهو ما يجعل من جلسات هذه اللجنة مفتوحة ريثما يتمكن الجميع من عرض ورقته الخاصة تمهيدا لمناقشتها في القمة الوطنية التي لا يعلم زمان انعقادها الا الراسخون في الكتل!تصوروا حجم الدوامة التي دخلتها العملية السياسية بحيث ان عمل اللجنة مازال مستمرا بلا سقف محدد وهي تعقد اجتماعاتها في فترات متباعدة وكأن شيئا لم يكن وان وضع البلد "كمرة وربيع"، بل تحولت نقاشاتها الى اشبه بالبطر فجميع المكونات السياسية والاجتماعية والاثنية تريد ادراج استحقاقاتها المؤجلة في "اجتماعات تحضيرية" اذن ماذا ابقيتم للاجتماع الكبير؟اللجنة التحضيرية تعمل باسترخاء تام ولا يستبعد ان تتحول الى مؤسسة او كيان حقيقي تضاف الى السلطات الثلاث الحالية و يكتفى بها عن القمة السياسية التي يجري الحديث عن تأجيلها الى ما بعد القمة العربية التي هي الأخرى يجهل ما إذا كانت ستعقد ام لا..هل تذكركم هذه الدوامة السياسية بالأغنية الشعبية التي تدور حول "الفلوس والعروس"؟ شخصيا كلما سمعت خبرا عن اجتماع "اللجنة التحضيرية للاجتماع الوطني" اتصور الحضور وهم  يلعبون دور البطولة في هذه الأهزوجة الفلكلورية وحلقاتها المتصلة والمفرغة في نفس الوقت.في خضم هذه المعمعة يبدو للمراقب ان هناك طرفا غير جاد في انجاح قمة الكتل السياسية تقابله اطراف اخرى تتبنى سياسة التوريط تحت شعار "علي وعلى اعدائي" ولسان حالها اذا لم تعط الاولوية لملفاتي فان ملفاتك هي الاخرى لن تمر بسهولة من على طاولة الاجتماع المستديرة او المستطيلة، والنتيجة اجتماعات مفتوحة ومزيد من الجعجة بلا طحين.والا كيف نفسر (لقاء كتل ثم مؤتمر وطني ثم اجتماع وطني) كان يجب ان يعقد لمناقشة قضية محددة وواضحة وهي أزمة الاتهامات الموجهة لنائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك، وهي ازمة معقدة وخطيرة جدا ليصار الى اضافة قضايا اخرى مثل المادة 140 وعلاقة السلطات الثلاث وحقوق التركمان ومطالبات الاقاليم او حتى التعديلات الدستورية، ولا اعلم هل ان الكتل بصدد اجتماع ام انها تنوي دخول كتاب غينس للارقام القياسية؟لا نعلم ماذا سيتم ادراجه في ما تبقى من اجتماعات "اللجنة التحضيرية للاجتماع الوطني" من ملفات وقضايا جديدة عجزت عن حلها 4 حكومات وبرلمانان وجمعية وطنية ومئات اللقاءات السياسية طيلة الـ 9 سنوات من عمر العراق الجديد، اذن ماذا ابقينا للبرلمان المغلوب على امره، وما اهمية رأي الشعب الذي انتخب مجلسا لا حول ولا قوة له منذ اول جلسة ؟    كتبت مرة، البعض ينتقدني لاستخدامي ضمير المتكلم، عن "برلمان يحلم انه برلمان" باستعارة ساذجة من رائعة بورخيس عن تشوانغ تسي الذي "حلمَ بأنه فراشة وحين استيقظ لم يعرف أنه كان رجلا قد حلم َأنه فراشة حلمت انها إنسان".. يبدو ان الطاقة السحرية لهذا الكاتب العظيم ستمدنا بالكثير من الأدوات لتوصيف حال نخبتنا السياسية التي تحلم انها نخبة تحلم انها تجتمع في قمة تحتاج لإجماع مؤجل!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram