 بغداد / وائل نعمةوصفت مديرة المعهد العراقي لدعم النساء أن "الأرملة العراقية تعاني من الظلم والمرار، إلا أنها ترفض الاستكانة والخضوع للظروف الصعبة"، فيما أكدت خريجات المعهد أنهن لم يحصلن على أي شيء سوى شهادة تقديرية، في حين أعلنت مستشارة رئيس الوزراء سهام فيوري أنها "تسعى لإقناع مجلس رئاسة الوزراء بتخصيص نسبة من الوظائف للأرامل".
وقالت مديرة المعهد رند الرحيم، خلال الاحتفاء بتخرج الدورة الثالثة للتدريب المهني من المعهد، أقيمت أمس على قاعة المركز الثقافي النفطي: أنها تسعى من خلال المعهد للوصول بالمرأة العراقية إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي للحفاظ على استقلاليتها ورعاية أسرتها.وأضافت الرحيم، القائمةُ على مشروع لدعم الأرامل، خلال الاحتفالية التي حضرتها "المدى"، وتناولت في جانب منها التعريف بالحقوق القانونية للمرأة، إلى جانب الترحيب بالدورة الرابعة لمركزي الرصافة والكرخ، أن "المرأة العراقية لاسيما الأرملة تعاني من ظلم ومرار، إلا انها ترفض الاستكانة والخضوع للظروف الصعبة، بل إنها مناضلة تحاول بقوة أن تحافظ على حقوقها وكرامتها". ولفتت إلى أن المعهد يرعى أربع دورات تدريبية للأرامل في سبعة مراكز موجودة في محافظات بغداد وذي قار ونينوى، مبينة أن الدورة تشمل منهاجا للتدريب المهني على الخياطة والحلاقة وتعلم الحاسوب، إضافة إلى محاضرات في الممارسات الديمقراطية وحقوق المرأة وفق الدستور، وتعريف المرأة بواجباتها تجاه عائلتها وبلدها، فضلا عن دروس في الصحة العامة وتربية الأطفال. وأوضحت مديرة المعهد أن المشروع تم بمساعدة وزارتي التربية والصحة، وهي الاحتفالية الثالثة التي يقيمها المعهد للمتخرجات، مشيرة إلى أن إصرار المعهد على الاستمرار بالمشاريع الخدمية للأرامل جاء بعد نجاح عدد من الدورات التدريبية المهنية للنساء خلال العامين الماضيين وأثمرت نتائج ايجابية. وأكدت أن الأرامل حصلن على قروض ومنح ميسرة لمساعدتهن في فتح مشاريع صغيرة لإعالة أطفالهن، مطالبة في الوقت نفسه الحكومة الاتحادية والقطاع الخاص بإيجاد فرص عمل في المؤسسات والدوائر المختلفة، لاسيما وأن العديد من الأرامل لهن القدرة على إدارة مختلف الأعمال. من جانبها، أكدت مستشارة رئيس الوزراء سهام فيوري بأنها تسعى وبشكل جاد إلى إقناع مجلس رئاسة الوزراء بتخصيص نسبة من الوظائف إلى الأرامل كل حسب شهادتها، لافتة إلى أن المرأة هي نصف المجتمع وتربي النصف الآخر ومن أبسط حقوقها أن تجد عملا يحفظ كرامتها. أما بشرى عبد الأمير عضو مجلس محافظة بغداد، فقد وصفت دورات المعهد العراقي بانها "مشروع إنساني يطمح إلى الارتقاء بواقع المرأة والأرامل، من خلال تعريفهن بحقوقهن وتدريبهن على إتقان مهن تساعدهن على مواجهة الحياة"، ناصحة النساء بـ"الصلابة والتحمل في مواجهة الصعوبات وتذكّر أن الدور الذي ينتظرهن كبير في تربية الأطفال"، بحسب تعبيرها. فيما تحدثت مديرة المعاهد المهنية في جانب الكرخ نجاح بدر عن المميزات التي اكتسبتها الأرامل بعد التحاقهن بدورات المعهد من خلال إعطائهن شخصية مهنية واقتصادية مستقلة في حال استثمارهن لهذه الدورات وتحويلها إلى واقع عملي. وكشفت عن سعي العديد من الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني لفتح مشاريع عمل مختلفة للأرامل ليس من خلال تعليمها أو إقراضها فقط بل عن طريق إيجاد فرص عمل حقيقية. من جهتها، أشادت المتحدثة باسم أرامل الكرخ فاتن إبراهيم بدور المعهد، واصفة الدورة بأنها "خطوة إيجابية في تعريف المرأة بحقوقها القانونية ورفض التقاليد والأعراف البالية"، مشددة على أن الدورات تعطي دفعة معنوية وعملية للأرملة في الاعتماد على نفسها بدل انتظار المعونات. بالمقابل قلل عدد من الأرامل من أهمية هذه الدورات، مؤكدات على أن "الأرملة العراقية تعاني من مشاكل كبيرة أوسع مما تتحدث عنها القائمات على المعهد".إحدى الحاضرات -التي رفضت ذكر اسمها-، أوضحت لـ"المدى" أنها "خريجة سابقة من نفس الدورة ولم أحصل على أي شيء سوى شهادة تقديرية بالرغم من أنني من الأوائل"، مضيفة "نريد عملا وليس شعارات وهدايا فقط "، بحسب تعبيرها. وشهدت الاحتفالية توزيع هدايا وشهادات تقديرية على المتخرجات.