TOP

جريدة المدى > سياسية > المنطقة الخضراء تتحول إلى مدينة أشباح.. الحكومة: أصبحتْ أكثر أمناً

المنطقة الخضراء تتحول إلى مدينة أشباح.. الحكومة: أصبحتْ أكثر أمناً

نشر في: 20 فبراير, 2012: 09:53 م

 بغداد/ المدىتحولت المنطقة الخضراء الحصينة في وسط بغداد، التي أنشأتها القوات الأميركية عقب إسقاطها نظام صدام في 2003، من منطقة كانت تشكل مركزاً لها وكانت تعرف أيضاً بالمنطقة الدولية إلى مدينة أشباح، وذلك بعد أن وقعت مؤخراً تحت كامل سيطرة الحكومة.
وذكرت في هذا الصدد امس صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن قوات الجيش والشرطة قامت مؤخراً بمداهمة مكاتب شركات الأمن الخاصة التي كانت تعمل بالداخل وحثت المؤسسات والشركات التجارية التي كانت ترتكز عليها لتغيير أماكنها.وقال دوغ بروكس، رئيس الرابطة الدولية لعمليات الاستقرار، وهي جماعة تجارية تمثل الشركات الأجنبية والمنظمات غير الربحية في العراق: "لقد حققوا مكسباً حيث يستحيل عليهم تقريباً البقاء هناك". وهو ما كان سبباً في تحول المنطقة الدولية إلى المنطقة العراقية وتزايد عزلتها نتيجة لذلك. ويقول عضو مجلس النواب محمود عثمان: "ما نراه الآن هو أنهم يقومون، بطريقة ما، بتحصين المنطقة".وتغطي تلك المنطقة، التي تقع على ضفاف نهر دجلة، مساحة تقدر بحوالي 5 أميال مربع. وهي منطقة يطغي عليها اللون الرمادي أكثر من اللون الأخضر، حيث يوجد بها مزيج من البنايات الحكومية والمنازل والفيلات التي تقطعها شوارع واسعة وأزقة ضيقة وأشجار نخيل مغبرة. ومن الجدير ذكره أن الولايات المتحدة بدأت مع بداية 2009 في تحويل عملية الإشراف على المنطقة إلى الحكومة ، مع تمتع البلاد بوضعية أكثر أماناً. وبدأت السلطات اعتباراً من الربيع الماضي في تفتيش الشركات الأمنية، ثم قامت لاحقاً بتضييق الخناق على الأشخاص الذين يتحصلون على شارات مرغوبة فيها للدخول والخروج من المنطقة، وذلك طبقاً لما ذكره بروكس ورجال أعمال آخرون ممن كانوا يعملون هناك.والآن، وبعد أن فرضت الحكومة هيمنتها على المكان، نوهت الصحيفة بتواجد أجزاء رئيسية من الحكومة هناك، بما في ذلك مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي وكذلك مبنى البرلمان. كما يعيش بداخل المنطقة كثير من كبار المسؤولين– حيث يذهبون من وإلى منازلهم المحصنة عن طريق قوافل مسلحة. وبحلول الرابعة مساءً، تصبح الطرق خالية، باستثناء الشرطة والجنود الذين ينتشرون في أركان المكان. كما قالت إحدى الشركات التي تقوم بتنظيم رحلات جماعية إلى العراق إنها لم يعد بمقدورها الوصول للمنطقة. وهو ما يعني التوقف عن زيارة بعض المواقع مثل السيفين العملاقين المتقاطعين في ساحة الاحتفالات ببغداد.وأوردت واشنطن بوست في هذا السياق عن غيوف هان، مالك شركة هينترلاند ترافيل البريطانية، الذي سبق له أن طلب مراراً وتكراراً من المسؤولين أن يسمحوا لمجموعاته السياحية بالدخول، قوله: "هذا يدفعني للجنون لأن الناس، وبالأخص الأميركيين، يسألون عن هذه السيوف ومضت الصحيفة تقول إن الحكومة لديها أسبابها في هذا الشأن من الزاوية الأمنية. ولفتت في هذا الشأن إلى المحاولة التي كانت تستهدف اغتيال رئيس الوزراء في الـ 28 من شهر تشرين الثاني الماضي، حين حاول أحد الأشخاص اقتحام إحدى مداخل المنطقة الخضراء شديدة التأمين بسيارة دفع رباعي محملة بالقنابل. غير أن المركبة انفجرت قبل وصولها إلى مكاتب المالكي، لتنفجر فقط أمام مبنى البرلمان. وبعدها بثلاثة أسابيع، حذرت السفارة الأميركية مواطنيها من التهديد المتعلق باحتمالية تعرضهم لعمليات خطف داخل المنطقة وفي شتى أنحاء العراق. ومن جانبه قال علي الموسوي، المستشار الإعلامي للمالكي :" علينا أن نأخذ بعين الاعتبار تلك التدابير الأمنية، علماً بأن المنطقة أضحت أكثر أماناً بالتأكيد خلال الثلاثة أشهر الماضية". وأضاف الموسوي أن الجيش العراقي هو الجهة التي تتحكم الآن في عمليات الدخول إلى المنطقة، وأنه قلص من إصدار الشارات اللازمة للوصول إلى هناك. وبالنسبة لشركات الأمن الخاصة، أوضح الموسوي أنها اكتسبت سمعة سيئة في العراق لإساءة استخدام القوة النارية، وأن المنطقة أكثر أماناً بدونهم. وفيما يخص باقي الشركات التجارية، تابع الموسوي قائلاً :" إذا لم يكن لديهم أي أعمال في المنطقة الدولية، فإن عليهم أن يغادروا المكان".لكن الصحيفة لفتت في ختام تقريرها إلى أن تقليص النشاط التجاري هناك قد يبعث برسالة خاطئة للشركات الدولية، التي قد تنظر فيما إن كانت ستأتي إلى العراق أم لا. وعاود البرلماني عثمان ليقول: "حين يرى رجال الأعمال أمورا كهذه، فإنهم ينصرفون.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دعوات نزع السلاح تحت الاختبار: الفصائل «تسلّم السلاح إلى نفسها»!
سياسية

دعوات نزع السلاح تحت الاختبار: الفصائل «تسلّم السلاح إلى نفسها»!

تحذيرات من الاكتفاء بتفكيك السلاح الثقيل والإبقاء على الخفيف لتخويف الداخل بغداد/ تميم الحسن تداخل ملف تسمية رئيس الوزراء المقبل، على نحو متسارع، مع قضية «نزع سلاح الفصائل»، وهي مسألة يراها سياسيون محفوفة بالشكوك،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram