بغداد/ دعاء آزاد ترجل أحمد من السيارة وهو ينظر بإمعان حذر إلى رجل واقف أمام باحة منزله ويحمل رزمة من الأوراق، وبدا احمد -55 عاما- ، ممتعضا جدا وهو يكلم نفسه، كما يقول،: "يبدو أن هذه استمارات استبيان عن آراء المواطنين بالخدمات والتي كعادتها لا نتائج ايجابية لها"،
ويذكر احمد الموظف الحكومي أنه توجه إلى الشخص الذي يحمل رزمة الأوراق واستلم منه استمارة وقرأها فوجدها استمارة الزائر الصحي، وبدأ يملأ الاستمارة التي تطلب المعلومات عن عدد أفراد الأسرة وأسمائهم وتواريخ ميلادهم والأمراض التي يعانونها لكن ما أثار استغرابه، طلب معرفة القومية والديانة التي تنتمي إليها الأسرة. يقول احمد "انتابني بعض الخوف لان هذه المعلومات لا شأن لها بالصحة لذلك من الممكن أن تستخدم في أغراض أخرى لان وضع البلد غير مستقر لذلك قررت عدم تسليم هذه الاستمارة إلا بعد التأكد من غايتها". هذا الأمر آثار شكوك كثير من المواطنين الذين ابدوا استغرابهم من وضع خانتي الديانة والقومية في استمارة خصصت للأمراض، (المدى) تحرت في الموضوع وحاولت معرفة أسباب طلب هذه المعلومات، حيث اكدت وزارة الصحة أن ديانة وقومية المواطنين تؤثر في صحتهم وذلك بسبب عادات وتقاليد كل ديانة وقومية. مديرة قسم الرعاية الصحية الأولية، المسؤول المباشر عن مشروع الزائر الصحي، حنان هاشم قالت لـ(المدى) أمس أن "هذه الاستمارات من اجل جمع قاعدة بيانات عن المواطنين لأجل تنفيذ مشروع الزائر الصحي". وأوضحت هاشم "أن الغرض من معرفة ديانات وقوميات المواطنين راجع إلى أن عادات وتقاليد كل دين وقومية لها تأثير في الصحة، فمثلا المسيحيون يتناولون لحم الخنزير، وكذلك بعض القوميات لها عادة ختان البنات، وهذه تترك آثارا تؤثر في الصحة"، مستدركة "لذلك أردنا معرفة ديانة وقومية كل مواطن لمعرفة أسباب المرض وكيفية التعامل معه". من جانبه نفى احد الكوادر الطبية ما قالته وزارة الصحة وأكد أن لا علاقة للدين أو القومية بالصحة. ويبين الطبيب علاء المحمداوي انه "لا يوجد أي تأثير لعادات وتقاليد القوميات والأديان على صحة الإنسان وان هكذا حجج غير معقولة"، مشيرا إلى أن البيئة هي فقط ما يؤثر في الصحة وطالما عاش العراقيون في بيئة واحدة فهي تؤثر فيهم جميعا".
استمارات صحية تحصي قوميات وأديان المواطنين
نشر في: 20 فبراير, 2012: 10:41 م