لندن/ العربية نتأظهرت دراسة جديدة أن تناول الحليب المقشود المدعّم قد يخفف وتيرة ظهور الأورام المؤلمة الناتجة عن مرض النقرس، وهو أحد أنواع التهابات المفاصل .وقد شملت الدراسة 120 مريضاً عانوا ظهور الأورام مرتين على الأقل في الأشهر الأربعة الماضية، حيث تم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات، الأولى أعطيت حليب لاكتوز والثانية مسحوق الحليب المقشود والثالثة مسحوق حليب مقشود مدعّم ببروتين الغليكوماكروبيبتايد ومستخرج دهن الحليب “جي 600” .
أظهرت نتائج الدراسة أن 102 مريض ممن شربوا حليباً مقشوداً مدعّماً انخفضت لديهم وتيرة ظهور الأورام أكثر من غيرهم، كما انخفض مستوى حمض البول في الدم والآلام، وتلين مفاصلهم .والنقرس هو شكل من التهاب المفاصل ينجم عن تكون حمض البوليك (أو اليوريك) في الدم أو تجمد الحمض في المفاصل، وهو يتسبب بالتهاب وألم كبير، وغالباً ما يتأثر إصبع القدم الكبير بالمرض حيث يتورّم .وسبق أن أظهرت الدراسات خطراً أكبر للإصابة بالنقرس بين الأشخاص الذين يتناولون منتجات من مشتقات الحليب . وقد بات هذا المرض شائعاً بسبب تزايد نسب البدانة والخيارات الغذائية مثل اللحوم والسكريات والكحول وخاصة البيرة التي تحرك نوبات النقرس .كما أن شاربي الصودا معرضون للخطر أيضاً، لأن ثمة دليلاً على أن الفروكتوز، وهو المحلي الرئيس للعديد من المشروبات، يزيد معدلات حمض البوليك في الدم . ولاحظت بعض الدراسات أن ارتفاع ضغط الدم هو عامل خطر إضافي والدواء الذي يؤخذ لتخفيضه يحتوي على معدلات من الحمض أيضاً .وقد أظهرت دراسة أمريكية أن تناول النساء لأكثر من كوب يومياً من عصير البرتقال أو المشروبات الغازية التي تحتوي على السكر من شأنه أن يزيد خطر إصابتهن بداء النقرس .وأظهرت الدراسة التي أعدها باحثون في جامعة “بوسطن” أن النساء اللواتي تناولن علبتين أو أكثر من المشروبات الغازية التي تحتوي على السكر يومياً كن معرضات أكثر بمرتين للإصابة بداء النقرس الذي يصيب المفاصل . كما تبين أن تناول النساء 3 .0 لتر أو أكثر من عصير البرتقال يومياً يزيد خطر إصابتهن بهذا الداء أكثر من مرتين .وقال الطبيب المسؤول عن الدراسة هايون تشوي إن سكر “الفركتوز” الموجود في المشروبين يبدو أنه السبب، فهو يزيد معدلات حمض اليوريك الذي يتسبب بداء النقرس .ويقول العلماء إنهم اكتشفوا جيناً يعتقد أنه وراء الإصابة بمرض النقرس .وخلصت دراسة شملت أكثر من 12 ألف شخص ونشرت في “جورنال نايتشر جنتيكس” إلى وجود علاقة بين جين SLC2A والإصابة بمرض النقرس .وقال باحثون في وحدة MRC للجينات البشرية في أدنبرة باسكتلندا إن الجين والبروتينات التي يتحكم بها قد تتم معالجتها يوماً بواسطة أدوية جديدة للنقرس .وقال البروفيسور هاري كامبيل، من جامعة أدنبرة، إن “تعرض البعض للإصابة بمرض النقرس يعتمد بدرجة عالية أو منخفضة على شكل الجين الذي يكونون قد ورثوه عن غيرهم”، مشيراً إلى أن كُلى الأشخاص الأصحاء تتخلص من نوع من الأحماض اسمه حامض البوليك، موضحاً أن كُلى مرضى آخرين تعجز عن ذلك فيؤدي ذلك إلى ترسب هذا الحامض البلوري الشكل في المفاصل وإلى الإصابة بالالتهاب وشعور المريض بالألم. ويعتقد أن سبب ترسب هذا الحامض يعود إلى الإفراط في تناول بعض الأطعمة الغنية بالبروتين والكحول والمشروبات الغازية عند البعض، كما تبين للعلماء أن هذا الجين SLC2A يجعل من الصعب على الجسم التخلص من هذا الحمض .وقال البروفيسور ألن رايت، الذي قاد فريق البحث، إن هذا الجين يلعب دوراً رئيساً في قدرة الكلى على التخلص من حامض البوليك .ومن جانبه، قال البروفيسور ستيوارت رالستون من الجمعية البريطانية لعلم أبحاث المفاصل “حتى وقت قريب كان بالإمكان ربط مرض النقرس بشرب الكحول والأغذية الغنية بالدهون، إلا أن هناك الآن الكثير من المرضى الذين لا يتناولون مثل هذه الأشياء” .وفي السياق نفسه، رأى رئيس جمعية أمراض الروماتيزم الدكتور أندرو بامجي أن اكتشاف الجين يمكن أن يفسر العلاقة بين المرض وتناول المشروبات الغازية والدور الذي يمكن أن يلعبه في تنظيم مستوى سكر الـ”فركتوز” في الجسم.
الحليب المقشود المدعّم يخفّف آلام النقرس
نشر في: 21 فبراير, 2012: 07:22 م