اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > الطفل في لوحات الرسامين عبر التاريخ:وقار ملكي،ملامح مأساوية ومرح شيطاني

الطفل في لوحات الرسامين عبر التاريخ:وقار ملكي،ملامح مأساوية ومرح شيطاني

نشر في: 21 فبراير, 2012: 07:26 م

ترجمة: عدوية الهلالي مثلما يوجد في كل مجال في الحياة، جانب جاد وآخر مرح أو طفولي، يوجد في الفن التشكيلي فناء رحب للهو والتسلية وذلك بتقديم الأطفال في لوحات الرسم ابتداءً من القرون الوسطى وحتى القرن العشرين، ففي تلك اللوحات يمكن أن نرى حفنة من الأطفال الذين يركضون، يلعبون، يقفزون ويحومون..البعض يقفون وظهورهم ملتصقة على الحائط وغيرهم يتكئون على حائط أيضا ولكن برؤوس مقلوبة الى الأسفل...الفنانون التشكيليون إذن يصورون الطفولة بجنونها وصخبها لكنهم يرسمون أطفالا عقلاء أيضا والبعض جميل فيهم وبعض منهم يرتدون ملابس الأمراء...
ثلاثة كتاب فرنسيون متحمسون هم ايمانويل بيرنو وسيباستيان الار ونادجا لانيري عكفوا على حل لغز الأطفال في الرسم في كتاب جديد يعنى بدراسة فن الرسم الديني و(الإيقونات والصور) المذهلة بالتحديد..ففي العصور الوسطى، كان الطفل في الفن التشكيلي يظهر بشكل مهيب ورائع ويعكس صورة طفولة بعيدة جدا عن طفولة... هناك اللوحة التي تصور السيد المسيح طفلا في لفائف بيضاء على سبيل المثال وكأنه شيخ مصغر وهي لرسام فلمنكي (من فلندريا) وصورة أخرى لوجه رسمت ملامحه بالطبشور الأحمر وتعود تلك الملامح للمولود الجديد للملك هنري الثاني وكاثرين ميديسي إضافة الى رسم لإحدى الأمهات وهي تحمل طفلا ملكيا وآخر لحاضنة ملكية أيضا وهي تحتضن طفلا رضيعا..يشير الكتاب في كتابهم الجديد إلى ذلك السحر المحيط بلوحات الأطفال ومنها تلك العائدة للملك ادوارد السادس في عامه الأول وفيها يشبه صورة هنري الثالث عشر في هيئته الملكية حيث تحيي كفه الصغيرة الممتلئة جمهورا غير مرئي...بعض فناني تلك اللوحات كما يرى مؤلفو الكتاب توخوا الدقة والوضوح بينما سعى الآخرون الى الكمال بتقديم فن متطور كتلك اللوحة التي يبدو فيها الملك لويس الرابع عشر وهو في سن العاشرة، متباهيا تحت ثقل فرو حيوان السموري وحاملا أزهار الزنبق..أما في القرن العشرين فالأطفال غالبا ما يركضون ويلعبون وتبدو حركاتهم لذيذة جدا حتى من خلال اللوحات الجامدة..ويشير المؤلفون الثلاثة ايضا الى أساليب أعظم الفنانين التشكيليين في تناول موضوع الطفل في لوحاتهم فهذا ليوناردو دافنشي أشهر وأهم فنان ايطالي في عصر النهضة تميزت لوحاته برسم الملامح المعبرة عن الحالة النفسية لوجوه الشخصيات وبأسلوب تشريحي دقيق للجسم البشري.. أما رامبرانت الرسام الهولندي الذي يعد واحدا من عباقرة الفن في العالم فقد اهتم بوجه الطفل وتعابيره التي كان بارعا في تصويرها، أما الايطالي الشهير تيتيان فقد تميز برسم الألوان المبهجة والأطفال وهم يمرحون في الطبيعة كما منح لوحاته لمسة إنسانية واضحة تتسم بالنبل والمثالية..من جانبه، كان فرانشيسكو دي غويا احد الأساتذة الأوائل في الرسم الحديث ما جعله رائدا للحركة الانطباعية التي ظهرت في أوائل القرن التاسع عشر وقد جعل موضوعة الطفل جزءا من لوحاته التي تصور الكوارث وفظائع الحرب بأسلوب عنيف يعكس مأساة الشعب الاسباني لدى الاحتلال الفرنسي لاسبانيا...أما سيزان الفرنسي الذي يعد أباً للمدرسة التكعيبية فقد أضفى على الأطفال في لوحاته صلابة وهيبة ووقار يشبههم بالكبار...ولا يمكن لأي متابع للفن التشكيلي أن يغفل تلك اللوحة الشهيرة للطفل الباكي ولابد أن الكثيرين تساءلوا عن سر بكائه الذي يجيب عنه الفنان الايطالي جيوفاني براغولين إذ اشتهر برسم سلسلة من اللوحات الجميلة لأطفال دامعي العيون في مدينته فلورنسا، وكانت لوحة (الطفل الباكي) الذي تنساب دمعتان كبيرتان على وجنتيه واحدة منها...كل هذه المشاهد وغيرها تحدث عنها المؤلفون الثلاثة في كتابهم الجديد (الطفل في الرسم) الذي صدر مؤخرا عن دار نشر الفنون الجميلة في فرنسا بأربعمئة وثلاثين صفحة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram