TOP

جريدة المدى > غير مصنف > انتفاضة السليمانية بزعامة الشيخ محمود الحفيد 1930- 1931

انتفاضة السليمانية بزعامة الشيخ محمود الحفيد 1930- 1931

نشر في: 7 أكتوبر, 2009: 05:12 م

د. سروة اسعد صابر *ان احداث 6 ايلول في السليمانية ادت بالحركة الكوردية الى السير في خط مواجهة للسياستين العراقية والبريطانية ورفع دعوات ومطالب كوردية اخرى تدعو الى الاستقلال بعيدا عن سلطة وسيطرة الحكومة العراقية.
فمنذ 6 ايلول والقمع الحكومي لها واعتقال الشيخ قادر الحفيد وزعماء اخرين فان مسار الانتفاضة اصبح موجها ضد الحكومة العراقية التي اعتبرت مسؤولية عن عملية اراقة دماء غير ضرورية في ذلك اليوم وكان عدد من اهالي الضحايا في السليمانية قد زاروا الشيخ محمود في مقره في ايران، واشتكوا من تفاقم الاوضاع وطالبوا بالثأر لذويهم وحثوا الشيخ على النهوض موضحين بأن الكورد ينتظرون فرصة كهذه لانصاف حقوقهم..ويبدو ان الحكومة العراقية قد خشيت ان تترك هذه الاحداث ردود فعل لدى الشيخ محمود فبعث وزير الداخلية في 10 ايلول رسالة تحذير الى الشيخ لافتا نظره فيها الى حادثة السليمانية ويرجوه بأن لايتأثر بدعايات الغير وان يتجنب ما يمس السكينة والامن العام وان يحافظ على اتفاقه السابق مع الحكومة العراقية الموقع في كانون الثاني 1927. ومن جهة اخرى اشارت وزار الدفاع في كتاب لها الى ان وزير الداخلية بتاريخ 11 ايلول 1930 الى تغييب الضباط الثلاثة محمود وحميد جودت وكامل حسن وقد اصدرت السلطات العسكرية امرا بالقبض عليهم.وحول تحركات الشيخ محمود فقد ذكر تقرير بريطاني ان الشيخ ترك بيران يوم 15 ايلول ودخل العراق بخلاف بنود اتفاق عام 1927 ولكن التقرير يشير ايضا الى انه ومنذ ذلك الاتفاق فان خرق هذه البنود كان يتم من قبل الشيخ وكان يتم التغاضي عنه لان الظروف السياسية كانت مستقرة.الا ان التحذير لم يحد من حركة وتنقل الشيخ الذي استمر في التوجه نحو قلادزة متعذرا بقيامه بزيارة سلمية لغرض تقديم التعازي لزعماء بشدر، وفي 24 ايلول كان الشيخ بالقرب من قلادزة.وكان الشيخ محمود قد بعث في 17 ايلول رسالة احتجاج الى المندوب السامي البريطاني يحتج فيها على قيام الجيش العراقي بارتكاب المجازر والفظائع في السليمانية بحق الكورد بشكل لم يسبق له مثيل في كوردستان وخاطب الشيخ المندوب السامي مؤكدا معا استحالة تعايش الكورد والعرب سوية بعد ذلك وان صبر الكورد نفذ بسبب هذه الفظائع المرتكبة بحقهم من قبل العرب وفي النهاية طالب الشيخ باسم الكورد تحريرهم وفصلهم عن العرب ووضعهم تحت الحماية البريطانية. وقام المندوب بدوره بأرسال نسخة من الرسالة الى رئيس الوزراء نوري السعيد مقترحا عليه عدم الاجابة عليها الى حين عودة الشيخ الى مقره في بيران.طلب المندوب السامي من نوري السعيد اطلاعه على الرد قبل ارساله الى الشيخ واقترح ايضا ان يتضمن الرد، من بين اشياء اخرى التأكيد على تآخر الشعب العربي والكوردي وكذلك ابعاد مسألة الاستقلال الكوردي عن افكار الشيخ محمود والاشارة الى رفاه الشعب الكوردي مرتبط برفاه وازدهار العراق ككل والتعاون مع الحكومة العراقية وليس ضدها.وفي 3 تشرين الاول 1930 وبينما كان الشيخ محمود في احدى القرى في منطقة بشدر بعث رسالة يطلب اجراء لقاء مع المفتش الاداري للواء السليمانية ولكن طلبه هذا رفض وفي نفس اليوم قدم كل من بابكر اغا وعباس محمود اغا من زعماء بشدر التماسا مماثلا ولكنه رفض هو الاخر ايضا.وحسبما ورد في تقرير المفتش الاداري في السليمانية في 2 تشرين الاول 1930 عن تحركات الشيخ محمود فقد كان الانباء لدى المفتش الاداري، بأن الشيخ محمود سيعود الى مقره في بيران وتظاهر للمتفش بأن الازمة تم تجاوزها، وخاصة بعد لجوء الجانب الكوردي الى الاستعانة برفع العرائض والاحتجاجات الى العصبة والتي جرى تسلمها من الجهات المختصة، مما اعطى الى الجانب البريطاني نظرة تفاؤلية الى الامور.واشار التقرير ذاته الى ارسال محمود رسالة ثانية الى المندوب السامي عن طريق المفتش الاداري في السليمانية، وكان يحوي طلبا ثانيا عن اجراء لقاء مع ضابط بريطاني لافتا الانتباه الى وحدة الكورد في العراق ومقدما مطالب اخرى كذلك علق التقرير على وجود معلومات عن لقاء بين الشيخ محمود ورؤساء بشدر من النوع الذي يخفف من مخاوف اندلاع اضطرابات سريعة واضاف التقرير ان دعوة الشيخ الى التسليح المباشر بين عشائر بشدر قد قوبل برفض تلك العشائر البدء بخلق اضطرابات ولكنهم من جهة اخرى قالوا بأنهم سيشاركون في حالة ما اذا قامت قبائل اخرى بالبدء بالقتال، وقد جاء التفسير البريطاني لهذا الموقف بأنه موقف حذر مألوف لبابكر اغا بشدري.وعلى العموم فقد حصل الشيخ محمود بالنتيجة بعد جولته التي قام بها في مناطق ثشدر على التأييد الرسمي من قبل اغلب زعماء القبائل الاقوياء هناك.اما بخصوص الرسالة الثانية التي بعثها الشيخ محمود الى المندوب السامي اشار فيها مرة خرى الى احداث 6 ايلول مبينا انه وبعد الجرائم والاضطرابات التي حدثت في السليمانية على يد العرب والتي قتل فيها الناس بالرشاشات وابيد فيها الكورد وحرقوا فان التعاون والتضامن بين القوميتين سيكون مستحيلا، وان الكورد بعد هذا اقسموا بشرفهم القومي ان يحصلوا على حقوقهم الشرعية، لذلك يطالبون بصوت واحد تشكيل دولة كوردية من زاخو الى مابعد خانقين، تحت الانتداب الب

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

افتتاح أول مستشفى حكومي في بغداد منذ 40 عاماً

لجنة نيابيّة لـ(المدى): ملف الكهرباء "شائك" ولا بديل عن الغاز الإيراني

الموت يخطف احد كوادر المجلس العراقي للسلم والتضامن

كاساس: بطولة الخليج ودية وفائدتها التعرف على اللاعبين الشباب

العراق يودع خليجي 26 بخسارة ثقيلة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

السوداني يعرض المساعدة على السوريين لضمان تمثيل مكونات الشعب في النظام الجديد
غير مصنف

السوداني يعرض المساعدة على السوريين لضمان تمثيل مكونات الشعب في النظام الجديد

بغداد/ المدى أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مساء الأربعاء، استعداد العراق لتقديم المساعدة للسوريين، بما يضمن تمثيل جميع مكونات الشعب في النظام الجديد. جاء ذلك، خلال استقبال رئيس الوزراء، لوزير الدفاع الألماني بوريس...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram