علي النعيميإنها سمعة (الريدز) يا سواريز لا يحق لك الإساءة لأمجاد ليفربول المتخمة بالألقاب ،بتلك الصرخات المدوية، عبـّر أساطين ونجوم ليفربول السابقون عن موقفهم، يتزعمهم أسطورة الكرة الانكليزية كيفن كيغان ومعه ألان هانسن ، أيان راش، جون بارنز علاوة على آخرين شاطروا عشاق (الأنفليد) ذات المشاعر الحارقة التي اختلجت في مكنونهم الإنساني، منددين بأفعال اللاعب الاوروغواياني (سواريز) العنصرية عندما أطلق كلمة (زنجي)على مدافع منتخب فرنسا ومانشستر يونايتد (ايفرا) وما تلاه من موقف مستهجن ثانٍ بعد ما رفض مصافحة ذات اللاعب في مباراة الفريقين قبل أيام!
وعلى الرغم من اعتذار النجم سواريز الصريح لوسائل الإعلام واعترافه بالذنب الذي اقترفه إلا أن جماهير (الليفر) الخُلـّص من ذوي البصيرة والمفهوم الإنساني كانوا أول من ندد بتصرفاته الرعناء وعبروا علانية عن استيائهم الشديد، متسامين عن تعصبهم الرياضي الأعمى الذي خلعوه من رؤوسهم ورموه تواضعاً تحت أقدام الإنسانية. توابع هذه الحادثة دفعت بالشركة الراعية لقميص ليفربول تحذير ملاكه بضرورة التحرك السريع لردع (سواريز) كي لا تتحول قلعة النادي الحمراء الى احد رموز العنصرية المقيتة، وان سمعة ليفربول تأثرت عالمياً وذلك بانخفاض معدلات بيع قميص نجوم النادي في قارتي آسيا وإفريقيا، كرد فعل أولي على ما قام به سواريز، بل وحتى المدرب دالغليش الذي وقف مع سواريز طوال أسابيع الأزمة استاء هو الآخر بعد ما علم ان الأخير لم يمد يده لمصافحة أيفرا وطالبه على الفور باعتذار قوي.لكن، كيف سنقنع أنفسنا إن حدث هذا الموقف في ملاعبنا؟ ولنفترض ذلك جدلاً،هل يوجد رئيس نادٍ في العراق فاضل بين سمعة نادية وقيمة المبالغ المدفوعة لنجم محلي او دولي أساء التصرف وكاد يُفجر أزمة إنسانية في ناديه ، وهل تعتقدون ان الهيئة الإدارية لذلك النادي وأيضا مدربه سوف يقدمونه كقربان على (مذبح) سمعة النادي أم إننا سنجدّ عشاقه في النادي يلتفون من حوله ويحملونه على الأكتاف كالبطل المنتصر! كيف لا وان هناك أكثر من لاعب تهجّم على زميل له في الملعب او تشاجر مع احد الحكام ولم يُبقِ أية كلمة من كلمات الوعيد والتهديد إلا واكتالها أمام مرأى ومسمع الجميع! وهناك مَن أوغل بالتجاوز والاعتداء، مع ذلك وجدنا الذي ينبري له بالدفاع المستميت سواء من داخل النادي او خارج (الجماهير)، يسوقون له المبررات ويخلقون له الأعذار كي يقنعوا لجان الاتحاد بأنه مسكين أو ان يتوسط البعض ويستخدم كل ما يملكه من أوراق ضغط على الهيئة الإدارية او لجان الانضباط إن قسوا على قلوبهم وعاقبوه بشدة! إن الفارق الجوهري بيننا وبينهم أن رياضتهم قامت على أعمدة الأخلاق وأوتاد البعد الإنساني وبالتالي فأن محصلتي الربح الرياضي والمادي يتكاملان مع هذين البعدين بيد أنهم مستعدون في التخلي عن كل شيء من دون أن يفقدهم جانباً من أخلاقهم الرياضية، في حين إننا حرقنا كل شيء من اجل إدامة لهيب الرياضة والوصول للمناصب والسعي للخروج بنظرة ملائكية أمام الجماهير الرياضية، تلك هي الأخلاقيات الأسمى وفق منظورنا هكذا نفهمها وندركها ! في حين ان أخلاقيات ليفربول الرياضية والمهنية جمعت ما بين الضمير الإنساني الحي والحرص على سمعة النادي ومكانته الدولية، فشتَان بيننا وبينهم!
رأيك وأنت حر: ليفربول وأنديتنا شتان
نشر في: 21 فبراير, 2012: 07:44 م